فى الوقت الذى يسعى فيه الفلسطينيون إلى تفعيل قرار مجلس الأمن الدولي رقم 2334 بشأن الاستيطان الإسرائيلى الذى يغتال كل الفرص المتاحة لإحلال السلام والقضاء على الإرهاب فى الشرق الأوسط فاجأ المجلس الوزاري الإسرائيلي المصغر «الكابينيت» كل الأطراف وصادق على بناء مستوطنة جديدة جنوب نابلس في منطقة وادي شيلو وستكون المرة الأولى التي ستقام فيها مستوطنة جديدة كاملة في الضفة الغربية منذ 20 عاما، حيث تنشأ المستوطنات بتجمعات مهاجرين يهود ثم يتم إقرارها بقانون، ولكن هذه المرة تنشىء إسرائيل مستوطنة بقانون تحديا للمجتمع الدولى الذى صوت بعدم شرعية الاستيطان ووصفه بأنه يقوض عملية السلام ويقضى على حل الدولتين، وتم التصديق على بناء المستوطنة الجديدة لصالح سكان بؤرة «عامونة» العشوائية التي تم إخلاؤها قبل شهر. أن الكابينت اتخذ القرار بالإجماع تعويضا لسكان بؤرة «عامونة» الاستيطانية، وقرارا آخرا بمصادرة أكثر من 900 دونم « الدونم يعادل ثلث فدان» من أراضي الضفة الغربية، وقرارا ثالثا بتسويق 2000 وحدة استيطانية من أصل 5000 أعلنت الحكومة الإسرائيلية الانتهاء من بنائها، وجدير بالذكر أنه يعيش نحو 400 ألف مستوطن إسرائيلي في الضفة الغربية التي يقطنها مايقرب من 2.8 مليون فلسطيني. نية إسرائيلية مبيتة في ديسمبر 2014، أوعزت المحكمة العليا (أعلى هيئة قضائية في إسرائيل) إلى الحكومة بإخلاء «عامونة» في غضون عامين، بعد ثبوت إقامتها على أراض فلسطينية خاصة خلافا للقانون، والشهر الماضي، أنهت الشرطة الإسرائيلية عملية إخلاء «عامونة» بعد أن تمكنت من اقتحام الكنيس اليهودي، الذي تحصن به عشرات المستوطنين الرافضين لعملية الإجلاء، وتعهد نيتانياهو بإقامة مستوطنة جديدة في «القريب العاجل» لإسكان العائلات التي تم إجلاؤها من بؤرة «عامونة» التى كان يقيم فيها ما بين 200 إلى 300 مستوطن. وذكرت صحيفة «يديعوت أحرونوت» العبرية أن المستوطنين الذين تم إخلاؤهم من «عامونة» رحبوا بقرار المجلس الوزاري المصغر، واعتبروه نصرا لهم، أما عضوة الكنيست تسيبي ليفني من «المعسكر الصهيوني» المعارض، فقالت إن بناء المستوطنة الجديدة سيعيق التوصل لاتفاق سلام مع الفلسطينيين. وقالت القناة الثانية العبرية إن إسرائيل والإدارة الأمريكية توصلتا إلى تفاهمات غير مكتوبة تسمح لحكومة نيتانياهو بمواصلة البناء داخل جميع مستوطنات الضفة وأن هذه التفاهمات لاقت ترحيبا واسعا لدى اليمين في إسرائيل وفي السياق نفسه أضافت القناة نقلا عن مسئول أمريكي رفيع المستوى أن إدارة ترامب تلقت قرار الكابينيت بإقامة مستوطنة جديدة بتفهم. عقبة أمام السلام وبلغة الرفض والشجب التى اعتدناها من المسئولين فى الولاياتالمتحدة أو دول الإتحاد الأوروبى، حيث يكون الحوار أمام العدسات بلغة عكس التى تدور ويتم الإتفاق عليها فى الاجتماعات المغلقة، فعبر البيت الأبيض عن شعوره بالقلق «قائلا» لا يساعد هذا على دفع عملية السلام إلى الأمام، وطالب إسرائيل بضبط النفس. ومنذ دخول ترامب البيت الأبيض، أعلنت إسرائيل المصادقة على بناء نحو 6000 وحدة سكنية في المستوطنات الاسرائيلية بالضفة الغربية وشرقي القدس، إضافة إلى تشريعها قانوناً بسلب الأراضي الفلسطينية لصالح الاستيطان، نظرا لدعم ترامب إسرائيل واعتباره الاستيطان لا يشكل عائقاً أمام التوصل لسلام بين الإسرائيليين والفلسطينيين. كما أكد الأمين العام للأمم المتحدة أنطونيو جوتيريش إدانته جميع الأعمال الأحادية، ومنها القرار الإسرائيلي الأخير ببناء مستوطنة جديدة في الأرض الفلسطينية المحتلة، وذكر بيان صحفي منسوب للمتحدث باسم الأمين العام، إن تلك الأعمال الأحادية تهدد السلام وتقوض حل الدولتين، وأبدى الأمين العام خيبة الأمل والقلق إزاء هذا القرار. وذكر البيان أن الأمين العام شدد مرارا على عدم وجود خطة بديلة للإسرائيليين والفلسطينيين للعيش معا بسلام وأمن، مؤكدا أن الأنشطة الاستيطانية غير قانونية وفق القانون الدولي، وتمثل عقبة أمام السلام. كما أدانت الحكومة البريطانية قرار وخطط إسرائيل لبناء مستوطنة جديدة في الضفة الغربية، وقال وزيرالخارجية البريطاني بوريس جونسون ان بريطانيا تدين وبشدة قرار إسرائيل بناء مستوطنة جديدة في الضفة الغربية، وأضاف: «أشعر بخيبة أمل إزاء خطط إسرائيل مصادرة أراض في الضفة الغربية على أنها أراضي دولة وبناء 2000 وحدة سكنية، على الرغم من الانتقادات والقلق الكبير للمجتمع الدولي جراء هذه الأعمال»، وأشار إلى أن إسرائيل بهذا العمل تنتهك القانون الدولي، وتقوض بشكل خطير عملية السلام وآفاق حل الصراع في الشرق الأوسط على أساس قيام الدولتين، ودعا الوزير البريطاني إسرائيل إلى عدم اتخاذ خطوات تؤدي إلى عرقلة إحلال السلام في المنطقة، وتأزيم العلاقات بين إسرائيل والعالم العربي. واستنكرت منظمات حقوق الإنسان في إسرائيل إقدام حكومة نيتانياهو على هذه الخطوة، وقالت منظمة «ييش دين» الإسرائيلية إن قرار مجلس الوزراء هو استمرار لسياسة الاستيلاء على الأراضي الفلسطينية، بينما وصفت حركة السلام الآن الإسرائيلية نيتانياهو بأنه أسير لدى المستوطنين ويضع بقاءه السياسي فوق مصالح دولة إسرائيل بإذعانه لضغط المستوطنين، ويقود نيتانياهو الإسرائيليين والفلسطينيين إلى حقيقة دولة واحدة وتفرقة عنصرية. المستوطنات مقامة على ملكيات خاصة بينما رفضت الخارجية الفلسطينية القرار ووعدت بمواجهته سياسيا فى جميع المحافل الدولية، قالت إن سلطات الاحتلال لم تكتف بمصادرة الأراضي المصنفة «أراضي دولة» وتحويلها للاستيطان بل تقوم بالاستيلاء على الأراضي الفلسطينية الخاصة وتحويلها لأراضي دولة بهدف بناء مستوطنات جديدة أو توسيع مستوطنات قائمة وتوعدت الوزارة بإطلاع إدارة الرئيس ترامب على الإجراءات غير القانونية التي تتبعها الحكومة الإسرائيلية لمصادرة الأرض الفلسطينية، فإنها تعتبر أن قرار نيتانياهو مصادرة أكثر من ألفي دونم لبناء هذه المستوطنة واستكمال إجراءات تشريع بناء أكثر من 7000 وحدة استيطانية جديدة هو تحد كبير وغير مسبوق لإرادة المجتمع الدولي، وخاصة قرار مجلس الأمن الدولي رقم 2334. واعتبرت حنان عشراوي عضوة اللجنة التنفيذية لمنظمة التحرير الفلسطينية إن إعلان إسرائيل بناء أول مستوطنة جديدة بالضفة الغربية ، يثبت أن الحكومة الإسرائيلية برئاسة نيتانياهو ملتزمة باسترضاء المستوطنين غير القانونيين أكثر من الالتزام بشروط الاستقرار والسلام العادل. ودعت عشراوى الأمين العام للأمم المتحدة إلى ضمان امتثال إسرائيل لقرارات مجلس الأمن، بما في ذلك القرار 2334. وقالت: لقد آن الأوان على المجتمع الدولي العمل بجدية لخدمة قضية السلام والعدل والإتجاه نحو إجبار إسرائيل على الكف عن أنشطتها الاستيطانية غير الشرعية والأحادية ووقفها نهائيا. من جهتها قالت حركة حماس إن إسرائيل تتمرد على القرارات الدولية الرافضة للاستيطان، وان هذا القرار يؤكد مواصلة إسرائيل أعمالها خارج إطار القانون الدولي استمرارا للسياسة العنصرية التي ينتهجها نيتانياهو بتهجير الفلسطينيين والإستيلاء على أراضيهم.