نتيجة تاريخها الطويل فى دعم التواصل مع الجاليات المصرية فى المانيا شاركت «الأهرام» المجلس الأعلى للجاليات بألمانيا فى تدشين أولى ندوات الصالون الثقافى الذى تقيمه رابطة اتحاد المصريين فى فرانكفورت. وقد افتتحت «الأهرام» أولى جلسات الحوار تحت عنوان «مصر تنطلق الى المستقبل» لتوضيح بعض النقاط التى كانت غائبة عن بعض ابناء الجالية خاصة فيما هو متعلق بالمشروعات القومية الكبرى التى اطلقتها الدولة من أجل إقامة دولة قوية تعيدها الى مصاف الدول المتقدمة الكبرى. الجاليات المصرية فى الخارج تعتبر القوة الناعمة للدولة فى الخارج وإحدى ثرواتها الكامنة فى بلاد العالم المختلفة الذين يعتبرون ظهرا وسندا قويا لتدعيم توجهات الدولة نحو المستقبل وجنودا مدافعين عنها أمام ما تتعرض له من محاولات تشويه متعمدة من جانب بعض الأطراف فى الخارج ..كما انهم يمثلون جسرا للتواصل بين المصريين فى الخارج والوطن الأم ويلعبون دورا مؤثرا فى دعم الملفات المختلفة التى تتبناها الدولة ويمثلون ايضا حائط صد قويا للدفاع عن مصالح مصر بالخارج..وتصحيح الصورة الذهنية التى يحاول البعض تشويهها فى الخارج من خلال بث أخبار مغلوطة تخالف الواقع. من هذا المنطلق دارت حوارات الجلسة الأولى من صالون الثقافة فى حضور بعض من جاليات المصريين فى المانيا وأوروبا برئاسة جرجس طوس رئيس رابطة فرانكفورت ويسرية العوضى نائبة رئيس الرابطة وتامر مرزوق مستشار مصر السياحى السابق ببرلين وبسيونى ابو زيد وحامد موسى وعماد شاركه اعضاء مجلس إدارة الصالون الثقافى ومن القنصلية محمود عزت المستشار بالقنصلية وحمزة عباس، حيث ألقت السفيرة إيمان محرم القنصل العام فى فرانكفورت كلماتها وأكدت ان ثقافة الحوار من أهم أسلحة المستقبل التى يجب أن نتسلح بها. وأضافت محرم خلال كلمتها أن مصر تسير على الطريق الصحيح وأنها قادمة بقوة نحو مستقبل أفضل للأجيال القادمة، يتطلب منا جميعًا الوقوف على قلب رجل واحد، لمواجهة التحديات فى الداخل والخارج. وأكدت أن كل مصرى مغترب هو بمثابة سفير لبلده ولنفسه لذلك يجب علينا جميعًا أن نمثل مصر التمثيل المشرِّف الذي يليق بحضارة سبعة آلاف سنة. كما شدّدت على أهمية الحوار والتواصل بين أبناء الجالية والمسئولين بالدولة، وأن مكتبها مفتوح لأبناء الجالية لحل مشاكلهم وتذليل أى عقبات أمامهم، كما أكدت أهمية الثقة المتبادلة بين الشعب والقيادة السياسية، والتى تعتبر بمثابة خط الدفاع الأول الذى وقف ضد مخططات الأعداء للنيل من وحدة الشعب المصرى العظيم، مضيفةً أن نظرة العالم لمصر تغيرت للأفضل، وأن مصر تخطو بخطى ثابتة نحو المستقبل المشرق للأجيال القادمة، وأن القيادة السياسية قطعت مشوارًا كبيرًا فى هذا الطريق. حقائق غائبة وفى الحقيقة فقد لاحظت ان هناك بعض الحقائق الغائبة حول خطط الدولة المصرية نحو المستقبل وحول الاجراءات الاقتصادية التى إتخذتها الحكومة أخيرا خاصة فيما يتعلق بتعويم الجنيه وما اعقبها من رفع الأسعار وزيادة قيمة المحروقات..كما لفت نظرى ايضا ان بعضهم خاصة هؤلاء الذين لا يزورون مصر كثيرا لا يعلمون الكثير ولم تتوافر لديهم المعلومات الكافية عن معركة التعمير والبناء التى تخوضها مصر من اجل بناء مستقبلها بل ان بعضهم وقع تحت تأثير بعض الصحف الأوروبية الموجهة من قبل جماعات الشر حول ان القوات المسلحة المصرية تستأثر بتنفيذ جميع هذه المشروعات دون غيرها من شركات القطاع الخاص لتحقيق مكاسب مادية على حساب الموازنة العامة للدولة. ومن هنا جاء إختيارنا لعنوان المحاضرة التى قمنا بإلقائها على أبناء الجالية المصرية بالمانيا تحت عنوان «مصر تنطلق الى المستقبل»..وذلك لتصحيح الصورة التى وصلت إليهم عن حقيقة ما يدور على ارض مصر من مشروعات قومية وإجراءات اقتصادية جريئة.. وهنا تحديدا اشرنا الى ان الرئيس عبد الفتاح السيسى كان الرئيس الوحيد الذى تصدى لحل مشاكلنا الاقتصادية بجرأة غير معهودة فيمن سبقوه حيث أدرك انه لا أمل فى بناء دولة قوية إلا بإزالة اسباب تأخرها التى أعاقت تقدمها إقتصاديا واجتماعيا لسنوات طويلة. كما اوضحنا كيف ان شعب مصر الواعى إستجاب لهذه الاجراءات وتفهمها بل انه دعمها وساندها بكل قوة ووقف ضد جميع الدعوات الهدامة لادراكه ان القيادة السياسية اتخذت هذه القرارات الصعبة من أجل بناء قاعدة اقتصادية تصبح اساسا لدولة قوية تحقق الرفاهية لأبنائها وللأجيال القادمة. واشرنا إلى كيف أن المؤسسات الاقتصادية والمالية اعترفت فى سابقة لم نعهدها منذ سنوات طويلة بصحة تلك الاجراءات ..وأن مصر تسير على الدرب الصحيح المؤدى الى إقامة اقتصاد قوى وانها أصبحت دولة جاذبة للاستثمار الأجنبى وان إجراءات تعويم الجنيه التى اتخذها البنك المركزى اخيرا سوف تعمل على القضاء على الفجوة الدولارية تماما خاصة بعد انتقال التعاملات فى اسواق الصرف الى البنوك..وانه من المنتظر أن يتحول العجز فى الميزان التجارى من 18 مليار دولار إلى فائض يؤدى إلى تراجع ملموس فى سعر الدولار خلال العام الحالي، كما سيسهم فى استقرار الأسعار وتحسن التصنيف السيادى لمصر خلال الفترة المقبلة، خاصة أن البنوك المصرية تمكنت من تدبير اعتمادات مستندية بلغت قيمتها 7.5 مليار دولار خلال الأسابيع العشرة التى تلت قرار تحرير سعر الصرف. وعرضنا كذلك كيف ان هذه المؤسسات العالمية وهى جهات محايدة ترصد إجراءات الدول الٌاقتصادية وصفت خطوات تحرير اسعار الصرف وزيادة اسعار المواد البترولية ب«الدواء المر» الذى بدأت تظهر فعاليته فى تحسن مؤشرات أداء الاقتصاد المصرى التى إنعكست وبشكل واضح على إقبال المستثمرين الأجانب على شراء السندات الحكومية مما يؤكد تنامى الثقه فى الأقتصاد المصرى. أما فيما يخص قرار الدولة برفع الدعم جزئيا عن المواد البترولية فقد اكدنا أن هذا الاجراء جاء بالأساس فى مصلحة محدودى الدخل الذين لم يستفيدوا من قريب او من بعيد بهذا الدعم والذى وصل إلى 120 مليار جنيه سنويا، حيث كان يذهب على مدار السنوات الماضية الى طبقات اجتماعية محددة لديها القدرة المادية على شراء تلك المواد بالسعر العالمى..ومن هنا كان على الدولة ان توقف هذا النزيف المستمر لميزانية الدوله وان تبحث عن آلية اخرى تضمن بها ان تصل مبالغ الدعم الى من يستحقها فعليا..فبدأت فعليا فى زيادة الحصص التموينية من خلال بطاقات ذكية يتم تطبيقها لأول مرة وتخصيص نسبة من هذه المبالغ لتطوير المستشفيات العامة كما اطلقت خطط لدعم الأسر الفقيرة، بالاضافة الى البدء فى تطوير المدارس الحكومية فى جميع محافظات الجمهورية. واوضحت «الأهرام» ان النموذج المصرى التنموى الفريد الذى بدأ يحقق مكاسب وطنية ممثلة فى بنية تحتية لازمة من طرق وكبارى وانفاق وشبكة اتصالات كبرى وكوابل بحرية عابرة، ومشروعات طاقة عملاقة فى قطاع الكهرباء لاضافة 17 ألف ميجا وات للشبكة القومية الموحدة فى ثلاث سنوات منذ توقيع العقد فى برلين مع شركة سيمنز والحكومة الألمانية بقيمة 8 مليارات يورو مما يخفف عن المواطن ويتيح الطاقة اللازمة للاستثمار، خاصة مع دخول اكتشافات الغاز المصرية المهمة الجديدة خريطة الطاقة خلال العامين المقبلين..يؤكد اننا نسير على طريق صعب سننجح فيه لو توافرت شروط الالتحام الوطنى والصبر والوعى بالمخاطر والعمل الجاد، ومواجهة الإرهاب، وتلاحم الشعب وجيشه والدولة فى إطار النموذج الحالى الجاد والمنجز لإدارة الاقتصاد وبناء أدواته سواء ما يتعلق بحاجاته التنموية والاستثمارية وبنية تحتية سليمة وعلاقات دولية مستقرة، إدارة الأوضاع الاقليمية بحكمة تقود لاستقرارها حتى تعود الصورة الذهنية المطلوبة لسابق عهدها تجاه وطن مستقر وظروف اقليمية جاذبة. وسيظل جيشنا الوطنى حريصا على رسالته الأسمى فى حماية حدود الوطن من المتربصين والمتسللين والتصدى للإرهاب، ولكنه يملك ايضا الإرادة والحسم وحسن الإدارة والشفافية المطلوبة لإسناد دور الدولة وحمايتها وإعادة بناء مؤسساتها، فى نموذج وملحمة من التواصل والانجاز، وكلنا ثقة اننا سننتصر معا فى معركة العبور الجديدة الى الداخل، ونحو مستقبل زاهر. السياحة على رأس اولويات الدولة وعقب محاضرة «الأهرام» قام تامر مرزوق مستشار مصر السياحى السابق ببرلين بإلقاء كلمة حول توجهات الدولة لدعم صناعة السياحة فى مصر وعرض دراسة استحوذت على إعجاب الجالية المصرية، حيث شرح بالتفصيل الأدوات اللازمة لعودة الحركة السياحية الى سابق عهدها وطالب ممثلى الجاليات العمل على تحسين الصورة الذهنية عن مصر من خلال لقاءاتهم المباشرة مع المواطنين الألمان كما عرض عليهم بعض الأفكار التى من الممكن تنفيذها خلال المناسبات والفاعليات المختلفة مثل إقامة مهرجانات مصرية يرتدون خلالها ملابس عليها اسم مصر او احد منتجاتها السياحية وكذلك إقامة كرنفالات فنية شعبية يتم عرضها فى المناسبات المختلفة للشعب الألمانى وبالفعل لاقت هذه الأفكار استحسان الجاليات الألمانية.