دعا الرئيس الأمريكى دونالد ترامب دول العالم المتحضرة إلى الانضمام إلى بلاده فى السعى نحو القضاء على الإرهاب بكل أنواعه، ووقف نزيف الدم فى سوريا. وقال ترامب فى خطاب إلى الأمة من منزله فى فلوريدا، عقب القصف الأمريكى لقاعدة الشعيرات الجوية السورية، «الليلة أمرت بتنفيذ ضربة عسكرية محددة الهدف فى سوريا على المطار الذى شن منه الهجوم الكيميائى فى خان شيخون. من مصلحة الأمن القومى الحيوية للولايات المتحدة منع وردع انتشار واستخدام الأسلحة الكيميائية القاتلة». وأضاف «ليس هناك أدنى شك فى أن سوريا استخدمت أسلحة كيميائية محظورة وانتهكت التزاماتها المنصوص عليها فى معاهدة الاسلحة الكيميائية وتجاهلت دعوات مجلس الأمن الدولي». وتابع «لقد فشلت سنوات من المحاولات السابقة لتغيير سلوك الأسد، وقد فشلت فشلا ذريعا، ونتيجة لذلك، لا تزال أزمة اللاجئين تتفاقم، ولا يزال استقرار المنطقة يتزعزع ويهدد الولاياتالمتحدة وحلفاءها». وأضاف «الليلة، إننى أدعو كل الدول المتحضرة إلى الانضمام إلينا فى السعى إلى انهاء المجزرة وسفك الدماء فى سوريا والقضاء على الإرهاب بكل أنواعه وأشكاله». وفى السياق نفسه، قال ريكس تيلرسون وزير الخارجية الأمريكى إن الضربة الصاروخية التى نفذتها واشنطن دليل على استعداد الرئيس الامريكى للتحرك عندما تقوم دول «بتجاوز الخط»، معتبرا أن موسكو فشلت فى تحمل مسئولياتها فى سوريا. من ناحية أخري، أعرب أعضاء فى الكونجرس الأمريكى من الحزبين الجمهورى والديمقراطى عن دعمهم لقرار الرئيس ترامب . وقال بول راين رئيس مجلس النواب «إن هذا التحرك مناسب وصحيح»، مضيفا أن هذه الضربات التكتيكية تظهر لنظام الأسد أنه لم يعد بإمكانه الاعتماد على الشلل الأمريكى عندما يرتكب فظائع ضد الشعب السوري. ورأى تشاك شومر زعيم الديمقراطيين فى مجلس الشيوخ أن «معاقبة الأسد على ما يرتكبه من فظائع أمر جيد»، لكنه أضاف أن إدارة ترامب يجب أن تتبنى استراتيجية وتشاور الكونجرس قبل تطبيقها. وقال السيناتور جون ماكين الذى يؤيد منذ سنوات تدخلا أمريكيا قويا، إنه يرحب بهذه الضربات، داعيا إلى تبنى استراتيجية جديدة لإنهاء النزاع السوري. على النقيض، كتبت الديمقراطية باربرة لى العضو فى التحالف المعارض للحرب مع بعض الجمهوريين الذين وقفوا ضد الرئيس السابق باراك أوباما عندما سعى للحصول على موافقة الكونجرس للتدخل فى سوريا فى سبتمبر 2013 «هذا عمل حربي». وأضافت أن «الكونجرس بحاجة للعودة إلى دورته وإجراء مناقشات. أى شيء أقل من ذلك هو تخل عن مسئولياتنا». وعبر كريس كونز السيناتور الديمقراطى عن «قلقه» من تحرك الولاياتالمتحدة ضد سوريا بدون استراتيجية حقيقية، معتبرا أن «التحركات التى قررها الرئيس تثير تساؤلات أكثر مما تقدم أجوبة». وقال راند بول السيناتور الجمهورى «ندين الفظائع فى سوريا، لكن الولاياتالمتحدة لم تتعرض لهجوم». وأضاف أن «الرئيس يجب أن يحصل على موافقة الكونجرس على أى عمل عسكري، بحسب ما ينص عليه الدستور». وقال الديمقراطى تيد ليو متحديا «الكونجرس سمح للرئيس باللجوء الى القوة ضد الإرهابيين. لم نسمح باستخدام القوة لفرض تطبيق الاتفاقيات المتعلقة بالاسلحة الكيميائية»