نزلات البرد من الناحية العلمية هى أحد الأمراض الفيروسية التي تُصيب الجهاز التنفسي العلوي، أي الأنف والحلق بالدرجة الأولى وعادة ما تبدأ أعراض الحالة بالظهور على المُصاب بعد ما بين يوم إلى ثلاثة أيام من التعرض لأحد الفيروسات المسببة للحالة وأهم ما يُميز نزلات البرد هو أن حرارة الجسم لا ترتفع بدرجة عالية، ولا تكون الشكوى من الصداع شديدة ، كما لا يكون إجهاد وتعب الجسم قوياً. أما الإنفلونزا فتتصف بارتفاع حرارة الجسم إلى ما فوق 38 درجة مئوية، خصوصاً حينما تكون هذه الحمى مصحوبة بزيادة واضحة في إفراز العرق ، أو إجهاد وتعب الجسم بصفة مرهقة ، أو إخراج بلغم أصفر أو أخضر عند السعال، أو الشكوى من ألم في مناطق الجيوب الأنفية وسعال جاف ... ومن الضرورة بمكان في حالة ارتفاع درجة حرارة المريض في حالة الإنفلونزا ؛ التوجه إلى تبريد الجسم أولا من خلال الاستحمام بماء بارد ثم يأتي دور تناول الأدوية الخافضة للحرارة طبقا للدراسات الطبية والإنفلونزا حالة مرضية تتسبب بها العدوى بواحد من ثلاثة أنواع من "فيروسات الإنفلونزا"وتُهاجم هذه الفيروسات أنسجة أغشية الجهاز التنفسي ، والتي تشمل الأنف والحلق والشُعب الهوائية للرئة، وربما أنسجة الرئة نفسها وكثيراً ما يخلط الناس فيما بين نزلات البرد وبين الإنفلونزا، لأنهما يتشابهان في أعراض سيلان الأنف والعطس وألم الحلق.
أردت في السطور السابقة أن تتعرف معي على الفرق بين نزلات البرد والإنفلونزا من الناحية العلمية ولكن لن يفرق الأمر كثيرا اذا كنت مصابا بنزلة برد أو إنفلونزا لأن الحقيقة العلمية تؤكد كذلك أن المضادات الحيوية موجهة للقضاء على البكتيريا ، وليس الفيروسات ولذلك فأن المضادات الحيوية المعروفة ، لا محل لها من الأعراب في معالجة كلتا الحالتين : نزلات البرد أو الإنفلونزا الفيروسية.
وعادة طبقا للأبحاث الطبية ، لا تتطلب معالجة حالات الإنفلونزا الفيروسية أو نزلات البرد أكثر من الراحة على السرير، والإكثار من تناول السوائل والراحة في السرير، والنوم بالذات ، هو أفضل ما يُمكن للمرء فعله لمساعدة جهاز مناعته على مقاومة حالة الالتهابات الفيروسية وثمة عدة دراسات طبية أثبتت فاعلية تناول "شوربة الدجاج" في مقاومة حالات نزلات البرد أو الإنفلونزا وبعض تلك الدراسات الأميركية ، أكدت صراحة على فائدة "شوربة الدجاج" التي يتم إعدادها بإضافة الخضار والبصل والفلفل الأسود والملح ويُؤكد الباحثون" على فائدة "غرغرة" الحلق بالماء الممزوج بالملح ، وذلك عدة مرات في اليوم وكذلك يشيرون إلى فائدة وأهمية تناول العسل كما يُؤكدون على جدوى ترطيب الأنف وتخفيف الاحتقان فيه ، بتقطير الأنف بسائل مُعقّم للملح والماء ولتخفيف الاحتقان في الأنف أو الحلق ، قد يلجأ الطبيب إلى وصف تناول أحد الأدوية المضادة للاحتقان ، أو كقطرات أو بخاخ في الأنف. ولكن تشير الدراسات إلى أنه يجب عدم تناولها لمدة تزيد على ثلاثة أيام ، نظراً لاحتمال تسببها بعد تلك المدة في إطالة مدة التهاب الأغشية الأنفية أو الحلقية وبالرغم من الاعتقاد السائد بأن ثمة مكانا لأحد أنواع "شراب الكحة " في معالجة نزلات البرد أو الإنفلونزا ، فإن نصيحة "الكلية الأميركية لأطباء الصدرية" صريحة في التشديد على عدم النصح باللجوء إليها ؛ لأنهم يؤكدون أن السعال المُصاحب لنزلات البرد أو الإنفلونزا، والذي ليس نتيجة وجود التهاب بكتيري في الجهاز التنفسي ، سيستمر لدى المصابين غالباً ما بين أسبوعين إلى ثلاثة أسابيع .
واذا كنت تتساءل عن كيفية تحديد ما اذا كان الالتهاب بكتيري ويحتاج لمضاد حيوي أو الالتهاب فيروسي ولا يحتاج لمضاد حيوي فإن الفحص السريري الذي يقوم به الطبيب والاختبارات المعملية هى التي تحدد بدقة ذلك. ولكن من الجدير بالملاحظة أن بعض الأطباء يلجأون لكتابة المضادات الحيوية في حالات إصابات غير بكتيرية لا تحتاج لمضاد حيوي مما يفاقم المرض ويزيد من طول مدة علاجه لإرضاء المريض الذي يلح على الدكتور في كتابة مضاد حيوي له كما يتم النصح بالمضادات الحيوية لمرضى لا يعانون من التهابات بكتيرية من قبل بعض الصيادلة بهدف زيادة المبيعات ليس أكثر !!
ولذا قد يفيدك لمعرفة ما اذا كان الالتهاب بكتيري أم لا قراءتك للسطور التالية حول ما تشير إليه الأبحاث الطبية عن أعراض وآثار الالتهاب البكتيري وعن ما ينتج عنه من التهاب اللوزتين الحاد (والتي يصاحبها حرارة عالية وصداع ومغص معوي وقيء وصعوبة شديدة في البلع وتضخم الغدد الليمفاوية في الرقبة وتورم اللوزتين وقد يوجد صديد كبقع بيضاء على اللوزتين ) وينتج كذلك عن الالتهاب البكتيري التهاب الأذن الوسطى (والذي يصاحبه آلام مبرحة في الأذن وحرارة عالية ) كما ينتج عن الالتهاب البكتيري التهاب الجيوب الأنفية الحاد (والذي يصاحبه ارتفاع درجة الحرارة وانتفاخ فوق العينين وآلام في الوجنتين أو الوجه وسعال في النهار وصداع). [email protected] لمزيد من مقالات نهى الشرنوبي;
