انتظرت سنوات قدوم عريس لم يأت، ارتدت فستانها وحجزت قاعة أفراح، ومرت فى الشارع وحيدة، وأصرت على الفرحة دون وجود عريس. وتعجب المارة من تصرفها، وسألها أحدهم عن «العريس» فأجابت «مفيش عريس» فقرر أن يشاركها لحظاتها، بينما غنى لها المارة بطول الشارع أغنيات الزفاف، ليتفاجأ الجميع أن السيدة العجوز حجزت بالفعل إحدى قاعات الأفراح. وتداول عدد من نشطاء موقع التواصل الاجتماعى «فيس بوك» قصة عروس الإسكندرية العجوز، وإعتبرها البعض نوعا من الفكاهة، بينما اعتبرها الآخرون مأساة إنسانية وتعاطفوا معها. وإذا كانت القصة قد انتهت بأن أودع قسم شرطة الجمرك غرب الإسكندرية، عروس الإسكندرية العجوز، دار الهدايا للمسنين، بعد أن تراجعت أسرتها عن تعهداتها وتسلمها، فيكفى بطلة القصة أن تحدت الواقع المحبط والأليم وحاولت إسعاد نفسها وتحقيق حلمها. والقضية ليست فى سعاد فقط، ولكنها قضية ملايين الفتيات الأخريات، فقد انتشرت ظاهرة العنوسة فى مصر بشكل كبير وأكدت الإحصاءات الرسمية أن نسبة العنوسة فى مصر 17% من الفتيات اللاتى فى عمر الزواج، وأن هناك 10.5 مليون فتاة فوق سن ال 53 لم يتزوجن، وإذا عرفنا أن قيمة الجنيه المصرى قد انخفضت خلال 2016 فقط بنسبة 58%، فأن هذا الرقم مرشح للتزايد بسبب الأزمة الاقتصادية التى تعيشها مصر، لتزايد حدة مشكلة الفقر والبطالة فى مصر. فمن الضرورى إيجاد حلول مبتكرة للتشغيل والتوظيف، وتغيير بعض الثقافات والعادات والتقاليد المتبعة من غلاء المهور، وارتفاع أسعار تكاليف الزواج الأخرى فكثير من الأسر المصرية تبالغ فى شروطها ومطالبها، بما يفوق إمكانات وقدرات الشباب، وبالتالى يعجز عن إتمام الزواج. وذلك حتى لا تتحول فتياتنا الى «سعاد» أخرى تحلم بمجرد أن ترتدى فستانا أبيض، حتى ولو «مفيش عريس». لمزيد من مقالات جمال نافع;