.. وبدأ اليوم العد التنازلى لل100 يوم الأولى في برنامج الرئيس. فبعد تأديته لليمين الدستورية أولا أمام الشعب في ميدان التحرير (البعض حضر إلى الميدان والغالبية العظمى شاهدت ذلك الخطاب واليمين أمام الشاشات). ثم أمام الدستورية العليا وأخيرا أمام النخبة السياسية والشعبية من مصر وسفراء الدول في جامعة القاهرة، من المفترض أن يبدأ العمل الجاد لتنفيذ ما وعد به الرئيس في كل خطبه التي القاها في مناسبات تنصيبه. وذلك على الرغم من أن الرقابة على الرئيس في أقواله وأفعاله وحركاته بل تحليل كل ذلك كان قد بدأ منذ اللحظة الأولى لفوره بالمنصب الرفيع، فمن اليوم سنراقب الرئيس ومن اليوم سنحاسبه... الطريق في الفترة المقبلة لن يكون معبدا بالورد على الإطلاق. فعلى الرغم من اعتراضه على الإعلان الدستوري المكمل الذي يعتبره الكثيرون "إعلانا مكبلا"، فإن الرئيس بأداءه اليمين الدستورية، يعتبر قد اعترف ضمنا بالصلاحيات التي منحها هذا الإعلان للمجلس الأعلى للقوات المسلحة منها على سبيل المثال ما يتعلق بالاعتراض على أي مادة لا يرتضيها في الدستور بجانب صلاحيات أخرى. نحن إذا بصدد سلطتين في الدولة في المرحلة القادمة ولا نستبعد أبدا حدوث بعض من المناوشات والتصادمات بينهما. وبالتأكيد لن يبدأ الرئيس المنتخب المصادمات بإلغاء هذا الإعلان وهو من صلاحياته، ولكن سيتم العمل أولا من أجل تشكيل حكومة وطنية وإنجاز التأسيسية لوضع الدستور. وحتى يتسنى للرئيس المنتخب إنجاز ذلك، لابد من الشراكة الوطنية لأن الرئيس وجماعته لن يستطيعا وحدهما التفوق وقيادة مصر. والشراكة الوطنية لا تعني على الإطلاق إقتسام حصص وإنما هي الإلتفاف حول برنامج وطني، وأنا هنا لا أقصد أبدا البرنامج الإنتخابي للرئيس وإنما برنامج ورؤية وطنية حقيقية تتفق عليهما كل القوى السياسية، من أجل بناء ديمقراطية حقيقية خلال الفترة الإنتقالية الثانية التي بدأت أمس. المحاور الرئيسية في الفترة القادمة أمام الرئيس والقوى السياسية التي ستتعاون معه هي الوقت، فقد ضاع منه الكثير ونحن تقريبا في المربع الأول أو الثاني على أقل تقديرعلى طريق بناء الجمهورية الثانية. والمحور الثاني هو الشفافية، فلن تقبل القوي السياسية أي صفقات خفية لا يتم الإعلان عنها. وأخيرا العمل على الارض فدونه لن يصل شيء للناس التي ساندت الرئيس، فعليه إثبات أنه قادرعلى بناء مصر مدنية وديمقراطية ودولة قانون ليس فقط لمن إنتخبه ولكن أيضا للملايين الآخرين الذين لم ينتخبوه والمقاطعين والمبطلين. صدق الدكتور محمد البرادعي، الرئيس السابق للوكالة الدولية للطاقة الذرية حين قال: "هدفنا يجب أن يكون الوصول الي حزمة يتوافق عليها الجميع بالنسبة للتأسيسية وسلطة التشريع وصلاحيات الرئيس. حان وقت البناء وتحقيق أهداف الثورة ". نعم حان وقت البناء فقد فاتنا الكثير... اللهم احفظ وطننا وأهله من كل سوء وافرغ علينا صبرا وأعنا على الأيام المقبلة ...