سقطت طائرة عسكرية روسية من طراز «تو-154»، على متنها 93 شخصا، من بينهم ضابط كبير فى الجيش الروسي، فى البحر الأسود على مقربة من مدينة سوتشي، حيث استبعدت موسكو احتمال وجود أى ناجين من الحادث. فى حين، أعلن الرئيس فلاديمير بوتين الحداد اليوم الإثنين على ضحايا الطائرة المنكوبة. وأوضحت مصادر فى وزارة الدفاع الروسية أن الطائرة كان على متنها 68 من أعضاء فرقة ألكسندروف الموسيقية العسكرية أو ما يعرف باسم «جوقة الجيش الأحمر»، بالإضافة إلى طاقم الطائرة. كانوا فى طريقهم إلى قاعدة حميميم الجوية لمشاركة القوات الروسية فى سوريا الاحتفالات بأعياد الميلاد، إلى جانب تسعة صحفيين يمثلون عددا من القنوات التليفزيونية ووسائل الإعلام الروسية، وعددا آخر من المدنيين والعسكريين. وأقلعت الطائرة من مطار تشكالوفسكويه فى موسكو متجهة إلى مدينة اللاذقية، هبطت فى مطار إدلر على مقربة من سوتشى للتزود بالوقود، لكنها اختفت من على شاشات الرادار بعد عشرين دقيقة من إقلاعها من إدلر فجر الأمس. وعلى صعيد جهود الإغاثة، عثرت الفرق الروسية على أجزاء صغيرة من حطام الطائرة على بعد 5٫5كيلومتر وعمق نحو 70 مترا من سواحل البحر الأسود، كما انتشلوا 10جثث حتى الآن وأمتعة يرجح أنها تابعة لركاب الطائرة المنكوبة، بينما أكدت وزارة الدفاع أنه لا توجد مؤشرات على وجود أحياء. وتم نشر أربع سفن وخمس طائرات هليكوبتر وطائرة بدون طيار فى المنطقة. ومن جانبه، قال مصدر فى وزارة الطوارئ الروسية إن المعطيات الأولية تشير إلى أن تحطم الطائرة نجم عن مشكلة تقنية أثناء مرحلة الصعود لم يتمكن أفراد الطاقم من إصلاحها. يأتى ذلك فيما أشارت مصادر أخرى إلى أن قائد الشرطة العسكرية الروسية من بين ركاب الطائرة المنكوبة، فيما لم تؤكد أو تنفى وزارة الدفاع صحة هذا الخبر حتى الآن. وأعلنت مصادر الكرملين أن بوتين يتابع كافة تطورات الحادث منذ الإعلان عن سقوط الطائرة، وأوضح فى بيان له أنه كلف رئيس الوزراء ديمترى ميدفيديف ووزير النقل مكسيم سوكولوف برئاسة لجنة تحقيق حكومية تضم ممثلين من كافة الإدارات الرئيسية. وأشار البيان إلى أن وزير النقل فى طريقه إلى سوتشى الآن. وأشارت التقارير الإعلامية إلى أن لجنة التحقيقات العسكرية أوفدت مبعوثيها إلى سوتشى للتحقيق فى الحادث، فضلا عن مراجعة سجلات المطار والوثائق الخاصة بالطائرة. وكانت وكالة أنباء "نوفوستي" قد أشارت إلى احتمالات أن تكون الطائرة قد اصطدمت بقمم أحد الجبال القريبة من المنطقة قبل أن تسقط على مقربة من بلدة "عنابة" القريبة من سوتشي. وقد سبق لهذا الطراز من الطائرات التى أنتجت فى الحقبة السوفيتية أن تعرض لحوادث. ففى أبريل 2010، تحطمت طائرة من نفس الطرازكانت تنقل 96 شخصا بينهم الرئيس البولندى ليخ كازينسكى ومسئولين بولندنيين كبار، وهى تحاول الهبوط قرب سمولينسك غرب روسيا، ولقى كل من كان فى الطائرة مصرعه.