أكد الرئيس السورى بشار الأسد أن استعادة الرقة ليست على رأس أولويات الجيش السورى بمفردها، وإنما الهدف هو استعادة «كل شبر» من الأراضى السورية من أيدى الإرهابيين، مشيرا إلى أن الغرب يدفع الآن ثمن دعمه لمن ظنه «معارضة معتدلة». وقال الأسد فى مقابلة أجرتها معه مجموعة من وسائل الإعلام الفرنسية أبرزها إذاعة «أوروبا 1»وشبكة «تى إف 1»والقناة الفرنسية الأولى وقناة «إل سى إي» باللغة الإنجليزية أمس : «ننوى استعادة كل شبر من أراضينا من أيدى الإرهابيين، ولن نربح الحرب إلا بعد طردهم من جميع الأراضى السورية». وأوضح أن «الرقة هى رمز»، مشيرا إلى أن الاعتداءات التكفيرية فى فرنسا «لم يتم الإعداد لها بالضرورة» فى معقل تنظيم داعش الإرهابى فى سوريا. وأضاف قائلا : «تجدون إرهابيى داعش الآن بالقرب من دمشق، وتجدونهم فى كل مكان، لذلك كل مكان فى سوريا له الأولوية اعتمادا على تطور المعركة ضد الإرهاب فى بلادنا». وتابع : «إنهم الآن فى تدمر وفى الجزء الشرقى من سوريا»، وأكد أن : «الرقة وتدمر وإدلب كلها متساوية بالنسبة لنا، ولذلك فمن واجب أى حكومة أن تستعيد السيطرة «على كل شبر» من أراضيها». وأوضح فى المقابلة أن «الغرب دعم مجموعات مسلحة ظنا بأنها معتدلة، لكنه بذلك كان يدعم القاعدة وهو يدفع الآن ثمن سياساته فى سوريا». كما كشف الرئيس السورى عن حدوث اتصالات مع أفراد من جهاز المخابرات الفرنسى خلال زيارة آخر وفد فرنسى لدمشق مؤخرا»، واعتبر أن السياسة الفرنسية حيال سوريا قامت منذ البداية على دعم الإرهاب والإرهابيين، كما قلل من أهمية الرئيس الفرنسى فرانسوا أولاند «الذى أصبحت نسبة شعبيته فى الحضيض وبلغت ال11٪، واتهمه برعاية الإرهاب»، وقال : «أفضل أن يترأس فرنسا شخص لا يكون مروجا للحرب». ورفض الأسد مجددا تقرير منظمة العفو الدولية الذى تحدث عن حصول حالات تعذيب بحق معارضين فى سجن «صيدنايا»، واعتبره قائما على ادعاءات كاذبة لا أساس لها من الصحة. وأضاف قائلا :»تقرير منظمة العفو هو تقرير أطفال، ونحن لا نستعمل أساليب التعذيب فى السجون، وهذا ليس من شيمنا». واعتبر الرئيس السورى أن قرار الرئيس الأمريكى دونالد ترامب القاضى بحظر السفر لسبع دول إسلامية لا يستهدف السوريين بل الإرهاب الذى يشكل خطرا على الولاياتالمتحدة. وفيما يتعلق بمحادثات السلام الرامية إلى حل الأزمة، انطلقت مساء أمس الجولة الثانية من مفاوضات السلام السورية - السورية فى الآستانة برعاية روسيا وإيران وتركيا، وذلك بعد تأخيرها ليوم واحد «لأسباب فنية»، وفقا لما أعلنته وزارة خارجية كازاخستان. ميدانيا، أعلن الجنرال خلوصى أكار رئيس هيئة الأركان العسكرية التركية أمس انتهاء معركة مدينة الباب شمال سوريا. جاء ذلك فى تصريحات له من قطر حيث يرافق الرئيس التركى رجب طيب أردوغان فى زيارته للدوحة ونقلتها شبكة «إن تى فى» الإخبارية، وقال عقب مباحثاته مع نظيره القطرى غانم بن شاهين الغانم، «هنيئا، العملية انتهت، ونحن الآن نطهر المنطقة من المفخخات».