مع استمرار التحقيقات التى انطلقت فى أعقاب الهجوم على ويستمنستر ومبنى البرلمان البريطانى الأربعاء الماضي، اعتقلت الشرطة اثنين آخرين من المشتبه بهم خلال 12 عملية دهم أمنية بمناطق متفرقة بالبلاد، ليرتفع بذلك عدد المعتقلين منذ بدء التحقيقات إلى 9 أشخاص. وقالت الشرطة إن الاعتقالات"هامة وذات دلالة"، مشيرة إلى أنها ضبطت أيضا نحو 2700 قطعة أدلة أخرى ، شملت"كميات كبيرة من معلومات الكمبيوتر". وأكدت أن عمليات البحث والمداهمة مستمرة فى عموم إنجلترا. من جانبهم، أعلن مسئولون لمكافحة الإرهاب ببريطانيا أن الشرطة تحاول تحديد ما إذا كان هناك أشخاص قاموا "بتشجيع أو توجيه أو دعم" لمنفذ الاعتداء. وكشفت التحقيقات عن أن منفذ الهجوم من مواليد مدينة كنت جنوب شرقى البلاد، ويبلغ من العمر 52 عاما، وغير اسمه مؤخرا من أدريان راسل أجاو إلى خالد مسعود بعدما اعتنق الإسلام، مشيرة إلى أنه اعتاد استخدام"عدة أسماء مستعارة أخري". واشتهر مسعود بعمله كمدرس للغة الإنجليزية، لكن وزارة التعليم البريطانية أكدت عدم وجود معلومات تثبت تسجيله كمدرس معتمد فى أى من مدارس إنجلترا. وانتقل مسعود للعيش بين عدة أماكن فى انجلترا، وهو متزوج ولديه أطفال ، لكنه كان يعيش مؤخرا فى مدينة برمنجهام بوسط إنجلترا. وقبل الاعتداء بيوم واحد، استأجر غرفة بمدينة برايتون، ثم قاد سيارته فى الصباح إلى لندن لشن الاعتداء. وتعد برمنجهام واحدة من بؤر الإرهاب النشيطة فى بريطانيا حيث أكدت دراسة أجراها "معهد هنرى جاكسون" مؤخرا أن 39 شخصا من أصل 269 أدينوا بتهم تتعلق بالإرهاب فى الفترة ما بين 1998 إلى 2015، كانوا ينحدرون من هذه المدينة. كما سبق وأقام بها محمد عبريني، أحد منفذى اعتداءات بروكسل وباريس. وتحاول أجهزة الأمن البريطانية استيضاح لماذا أقدم مسعود على ذلك الهجوم، فغالبية المتورطين فى هذا النوع من العمليات يكونون فى العشرينيات من أعمارهم، أو مهاجرين جدد، وبلا وظائف وعلى هامش المجتمع مما يسهل تجنيدهم، وهى مواصفات لا تتوافر فى مسعود.. جاء ذلك فى الوقت الذى أعلنت فيه مصادر طبية ارتفاع عدد القتلى جراء هجوم الأربعاء الماضى إلى خمسة أشخاص ، وذلك بعد وفاة رجل يدعى ليزلى روديس-75 عاما- إثر نزع أجهزة التنفس الصناعى عنه فى المستشفي. وما زال هناك رجلا شرطة فى حالة خطيرة يخضعان للعلاج. فى إطار هذا، توجه وزير الدفاع الفرنسى جان إيف لودريان إلى لندن لزيارة الشبان الفرنسيين الثلاثة الذين أصيبوا فى الهجمات ،فضلا عن لقاء نظيره مايكل فالون. وقال لودريان فى تصريحات نقلتها محطات التلفزيون:"أزور لندن لإجراء محادثات مع زميلى مايكل فالون لتعزيز تعاوننا الوثيق أصلا وسأغتنم الفرصة لإلقاء التحية على الشبان الثلاثة الجرحي، يان وتوما وفيكتور". جاء ذلك فى الوقت الذى حظرت فيه ألمانيا جمعية ثقافية تدير مسجدا بمدينة كاسل وسط البلاد بدعوى إطلاق رئيسها وعدد من أئمتها تصريحات متطرفة. وقال بيتر بيوث وزير داخلية ولاية هيسن إنه تم حظر جمعية "المدينة الإسلامية الثقافية" لأن رئيسها وعددا من الأئمة الآخرين دعوا مرارا إلى "قتل الكفار" فى خطبهم. كذلك ، حظرت روسيا أكثر من 23 ألف صفحة إليكترونية كانت تروج لتنظيم "داعش" الإرهابي. وأفادت صحيفة "إيزفيستيا" الروس.