أثار تعهد الرئيس الدكتور محمد مرسي بالإفراج عن الشيخ عمر عبدالرحمن الذي يقضي حاليا عقوبة السجن مدي الحياة في الولاياتالمتحدةالأمريكية ردود فعل واسعة علي الصعيدين المحلي والعالمي. فقد أعرب الدكتور طارق الزمر, المتحدث الرسمي باسم الجماعة الإسلامية وعضو المكتب السياسي لحزب البناء والتنمية, عن تقديره لوعد الرئيس بالإفراج عن الشيخ عمر عبدالرحمن. وقال إن الإفراج عنه ليس مجرد حق سياسي أو قانوني وإنما هو حق إنساني خاصة أن عمر عبدالرحمن رجل مكفوف وتجاوز الرابعة والسبعين عاما وهو مسجون منذ19 عاما في سجن انفرادي ومصاب بسرطان البنكرياس والسكري والروماتيزم وغير قادر علي الحركة إلا علي كرسي متحرك. وناشد الزمر الرئيس ان تمتد رعايته لكل السجناء في الداخل والخارج, خاصة السجناء السياسيين في عهد النظام السابق. من جانبه قال عبدالله عبدالرحمن نجل الشيخ عمر عبدالرحمن إن النظام السابق كان العقبة في إطلاق سراح والده وليس الولاياتالمتحدة, مشيرا إلي أن انصار الشيخ نظموا8 وقفات احتجاجية أمام السفارة الأمريكية خلال عام ولم تتحرك أي جهة مسئولة للتدخل. وأوضح الدكتور ايمن سلامة أستاذ القانون الدولي ان تسليم الشيخ عمر عبدالرحمن لا يتطلب وجود اتفاقيات ثنائية بين مصر والولاياتالمتحدة, ولكن اذا رأت واشنطن أن مصالحها العليا مع مصر تقتضي قبول طلبها بتسليم الشيخ عمر عبدالرحمن فإنها ستقوم بتسليمه, وشدد اللواء سامح سيف اليزل, الخبير الأمني والاستراتيجي علي إن الافراج عن الشيخ عمر عبدالرحمن المسجون حاليا في الولاياتالمتحدةالأمريكية مسألة معقدة علي المستويين القانوني والسياسي. وأضاف ان النيات الطيبة وحدها لا تكفي لإنهاء تلك الموضوعات المعقدة, مشيرا إلي أن المسألة تحكمها قوانين داخلية تختلف ما بين كل ولاية وأخري. وأشار إلي أن ما يجيزه قانون احدي الولايات ليس بالضروري أن يجيزه قانون ولاية أخري. وأكد أن العفو في الولاياتالمتحدةالأمريكية مسألة بالغة التعقيد, وبالتالي الضغوط السياسية لا تنجح في معظم الأحيان عندما تصطدم بالقوانين المحلية لكل ولاية. وأعرب اليزل عن آماله في أن يفي الرئيس الجديد بوعده وتعهداته أمام الشعب. من ناحية أخري أعرب مايكل بلومبيرج عمدة مدينة نيويورك عن معارضته تصريحات الرئيس المصري بشأن الإفراج عن عمر عبدالرحمن الذي وصفه بأنه مدان في جرائم إرهابية واعتبر حديث مرسي تهديدا للمدينة التي يتولي عموديتها. ونقلت وكالة أسوشييتدبرس الأمريكية عن بلومبيرج قوله إنه يعارض أي محاولات لتقويض الحكم الصادر بحق عبدالرحمن بالسجن مدي الحياة. وقال إن الحكم جاء عادلا ضد رجل حاول قتل الكثيرين في الأراضي الأمريكية.. وفي هذا السياق, توقعت وسائل إعلام أمريكية أن يؤدي إعلان الرئيس المنتخب نيته السعي للإفراج عن الشيخ عمر عبدالرحمن إلي تعقيد العلاقات مع واشنطن وتعميق الشكوك الأمريكية في مرسي وجماعة الإخوان المسلمين. وتوقعت صحيفة نيويورك تايمز الأمريكية ان تؤدي مساعي مرسي للإفراج عن عبدالرحمن إلي تعقيد العلاقات مع الولاياتالمتحدة. لكن مراسل الصحيفة في القاهرة ديفيد كيركباتريك قال إن تصريحات الرئيس الجديد يبدو أنها جاءت بدون قصد في سياق التعهد بالإفراج عن المصريين المدنيين المعتقلين في مصر عقب المحاكمات العسكرية التي جرت خلال المرحلة الانتقالية بعد سقوط نظام الرئيس السابق حسني مبارك. وأشارت الصحيفة إلي أن جماعة الإخوان المسلمين سعت سريعا إلي تحويل التركيز علي تعهد مرسي بالإفراج عن عبدالرحمن, وقالت إن مرسي ربما يهدف إلي ضمان ترحيل عبدالرحمن إلي مصر لأسباب إنسانية. وقالت صحيفة نيويورك تايمز إن هذه التصريحات يمكن أن تعمق الشكوك الأمريكية في مرسي أو جماعة الإخوان المسلمين صاحبة التاريخ الطويل من معارضة السياسات الأمريكية والإسرائيلية. ونقلت صحيفة واشنطن بوست عن مسئول بارز في إدارة الرئيس الأمريكي باراك أوباما قوله إن فرص الإفراج عن عمر عبدالرحمن معدومة. واعتقل الشيخ عمر عبدالرحمن في عام1993 بنيوجيرسي بتهمة التحريض علي تفجير مركز التجارة العالمي وحكم عليه بالسجن مدي الحياة وفي عام1997 أعلن تأييده لمبادرة الجماعة الاسلامية لوقف العنف..