صدر الكتاب الأول من «سلسلة قراءات صينية» والتى تشمل ترجمات فى مجالات الاقتصاد والسياسة والمجتمع والثقافة الصينية يحمل عنوان «الحزام والطريق.. تحولات الدبلوماسية الصينية فى القرن ال 21» عن دار صفصافة للنشر. بعدما حققت الصين نموا اقتصاديا هائلا مهد لها الطريق لأن تصبح القوة الاقتصادية الثانية بعد الولاياتالمتحدة. حيث تشهد الصين فى الوقت الحالى انتقالا تتطلع من خلاله إلى تعظيم دورها فى الساحة الدولية. وبالطبع، يتطلب هذا التحول سياسات واستراتيجيات دبلوماسية جديدة، تختلف عن السياسات والمفاهيم الحذرة والمحافظة التى اتبعتها سياسة بكين الخارجية لعقود طويلة. ومن هنا ونظرا للدور المتزايد الذى تلعبه الصين اليوم فى الساحة الدولية، يتناول الكتاب الرؤى الصينية الجديدة فى مجال السياسة الخارجية، مع إلقاء الضوء على مبادرة الرئيس الصينى شى جين بينغ «مبادرة الحزام والطريق» لما لها من أهمية كبيرة فى دفع العلاقات الصينية الخارجية. وتجمع إستراتيجية «الحزام والطريق» بين خطة بناء الحزام الاقتصادى لطريق الحرير» (المعروف اختصارا باسم الحزام) وطريق الحرير البحرى للقرن الواحد والعشرين (المعروف اختصارا باسم الطريق). وتعتمد هذه الإستراتيجية على استغلال الحكومة الصينية لشبكة السكك الحديدية الدولية والتى تشمل ثلاث طرق برية تربط بين الصين وأوروبا، بالإضافة لاستغلال النقل البحرى الذى انخفضت فيه المخاطر الأمنية خلال السنوات الأخيرة، نتيجة للجهود الدولية للقضاء على جرائم القرصنة، والسيطرة على النزاعات البحرية، وعلى سيادة الجزر، تتطلب إستراتيجية «الحزام والطريق» من الصين بناء اقتصاد منفنح ومستقل، حتى تستطيع تحقيق التنمية المتوازنة. ولذلك ينبغى على الصين أن تبذل الجهود بالتعاون مع جميع دول المنطقة لمواجهة جميع التحديات وتفعيل استراتيجية «الحزام والطريق» بشكل ناجح، بالإضافة لبناء كيان للمصالح المشتركة بين الصين وجميع دول العالم، مما يساعد فى حماية المصالح الصينية بما فيها العنصر الأمني، وبناء صورة الصين كدولة كبرى مسئولة، وتعزيز القوة الناعمة الصينية، مما يوفر البيئة الدولية المواتية لبناء الحداثة الصينية. وفى هذا الشأن يتضمن الكتاب مجموعة من الدراسات بأقلام عدد من المتخصصين الصينيين البارزين فى الشأن الدبلوماسى والعلاقات الخارجية، والذين ينتمون لعدد من الجامعات والمراكز.