أكد الرئيس عبد الفتاح السيسى، أن الشعوب العربية كلها تتطلع إلى موقف عربى موحد يستعيد وحدة الصف، للوقوف بحسم فى مواجهة الأخطار التى طرأت على المنطقة خلال السنوات الماضية، وشدد على أن الإرهاب بات يهدد كيان الدولة الوطنية، وأنه كلما قويت شوكة الإرهاب، ضعفت الدولة، وطالب بالعمل على مسارين متوازيين، وهما التصدى للإرهاب بكل حسم، وفى الوقت نفسه بذل أقصى الجهود لتسوية الأزمات القائمة بالمنطقة، واستعادة الأمن والاستقرار، من خلال تمكين وتعزيز مؤسسات الدولة الوطنية لتقوم بمهامها المنوطة بها. ودعا الرئيس، فى كلمته أمام القمة العربية فى الأردن أمس والتى استمرت 7 ساعات و20 دقيقة ، إلى عدم السماح لأى قوة كانت بالتدخل فى الشأن العربى، ورفض جميع المحاولات التى تسعى للهيمنة المذهبية أو العقائدية، أو فرض مناطق نفوذ داخل الأراضى العربية، وضرورة مواجهة ذلك بموقف عربى صارم. وأوضح أن مصر ستظل تواصل العمل على التوصل إلى حل شامل وعادل للقضية الفلسطينية على حدود 1967 ، وعاصمتها القدسالشرقية. وحول الأزمة السورية، شدد الرئيس على أن الحل السياسى لهذه الأزمة هو السبيل الوحيد لتحقيق الطموحات المشروعة للشعب السورى، واستعادة وحدة سوريا وسلامتها الإقليمية. وفيما يتعلق بالملف الليبى، أكد الرئيس أن مصر لن تدخر جهدًا للتوصل إلى حل توافقى هناك، وسوف تستمر فى التعاون مع دول جوار ليبيا ومختلف القوى الدولية والإقليمية لدفع مسار التسوية دون تدخل خارجى. وفيما اعتبرته الأوساط العربية المشاركة فى قمة البحر الميت واحدًا من أهم نتائجها، حيث يصب فى مجرى الجهود الرامية إلى التضامن العربى، التقى الرئيس السيسى خادم الحرمين الشريفين الملك سلمان بن عبد العزيز، فى قاعة «مؤتة»، إحدى قاعات قصر المؤتمرات، واستغرقت المباحثات بين الزعيمين نحو نصف الساعة. وعقب اللقاء، صرح سامح شكرى وزير الخارجية بأن الزعيمين أكدا عمق العلاقات بين البلدين، وضرورة العمل معًا لمصلحة الأمة العربية. وحول الاتفاقيات الموقعة بين الدولتين ولم ينفذ بعضها حتى الآن، قال شكرى إن الاتفاقيات كثيرة ومتشعبة، وبعضها يستغرق تنفيذه وقتًا، بينما البعض الآخر يجرى تنفيذه الآن فعلًا. وردًا على سؤال من رئيس تحرير «الأهرام»، بشأن الموقف المصرى والسعودى من الأزمة السورية، أوضح شكرى أن كلمتى الرئيس السيسى وخادم الحرمين، أمام القمة، جاءتا متطابقتين، وتضمنتا نفس عناصر التعامل مع تلك الأزمة، وأن هدف البلدين هو الحفاظ على وحدة وسلامة الأراضى السورية، وإنهاء معاناة الشعب السورى الشقيق، فى إطار الشرعية الدولية، وقرارات جنيف. ومن جانبه، قال عادل الجبير وزير الخارجية السعودى، إن هناك مبالغات بالنسبة لموقفى مصر والسعودية من سوريا، وأكد أن كلتا الدولتين تسعيان نحو الحل السياسى وتنفيذ قرارات جنيف ومجلس الأمن، لافتًا إلى أن البلدين عضوان فى مجموعة دعم سوريا، وهناك تشاور مستمر بينهما، وشدد على أن علاقات المملكة ومصر تاريخية، وبينهما روابط سياسية وتجارية وأسرية، وتعملان لمصلحة الأمة العربية. وأعلن شكرى أن الرئيس السيسى وجه الدعوة للملك سلمان لزيارة مصر، وقال إن خادم الحرمين قد قبل الدعوة، بينما صرح الجبير بأن خادم الحرمين دعا السيسى إلى زيارة المملكة، وقد قبل الرئيس الدعوة، وحول ما إذا كان اللقاء قد بحث مشروع إنشاء القوة العربية المشتركة، أشار شكرى إلى أنه لم يتم التباحث فى هذا الموضوع.