طوال الأسبوع الماضى تغيرت معالم مسرح الهناجر والساحة الأمامية له ..أصبحا أكثر بهجة ومرحا عن الأيام السابقة ..ضحكات وأسئلة الأطفال تملأ المكان. هنا أقيمت عروض الدورة السابعة لمهرجان « حكاوى « للأطفال الذى تنظمه مؤسسة أفكا للثقافة والفنون برئاسة محمد الغاوى بالتعاون مع سفارات الولاياتالمتحدةالأمريكيةوألمانيا وهولندا، وأيضًا بدعم كل من المجلس الثقافى البريطانى والجامعة الأمريكية بالقاهرة ومعهد جوته، بالإضافة إلى دعم وزارة الثقافة ممثلة في قطاع الإنتاج الثقافى برئاسة الفنان خالد جلال. يبدو المنظر مزدحما، ففى الساحة الأمامية لمركز الهناجر أتوبيس المكتبة المتنقلة لمعهد جوته يجمع الأطفال والأهالى حوله ليبدأ الراوى فى سرد حكاياته ..تلمع عيون الأطفال وينسى للحظات أطفال مستشفى 57357 آلامهم ويسافرون بعيدا مع الحكايات ..لتبدأ بعد ذلك مرحلة التفاعل والأسئلة . بداخل مركز الهناجر بالون كبير بعنوان «القبة السماوية» يدخل إليه الصغار ويستلقون لمتابعة عالم الكواكب والمجرات.. رحلة تمتزج فيها حالة الاسترخاء بمتعة الاكتشافات.. وللعلوم جانب آخر عملى مع العرض المصرى « عجائب العلوم» . عروض مختلفة من ألمانيا وبريطانيا وأمريكا ومصر قدمت بين مسرح وجاليرى الهناجر وسحرت طلبة المدارس والمؤسسات غير الحكومية والأطفال بصحبة ذويهم من خلال العرائس وتقنيات التحريك والأدوات المستخدمة والحوار التفاعلي. مزج عرض المملكة المتحدة «كتاب القصاصات لجوزفين بين» لفرقة شونا ريب للعرائس بين العلم والخيال وسعت فيه إلى شحذ مخيلة الصغار ودفعهم إلى التفكير والاستنتاج والاستدلال من خلال معمل الدكتورة باتريشيا التى تهتم بتحليل كتب القصاصات التى تجدها. شيئا فشيئا تتكون أمامنا حكاية شيقة عن قصة حب بين رجل من زمن قديم وامرأة بحجم حبة الفول. أكثر ما يلفت الانتباه للعرض هو الأدوات المستخدمة بشكل دقيق ومنظم فى تكوين معمل يتم فيه حصر الأدلة وتجميعها... الديكور كله عبارة عن مختبر صغير متحرك تستطيع الممثلة التحكم فيه بكل سهولة وتغيير اكسسواراته بالإضافة إلى شاشة عرض صغيرة يتم من خلالها عرض مشاهد متخيلة أو صور دقيقة لأدلة تجمعها العالمة بكتب القصاصات. تتشكل السينوغرافيا أمامنا سريعا وتتنوع بين مشهد وآخر. تفاصيل دقيقة مجمعة بعناية تخدم العرض، وتجعل الأطفال دائما فى حالة من اللهفة لكشف لغز حكاية الكتاب المطروح أمامهم. تنتهى القصة الجميلة لكن أسئلة الصغار لا تنتهي. ففى مهرجان حكاوى يطلق العنان للخيال والحلم والاكتشاف.