رحل عن عالمنا فى الثامن من فبراير الجاري الباحث الكبير عبدالحميد حواس، وهو من أهم الباحثين في التراث والثقافة الشعبية، وكان من أوائل من اهتموا بالجمع الميداني فى كفور ونجوع مصر، وبعض البلاد العربية، وساهم في وضع أسس دراسات «الأنثربولوجي» فى هذا السياق. ولد حواس في محافظة دمياط 25 يوليو 1937، وحاز على ليسانس اللغة العربية فى آداب القاهرة عام 1958. من كتبه «صناعة مراكب الصيد»، و«دُمية شم النسيم» و«صناعة عجلات العربات الكارو»، و«رسالة فى بركة رمضان» الذى تناول طقوس الاحتفاء بالشهر الكريم من منظور الثقافة الشعبية، ومنها طقوس موكب الرؤية، والإنشاد الديني والتواشيح، والإفطار الجماعي، والمسحراتي، والفانوس، وتوديع رمضان. واعتبر هذه الاحتفالات الدينية جزءا من صميم الموروث الشعبي. وله أيضا كتاب «أوراق فى الثقافة الشعبية» الصادر عن هيئة قصور الثقافة عام 2005، ويضم مجموعة مقالات حول المرأة والأغانى الشعبية النسائية، وخصائص الفكاهة فى نوادر جحا، والاستفادة بالموسيقى «الفلكلورية»، ومدارس رواية السيرة الهلالية فى مصر، والحكومة فى الثقافة الشعبية، ودمية شم النسيم، والسمات التركيبية لأغنية العمل الفلاحي، والسينما المصرية والثقافة الشعبية، وله أيضا «قول منثور فى حضور المأثور» و«الدراسات العلمية للعادات والتقاليد الشعبية». قدم وراجع كتاب «الفلكلور فى الأرشيف» ل «جيمس كورسارو» وهو من ترجمة سامية دياب. وشارك «حلمى شعراوى» فى كتاب «الفلكلور.. قضاياه وتاريخه» للروسى «يوري سوكولوف»، الذي راجعه وقدمه دكتور «عبدالحميد يونس»عام 1970 وصدر عن الهيئة العامة للتأليف والنشر. وأسس حواس مركز «الفلكلور» فى السودان، كما عمل مستشارا لليونسكو لتأسيس مقر خاص بالثقافة الشعبية فى تونس، وتولى مسؤولية تحرير مجلة المأثورات الشعبية فى الإمارات، ودرّس فى جامعة الرياض ضمن برنامج ميدانى لجمع التراث الشعبي. وعمل مستشارا لأبحاث الثقافة الشعبية بمركزالبحوث العربية والإفريقية، ومديرا لمركزدراسات الفنون الشعبية، ورئيس وحدة بحوث التراث الشعبي، ومستشارا للملتقيات الدولية بالمجلس الأعلى للثقافة.