رائحة الدم والحزن والغضب تغطى شارع على مبارك حيث تقع كنيسة مارجرجس، جيران الكنيسة وتجار المنطقة المطلة عليها أغلقوا أبواب محلاتهم حدادا على أرواح شهداء أحد السعف إلا بعض محلات الزهور والورود ، طالبات مدرسة طنطا الثانوية الصناعية للبنات وكثير من المارة يتجمعون فى الطريق المؤدى إلى الكنيسة ، ورجال يقفون على أبواب الكنيسة يمنعون الدخول إليها كاحتياطات أمنية لإعطاء الفرصة لرجال الأدلة الجنائية للفحص والتحليل . سيدة مسنة تقف والدموع تهطل من عينيها متسائلة لماذا يحدث كل هذا ؟ هل يريدون تمزيقنا كلا لن يحدث فعنصرى الأمة نسيج واحد لن ينال منه الأعداء . وفى الشوارع الجانبية المتفرعة من شارع الكنيسة نصب الحزن موعدا مع بيوت بعض الشهداء الذين كانوا فى مقدمة صفوف الشمامسة العابدين ومنهم فادى رمسيس جرجس الطالب بالسنة النهائية بكلية العلوم جامعة طنطا والذى صعدت روحه إلى السماء بعد إصابة بالغة فى الحادث الإرهابى ونقل على إثرها إلى القاهرة لتستقبل أسرته جثمانه فى اليوم التالى وليتم دفنه فى مدافن الشهداء بالكاتدرائية بكنيسة مار جرجس . فى منزل فادى كانت الصرخات والعويل والإنهيار هى لغة المكان من والدة الشهيد السيدة منال شاكر وهبة المدرسة بمدرسة برما الثانوية التجارية وشقيقتيه كارولين ومريم ، أما والده فقد توفى قبل عامين . يقول وليم جرجس عوض عم الشهيد فادى ل ( الأهرام ) كان خادما وبتاع ربنا وليس له فى أى حاجة وحشة ، كان متفوقا دراسيا ويحصل على تقدير إمتياز وهو وحيد والدته وكان أمل الأسرة كلها . وفى منزل آخر يبكى الحضور استشهاد الشاب شادى كمال وهو دكتور صيدلى وترك طفلة صغيرة . يقول شقيقه وهو يبكى : إحنا عملنا إيه وذنبنا إيه، اللى بيقتل ده معندوش عقل ولا منطق يشوف الناس دى قبل ما يقتلها، دول بيصلوا ده دار عبادة . التقى «الأهرام» عددًا من أسر الشهداء وجيرانهم فى منطقة شارع ابن الفارض، القريبة من كنيسة مار جرجس، بطنطا، وقدم العزاء لهم فى شهداء الكنيسة الأبرار، حيث يوجد بهذا الشارع وحده 4 شهداء، هم: سعد زكى بدوي، وسليمان سليم، وبيشوى دانيال، وسامى فام.