أكد الرئيس عبد الفتاح السيسى، أن مصر بلغت درجة كبيرة من الاستقرار والأمن بعد عدة سنوات من التقلبات السياسية، مشددا على استمرار العمل بشكل منظم ومنهجى لتحقيق المزيد من التطور فى جميع المجالات والإصلاح على المستويات كافة. كما أكد خلال لقائه بمقر إقامته بواشنطن أمس مجموعة من الشخصيات المؤثرة فى المجتمع الأمريكى أن مصر تستكمل برامج الإصلاح المختلفة، فى الوقت الذى تدرك فيه التحديات الكبيرة التى تواجهها وتواجه المنطقة، لاسيما قوى الإرهاب الراغبة فى هدم الدولة الوطنية، ولذلك تراعى مصر تحقيق التوازن بين المزيد من التطوير والإصلاح من جهة، والتصدى لتلك المنظمات الإرهابية وعدم السماح لها بإعاقة خطط التنمية، معربا عن ثقته فى أن المجتمع الامريكى يدرك الحجم الحقيقى للتحديات القائمة. وصرح السفير علاء يوسف المتحدث الرسمى باسم الرئاسة، بأن الرئيس السيسى أكد فى مستهل اللقاء أن العلاقات مع الولاياتالمتحدة هى شراكة استراتيجية ذات فائدة كبيرة للبلدين وللشعبين المصرى والأمريكي، معربا عن تطلعه لدفع هذه الشراكة نحو آفاق أوسع على أسس من التعاون والاحترام المتبادل، وبما يسهم بفعَالية فى تحقيق الأمن والاستقرار فى الشرق الأوسط. وأضاف المتحدث أنه دار حوار مفتوح بين الرئيس والحضور، أشار فيه الرئيس إلى أن الشرق الأوسط يواجه تحديين رئيسيين، يتمثل الأول فى الإرهاب الذى أصبح يمثل تهديدا للعالم أجمع، والذى وجد فراغا كافيا داخل العديد من دول المنطقة التى عانت عدم الاستقرار خلال السنوات الأخيرة، والتحدى الآخر هو ضعف مؤسسات الدولة الوطنية فى تلك الدول وعدم قدرتها على الاضطلاع بمسئولياتها تجاه المواطن، مؤكدا أنه يتعين العمل على مواجهة هذين التحديين فى الوقت نفسه، سواء من خلال تضافر جهود المجتمع الدولى لمواجهة الإرهاب ووقف تمويله ومده بالسلاح والمقاتلين، أو من خلال مساندة الدول التى تمر بأزمات، وتقديم الدعم السياسى والاقتصادى لإعادة بناء تلك الدول وتوفير حياة كريمة لأبنائها. وأكد أهمية عودة الولاياتالمتحدة للقيام بدور فاعل فى دفع جهود التوصل إلى تسويات سياسية للأزمات بالمنطقة. وأشار الرئيس السيسى إلى أن التحرك المصرى حيال مختلف الملفات الإقليمية، ولاسيما سوريا وليبيا، تحكمه مجموعة من المبادئ، تتمثل فى الحفاظ على مفهوم وكيان الدولة الوطنية، ووحدة وسلامة أراضيها، والحيلولة دون انهيار مؤسساتها كخطوة مهمة وأساسية، تحول دون انزلاق المنطقة نحو المزيد من الانقسام والتشرذم، مؤكدا عدم إمكان حل النزاعات عسكريا، وأهمية التمسك بالحلول السياسية بما يمكننا من المضى قدما فى جهود بناء وإعادة إعمار الدول التى تشهد نزاعات من أجل إنهاء معاناة شعوبها. وفى لقائه قيادات الكونجرس الأمريكى، بمجلسيه النواب والشيوخ، أكد الرئيس السيسى أن مصر تقف فى الخطوط الأولى للحرب ضد الإرهاب. وطالب بضرورة توحيد جهود المجتمع الدولى ضد هذا الخطر، وتجفيف مصادر تمويل التنظيمات الإرهابية، ومكافحة ظاهرة المقاتلين الأجانب. كما طالب الرئيس قيادات الكونجرس وأعضاءه بضرورة التوصل إلى تسوية سياسية عادلة وشاملة للقضية الفلسطينية، لأن ذلك من شأنه الإسهام فى تحقيق استقرار الشرق الأوسط. وأشار إلى أهمية الدور الأمريكى فى إحياء عملية السلام بين الفلسطينيين والإسرائيليين. وقال السفير علاء يوسف، إن قيادات الكونجرس من جانبهم، أكدوا للرئيس تقديرهم الكبير لزيارته، سواء للولايات المتحدة عمومًا، أو لمقر الكونجرس، وشددوا على إصرارهم على العمل على دفع العلاقات بين الدولتين إلى الأمام، واعتزازهم بعلاقات الشراكة والتعاون مع مصر، وأنهم سيعملون على مساندة مصر فى التصدى لكل التحديات التى تواجهها، خاصة فيما يتعلق بمجابهة الإرهاب. وأشاد أعضاء الكونجرس بدور الرئيس السيسى فى قيادة مصر خلال المرحلة الصعبة التى مرت بها فى السنوات الأخيرة.