4000 للجرام.. سعر الذهب اليوم الجمعة 20/9/2024 داخل محلات الصاغة    ماكرون يخاطب اللبنانيين في مقطع فيديو ويؤكد وقوف فرنسا إلى جانبهم    فلسطين.. اندلاع مواجهات عنيفة بين المقاومة وقوات الاحتلال في المنطقة الشرقية بنابلس    ترامب: سأحمي إسرائيل إذا عدت إلى البيت الأبيض    «اتمرمغت في التراب من الضحك».. عبدالباسط حمودة يكشف كواليس التصوير مع ياسمين عبدالعزيز    قناة مجانية لمشاهدة مباراة الزمالك والشرطة الكيني في كأس الكونفدرالية    بالأسماء| انتشال جثة طفل والبحث عن شقيقته سقطا في ترعة بالزقازيق    الجامعة العربية: قرار الجمعية العامة بإنهاء وجود إسرائيل خلال 12 شهرًا "تاريخي"    دعاء يوم الجمعة.. أفضل ما يقال للرزق والسنن المستحبة    الحكومة: تكلفة الأنبوبة 340 جنيهاً وكان من الصعب بيعها للمواطن ب100    مقتل شاب على يد جاره في مشاجرة بدار السلام    موسم سيول شديدة.. الأرصاد تعلن توقعات فصل الخريف    مصرع شقيقين تحت عجلات قطار في المنيا بسبب عبور خاطئ للمزلقان    أمين الفتوى: لن تقبل توبة سارق الكهرباء حتى يرد ثمن ما سرقه    رابطة الأندية تكشف سبب تأخر تسلم درع الدوري ل الأهلي    صفارات الإنذار تدوّي في عدة مقاطعات أوكرانية وانفجارات ضخمة في كييف    قرار جديد من وزير التربية والتعليم قبل بدء العام الدراسي المقبل 2025    سياسي بريطاني يحذر من تصعيد خطير بشأن ضرب كييف للعمق الروسي    عبدالباسط حمودة: أبويا كان مداح وكان أجري ربع جنيه في الفرح (فيديو)    دينا: ابني فخور بنجاحي كراقصة    في ذكرى رحيلها.. تعرف على الاسم الحقيقي ل«تحية كاريوكا»    عاجل.. أزمة قوية داخل الأهلي بطلها علي معلول    مساجد شمال سيناء تعقد 53 ندوة علمية دعوية عن سيرة النبي    مفصول من الطريقة التيجانية.. تفاصيل جديد بشأن القبض على صلاح التيجاني    بعد القبض عليه.. تفاصيل القصة الكاملة لصلاح التيجاني المتهم بالتحرش    ارتفاع جنوني.. تعرف على سعر طن الأسمدة بالسوق السوداء    قبل بدء الدراسة.. العودة لنظام كراسة الحصة والواجب في نظام التعليم الجديد    الداخلية تكشف كواليس القبض على صلاح التيجاني    أحمد فتحي: أنا سبب شعبية هشام ماجد (فيديو)    الداخلية: فيديو حمل مواطنين عصى بقنا قديم    مصرع وإصابة 3 أشخاص في انقلاب سيارة بسوهاج    الطريقة العلاوية الشاذلية تحتفل بالمولد النبوي الشريف في شمال سيناء.. فيديو    رانيا فريد شوقي عن بطالة بعض الفنانين وجلوسهم دون عمل: «ربنا العالم بحالهم»    حلمي طولان يكشف كواليس فشل تدريب الإسماعيلي    عاجل.. موعد توقيع ميكالي عقود تدريب منتخب مصر للشباب    تعرف على قرعة سيدات اليد فى بطولة أفريقيا    أسعار الخضروات اليوم الجمعة 20-9-2024 في قنا    توقعات الفلك وحظك اليوم.. برج الحوت الجمعة 20 سبتمبر    اليوم.. الأوقاف تفتتح 26 مسجداً بالمحافظات    وزير الأوقاف ينشد في حب الرسول خلال احتفال "الأشراف" بالمولد النبوي    "الآن أدرك سبب معاناة النادي".. حلمي طولان يكشف كواليس مفاوضاته مع الإسماعيلي    مصطفى عسل يتأهل لنصف نهائي بطولة باريس المفتوحة للإسكواش 2024    أسعار الفاكهة اليوم الجمعة 20-9-2024 في قنا    رسميًا.. فتح تقليل الاغتراب 2024 لطلاب المرحلة الثالثة والدبلومات الفنية (رابط مفعل الآن)    سعر الدولار أمام الجنيه والعملات العربية والأجنبية اليوم الجمعة 20 سبتمبر 2024    بعثة لبنان لدى الأمم المتحدة: أجهزة الاتصال المستهدفة تم تفخيخها قبل وصولها إلى لبنان    رسميًا.. إعادة تشكيل مجلسي إدارة بنكي الأهلي ومصر لمدة 3 سنوات    تعرف على مواقيت الصلاة اليوم الجمعة 20-9-2024    بارنييه ينتهي من تشكيل الحكومة الفرنسية الجديدة    رئيس مهرجان الغردقة يكشف تطورات حالة الموسيقار أحمد الجبالى الصحية    رمزي لينر ب"كاستنج": الفنان القادر على الارتجال هيعرف يطلع أساسيات الاسكريبت    محافظ القليوبية: لا يوجد طريق واحد يربط المحافظة داخليا    حكاية بسكوت الحمص والدوم والأبحاث الجديدة لمواجهة أمراض الأطفال.. فيديو    وكيل صحة قنا يوجه بتوفير كل أوجه الدعم لمرضى الغسيل الكلوي في المستشفى العام    البلشي: إطلاق موقع إلكتروني للمؤتمر العام السادس لنقابة الصحفيين    مدبولي: الدولة شهدت انفراجة ليست بالقليلة في نوعيات كثيرة من الأدوية    التغذية السليمة: أساس الصحة والعافية    فحص 794 مريضًا ضمن قافلة "بداية" بحي الكرامة بالعريش    







شكرا على الإبلاغ!
سيتم حجب هذه الصورة تلقائيا عندما يتم الإبلاغ عنها من طرف عدة أشخاص.



الوحدة الوطنية .. ترنيمة حب على لسان المصريين2
مطربون برعوا فى التغنى بالنسيج الوطنى
نشر في الأهرام اليومي يوم 23 - 12 - 2016

كانت ثورة 1919 بعثا جديدا للعزيمة والإرادة المصرية القوية التى لا تقهر أبدا، لأنها تجسد اشتراك كافة المدن والقرى جميعا، وشملت الشعب المصري بكل طوائفه، ضاربة أروع الأمثلة فى التضحية وإنكار الذات، وكان للأزهر والكنيسة دورا لا ينكر فى هذه الثورة، ووقف المسلمون والأقباط يعلنون أن مصر لا تعرف تعصبا، وأن المسلم والمسيحي وحدة خلدتها السنين، فمحال أن تجزئ الوطنية دينهم، وللمرة الأولى فى تاريخ الأزهر يدخل القمص «سرجيوس» بملابسه الدينية إلى صحنه، ثم يرتقي منبره ليخطب فى آلاف المصلين منددا بالإنجليز، وكاشفا ألاعيبهم التى يحاولون من خلالها أن يفرقوا بين أبناء الشعب الواحد لتحقيق مطامعهم، وكانت الأغنية المصرية عبر شعرائها وملحنيها ترصد وتراقب كل ما يدور فى المحروسة، وحاربت الدعوة الكاذبة التى أراد الاحتلال البريطاني أن يفرق فيها بين المسلمين وإخوانهم الأقباط، فكانت الهتافات المدوية فى كل مكان فى مصر «يحيا الهلال مع الصليب».
............................................................
ولقد وهب سيد درويش روحه وفنه للوحدة الوطنية كما ذكرنا سابقا ، بل كان علما من أعلامها، ولقد توقفنا عند دوره فى الحلقة الماضية، وفى بحثنا فى أرشيف أغنيات الوحدة الوطنية وجدنا نشيدا غنائيا نادرا للكاتب الكبير فكري أباظة، قام بتأليفه وتلحينه فى تجربة جديدة لم تتكرر بعنوان «يحيا الاستقلال»، وقد أشار لذلك كاتبنا الكبير فى أحد كتبه عن هذا النشيد الذى شارك فى تلحينه مع صديقه «ليون ويصا» الذى صاحبه على البيانو، وبعد إذاعة هذا النشيد فى مختلف أنحاء البلاد وترديد الشعب له غضب الإنجليز عليه، وقاموا باستدعائه والتحقيق معه وحكموا عليه بالإعدام، لكنه استطاع الهرب والإقامة فى الصعيد، تقول بعض كلمات النشيد :
«رام الدخيل مراما.. دونه بحر دماء
كتب الممات لشعب.. فأراد الشعب بقاء
لجئوا للدين وظنوا .. أن الوفاق محال
فإذا الهلال صليب.. وإذا الصليب هلال
وعندما حاول الاستعمار إثارة الفتنة الطائفية بين المسلمين والأقباط، والتى تجاذبها مؤتمران: الأول المؤتمر الإسلامي فى الحلمية الجديدة برئاسة مصطفى رياض باشا، والثاني المؤتمر القبطي بأسيوط برئاسة لويس أخنوخ فانوس، وقف الشاعر والزجال الكبير بديع خيري فى أزجاله ضد هذه الدعوة، وكتب رائعته « تعلب بدنجاني» عام 1925 ، والتى يقول فيها:
«مرقس ومحمود شافوا سنين سود، يارب ما تعود سيرتها لوداني
إسلام وأقباط خشوا كتير باط، وعزولنا سلباط تعلب بدنجاني
شاف الخلاف زاد والحال « فري باد»، قال رحتي يا بلاد، انسني يا سناني
مصر يا تاج الكرامة
يدخل الشيخ زكريا أحمد سباق أغنية الوحدة الوطنية على جناح الفيلم الإجتماعي « مبروك» الذى عرض عام 1937، ويقدم من خلاله أغنية عن تآخي الأقباط مع المسلمين بعنوان «مصر يا تاج الكرامة»، كلمات الشاعر بديع خيري، وغناء فوزي الجزايرلي، يقول فيها:
سجلي يا دنيا واشهد يا زمان / أحنا قسمنا لأوطاننا باليمين
عهد ع المصحف وع الإنجيل كمان / فى تآخي القبط ويا المسلمين
مذبحة دير ياسين
مع اندلاع الحرب العالمية الثانية (1939-1945) اختفت أغنية الوحدة الوطنية أو كادت تختفي، وساد الهدوء والسكينة على المصريين، واعتبر البعض هذه السنوات من مراحل مصر الذهبية، حتى حدثت «مذبحة دير ياسين» يوم 9 إبريل 1948، والتي فجرت براكين الغضب الإبداعي عند الشعراء والفنانيين المصريين، فكتب الشاعر الراحل على محمود طه، ولحن وغني محمد عبدالوهاب رائعته «فلسطين» التى يدعو فى نهايتها أخاه العربي ليذهب الى فلسطين أولى القبلتين ليدافع فيها عن المسجد الأقصى، ويدافع أيضا عن كنيسة المهد، ويربط فيها بين وحدة المسلمين والمسيحيين في فلسطين على مقاومة العدو، فيقول:
أخي قم إلى قبلة المشرقين / لنحمي الكنيسة والمسجدا
يسوع الشهيد على أرضها / يعانق في جيشه أحمدا
ثورة يوليو وأم كلثوم وعبدالوهاب
ما كادت ثورة يوليو 1952 تشتعل حتى اشتعلت الأغنية الوطنية، وانطلقت من عقالها ونزلت إلى المعركة تساند معركة السلاح على جناح الكلمة، وتناصر معركة البناء والغناء، مرددة مع الفجر الجديد هذا النشيد الذى جرى على لسان الشاعر الكبير كامل الشناوي، شعرا صادقا وعلى فم الموسيقار محمد دة، ذلك النعبدالوهاب أنغاما خالشيد الذى بعثته أحداث الفدائيين عام 1951 فى منطقة السويس، حين ألغيت معاهدة 1936 فى 8 أكتوبر سنة 1951 قبيل قيام الثورة، والذى ظل حبيسا ولم يفرج عنه إلا فى اليوم التالي لقيام الثورة، وذلك بعد تعديل النص الذى كان مطلعه قبل إذاعته: «أنت فى صمتك مرغم، أنت فى حبك مكره / فتكلم وتألم، وتعلم كيف تكره»، فأصبح « كنت فى صمتك مرغم، كنت في حبك مكره»، وفى نهاية النشيد يعلى كامل الشناوي من روح الوحدة الوطنية، فيقول :
فاحترم بالثأر ذكرى شهدائك بذلوا أرواحهم بذل السخى
وأنتقم إن هنا أزكى دمائك، وهنا أمي وأختي وأخي
فى دماهم أمل النيل توحد، فى دماهم دم عيسى ومحمد
وبعد سنوات تغنى سيدة الغناء العربي أم كلثوم فى احتفالات ثورة يوليو عام 1961 رائعتها « ثوار» كلمات الشاعر صلاح جاهين، وألحان رياض السنباطي، وفي نهايتها تؤكد أن الأديان جميعها بعثت للسلام، وأمرت بالتآخى، لهذا أصبحت ثورات خالدة، خاصة دعوتي محمد وعيسي عليهما السلام فتقول : « «من أرضنا هل الإيمان والدين / عيسى ومحمد ثورتين خالدين»
حريق الأقصى يلهب الأغنية العربية!
فى فترة الستينات قال الشعراء والملحنيين المصريين كلمتهم فى الوحدة الوطنية بكل حب ومودة، ووجدوا فرصتهم فى الأغنيات التى كانت تقدم عن القدس، فعندما قام اليهودي المتطرف «مايكل دينس روهن» بإحراق المسجد الأقصى في صبيحة يوم 22 أغسطس 1966، هزهذا الحدث الأليم الوجدان العربي من المحيط إلى الخليج، وكان من أجمل ما كتب حول حريق الأقصى قصيدة الشاعر محمود حسن إسماعيل «حبيبة السماء» ألحان رياض السنباطي، وغناء سعاد محمد، ومرة أخرى يحضر التآخي الإسلامي المسيحي في استحضار رموز الأديان التي وجدت في القدس موطئاً لها، حيث تقول:
«ورددي التسبيح في المآذن/ وأيقظي الأجراس في المآذن
وكبري لله لا تهادني/ قومي إلى الصلاة وباركي الحياة»
وقد ألهب حريق الأقصى الشعراء والمطربين والملحنيين، فغنى المطرب السوري فهد بلان « المسجد الأقصى جريح»، كلمات على ذوالفقار شاكر، ألحان محمود الشريف، ولعل أشهر أغنيات حرق المسجد الأقصي كانت «يا قدس فين الآذان» كلمات عبدالفتاح مصطفى، ألحان عبدالعظيم محمد، وغناء محمد قنديل.
سر رفض حليم لكنيسة عيلبون
عندما ألمت بنا هريمة 1967 استحضر الشاعر الرقيق علي مهدي من الماضي القريب كل وحشية العدو الإسرئيلي، من خلال رائعته « كنيسة عيلبون» التى لا تذاع إطلاقا الآن، رغم أن أحداثها تشبه كثيرا ما حدث فى الكنيسة البطرسية بالعباسية منذ أيام، عندما دخل الجيش الاسرائيلي عام 1948 بلدة «عيلبون» الفلسطينية فوجد أهلها محتمين داخل الكنيسة رافعين الأعلام البيضاء، فاقتاد الجنود بوحشية الجموع، وقتلوا بدم بارد وفي وضح النهار 14 من خيرة شباب البلدة.
وبعد انتهاء علي مهدي من كتابة هذه القصة المحزنة المؤلمة، عرض الأغنية على صديقه المطرب عبدالحليم حافظ، فتشجع لغنائها، لكنه توقف عند كلمة « كلاب صهيون» في بداية الأغنية، وبعض الكلمات الأخرى وطلب تغييرها، لكن مهدي رفض أن يغير حرفا فيما كتبه، وسحب الأغنية من العندليب وعرضها على المطرب محرم فؤاد الذى أعجب بها جدا، وأعطاها للملحن القدير عبدالعظيم محمد الذى مزج في بدايتها بين صوت الأذان وأجراس الكنيسة معا دليل على وحدة الصف العربي الفلسطيني، وفى نهايتها يتوعد الشاعر إسرائيل بالحساب، ويقول في نهايتها:
«أدى الحرب اللي بتعرفها كلاب الغدر وحفظة فنونها
قتل الأعزل / وقتل العاجز / جوا كنيسة / وتحت عيونها
ما انتهتش الحرب لسه يا إسرائيل / ما انتهتش ولسه بينا حساب طويل»
حققت الأغنية نجاحا كبيرا آنذاك، لكنها اختفت تماما بعد أيام من إذاعتها، وظلت مجهولة حتى أفرج عنها قبل سنوات الإذاعي الرائع «إبراهيم حفني» من خلال برنامجه « منتهى الطرب» الذى توقف بثه لسبب مجهول!
العندليب ورائعة المسيح
فى نفس الفترة قدم العندليب الأسمر أغنية « المسيح» كلمات عبد الرحمن الأبنودي، ألحان بليغ حمدي، حيث قام بغنائها لأول مرة فى قاعة «ألبرت هول» فى لندن عام 1968، على لسان أحد أبناء القدس، وفي القاعة احتشد 8 آلاف شخص يمثلون الأمة العربية من المحيط إلى الخليج، يستمعون إلى «حليم»، وقد حرص أن يغني هذه الأغنية بالذات كنوع من التعبير عن إيصال صوت الألم العربي بسقوط القدس إلى العالم، وخصوصاً إلى الغرب الذي تواطأ مع الصهيونية في إباحة المقدسات المسيحية لليهود الذين خانوه كما تقول الأغنية.
محمد رسول الله
بعد نكسة 1967، أصيب الجميع بالإحباط واليأس، وتجرع الجميع مرارة الهزيمة، وكان لابد أن يحدث تغيير فى نوعية الغناء الوطني، فقد توقفت الاحتفالات الرسمية بعيدي الثورة والجلاء، والتي كان يحضرها جمال عبدالناصر وتقام في تلك المناسبتين، كما توقف الغناء لاسم الزعيم، وبعد وفاة عبدالناصركرس الغناء لشخذ الهمم وحرب الاستنزاف، والأمل في النصر، وبالفعل تحقق النصر على يد الرئيس محمد أنور السادات الذى قاد حرب أكتوبر المجيدة، وتختفي أغنية الوحدة الوطنية، فالكل مصريين، لا فرق بين مسلم ومسيحي فالحرب وحدت بين الجميع.
ومع نهاية السبعينات تعود أغنية الوحدة الوطنية مرة آخرى للظهور، لكن هذه المرة من خلال المسلسل الدرامي « محمد رسول الله»، حيث تغني الصوت الجديد يومها ياسمين الخيام، تتر المسلسل من كلمات الشاعر الكبير عبدالفتاح مصطفى، وألحان جمال سلامه، حيث تؤكد أن سيدنا محمد هو خاتم الأنبياء وأن الإسلام يعترف بكل الأديان :
يا محمد يا رسول الله
دعوة إبراهيم / ونبؤة موسى
ترنيمة دواد / وبشارة عيسى
صلاة الله عليه وسلم»
الله على الشعب
مع بداية الثمانينات يكتب الشاعر الكبير مصطفى الضمراني، ويلحن الموسيقار حلمي بكر واحدة من أجمل أعمالهما الوطنية وهو أوبريت « الله ع الشعب»، الذى يتحدث عن عظمة مصر الحاضنة لكل الأديان عبر الأجيال، حيث يعيش الكل فى أمان وسلام، و يقول مطلع الأوبريت الذى تغنيه فايزة أحمد التى جسدت دور الراوي:
« كل الأديان عايشة فى أمان فى بلد واحد
ضمتهم مصر فى أحضانها فى وطن واحد
قلوب الناس كلها إحساس بإله واحد»
وبعد ذلك يتوالى ظهور المطربين (عماد عبدالحليم، إيمان الطوخي، أحمد إبراهيم، هيام هلال، محمد ثروت)، والذى يرسل كل واحد منهم رسالة عن التآخي الموجود فى مصر القوية عبر الأعوام والسنين، وفى هذا الأوبريت تغني إيمان الطوخي كوبليه عن رحلة السيدة مريم العذراء لمصر فتقول :
«مريم خافت على النبي عيسى غدر الطغيان
راحت شيلاه فى أحضان على صدر حنان
وهداها الله لإيد فى مصر دوا الحيران
تحرسها ملايكة ألوف / ماشيين حواليها صفوف
قبلتها مصر بزغرودة وغنوة إيمان .. الله ع الشعب» .
وفى نفس الفترة أي عام 1980 يغنى محمد منير فى ألبومه « بنتولد» واحدة من أجمل أغنياته الوطنية وهي « يا عروسة النيل» كلمات الشاعر عبدالرحيم منصور، لحن أحمد منيب، توزيع هاني شنوده، والتى تتحدث عن عظمة مصر، التى تحتضن جميع من يعيش على أرضها فيقول: «من ورا الليل والمعابد والكنايس والمساجد / تحضنينا وتحكي لينا تصغر الدنيا في عنينا».
بليغ حمدي ومصر أم الأديان
تغيب أغنية الوحدة فترة من الزمن لكنها تظهر مرة أخرى عام 1990 وتحديدا يوم 6 أكتوبر على يد الموسيقار بليغ حمدي، الذى آمن بمجموعة من شباب المطربيين مثل ( أنغام، عماد عبدالحليم، طارق فؤاد، إيهاب توفيق، شيرين وجدي، منى عبدالغني، والطفلين وائل سامي وغادة رجب)، وقدمهم في أوبريت وطني مصور، قام بإخراجه جميل المغازي الأب بعنوان «أنا من البلد دي»، كلمات الشاعر إبراهيم موسى، وفيه كوبليه يغنيه إيهاب توفيق عن الوحدة الوطنية يقول:
«أنا من البلد دي / بلد المساجد / بلد الكنايس / بلد المعابد
بلدي دى شجرة لها جذع واحد / له فرع فاكهة / وفرع وردي»
وقبل وفاته بشهور قليلة يعود بليغ حمدي ويقدم أغنية شجية اللحن ترسخ لمبادئ الوحدة الوطنية بعنوان « مصر أم الأديان»، غناء المطرب مصطفى النحاس الذى لا نعرف له أغنيات سوى هذه الأغنية، واختفى في ظروف غامضة، يقول مطلع الأغنية: «مسلم قبطي فى بلادي / أجدادهم ويا أجدادي / فى مصر مولودين، وفى مصر مدفونيين»
محمد الدرة
عندما علم الشاعر والسيناريست الكبير مدحت العدل بنبأ استشهاد الطفل «محمد الدرة»، وهو عائد من جوهانسبرج عام 2000، كتب نشيده الجميل المؤثر «القدس حترجع لنا» الذى لحنه رياض الهمشري، وقام بغنائه مجموعة كبيرة من الفنانيين، وفيه يعلي من قيمة الوحدة فى الكوبليه الذى قامت بغنائه النجمة يسرا والمطرب هشام عباس، والذى يقول:
كان طفل فلسطين دا بيته، ودا كل اللي جناه
دا تاريخه،وتاريخ أجداده،ودى أرضه وسماه
هنا جرجس ومحمد، أصحابه والدين لله
جه ظالم وسرق أحلامهم، كل أملهم راح
بحبك يا شبرا
مع بداية عام 2002 يعود المطرب محرم فؤاد للغناء الوحدة الوطنية مجددا من خلال أغنيته الشهيرة « بحبك يا شبرا» التى كتبها الشاعر صلاح فايز، وتغنى فيها بحي شبرا الذي يعد اكبر تجمع للمسلمين والمسيحيين فى مصر، وفيها يقول:
«بحبك يا شبرا / بحبك صحيح / يا موال وأوبرا وعامي وفصيح
يا جامعه محمد وعبد المسيح على بسطة واحدة بحبك صحيح «
وفى نفس الفترة يعود «محمد منير» للحديث مرة أخرة عن أهمية الوحدة الوطنية، من خلال ألبومه الديني « أرض السلام»، ويغنى من خلاله أغنية «مدد»، والتى يقول فيها:
مدد مدد مدد يا رسول الله
أقسمت بالاسراء و براءة العذراء
الدم كله سواء حرام بامر الله
وأنشودة المسيح رسالة حرة
علي الارض السلام
ويشدو «حكيم» بأغنية خاصة أيضا بعنوان «مدد» فى ألبومه «ايه ده بقى» الذى طرحه عام 2005، و تغنى خلالها بكلمات قوية حث من خلالها المصريين على التماسك والترابط.
كما قدمت لطيفة التى تجمع فى حنجرتها كل العالم العربى رائعة نزار قبانى « القدس » التى تتحدث أيضا عن الوحدة الوطنية.
الجنة في بيوتنا
لم تقتصر أغنيات الوحدة الوطنية على جيل معين، فالكل في حب مصر عشاق صبابة، فهاهو نجم الجيل «تامر حسني» يلتفت مبكرا وقبل حدوث أي ضرر على مصر، ويقدم ألبومه الديني « الجنة في بيوتنا» عام 2007 وفيه أغنية بعنوان « ديني ودينك» يوصي فيها المصريين بكل طوائفهم وديانتهم على الحفاظ على مصر، يقول في بدايتها:
« ديني ودينك فى الدنيا والأتنين من عند الله
الضمير العربي
يصحو الشعب المصري والعربي يوم 27 فبراير 2008 على أوبريت وطني يدعو إلى لم الشمل العربي، ويتحدث عن وحدة الأديان، ويحذر من عبث الغرب بنار الفتنة، وهو « الضمير العربي» فكرة ورؤية أحمد العريان، ألحان خالد البكري ومصطفى محفوظ، توزيع عادل حقي، والذى قام بغنائه مجموعة كبيرة من المطربيين، وفيه تغنى شيرين عبدالوهاب كوبليه مع صابر الرباعي يقول:
أصل البشر إنسان كل الرسل إخوان / موسى وعيسى ومحمد
بيرفضوا العدوان/ وبيرفضوا ذلنا / وبيمجدوا الانسان
الله هو المحبة دينا هو السلام»
وفى نهاية الأوبريت يغني لطفي بوشناق «لعبتهم هي الفتنة ولازم نكون صاحيين / للفتنة ونار الفتنة / ولابد نكون واعيين/ لا تقول مسلم ومسيحي كلنا واحد إخوان».
أكيد في مصر
مع بداية 2010 يقدم المطرب الشاب محمود العسيلي من ألحانه وغنائه أوبريت بعنوان «يبقى أنت أكيد فى مصر» من كلماته أيضا مع الشاعر محمد فايز، وشاركه الغناء مى سليم ومحمد الكيلانى» ونجح العمل فى تسليط الضوء على الوحدة بين المسلمين والمسحيين.
كنيسة القديسيين
وأعاد الانفجار الإرهابي لكنسية القدسيين مع مطلع 2011 ، والذي راح ضحيته مايقرب من عشرين شهيد مسلم ومسيحي، ومايقرب من 70 جريح، الغناء مرة أخرى للوحدة الوطنية فيغني تامر حسني أغنية من كلماته وألحانه بعنوان « إيد واحدة»
ويبكي «عمرو مصطفى» جمهوره العريض، وهو يغني من كلمات تامر حسين، وتوزيع أسامة عبدالهادي من خلال أغنيته « فى شرع مين» التى يقول مطلعها: «في شرع مين، وبحق مين / نقتل ونقوم فتنة).
كما يشارك «ساموزين» فى الحدث بأغنية « سكت الكلام» كلمات أم إسلام ذكي، وألحان وتوزيع إسلام ذكي، وفيها يقول «سكت الكلام فى لسانى / والوضع مش انسانى / مسلم ومسيحى مين/ ماكلنا مصريين )
الحجار وثورة يناير
مع اندلاع ثورة يناير 2011 يجمع ميدان التحرير قبل أن تسيطر عليه الجماعة الإرهابية كل الشعب المصري، لا فرق بين مسلم ومسيحي فالكل متيمين، وفى حب الوطن عايشين، ويترجم المطرب الواعي علي الحجار هذه الحالة، ويقدمها في ألبومه الوطني الثاني في مشواره وهو « إصحي يا ناااااير» من خلال أغنية «حرية» كلمات بهاء جاهين، وألحان وتوزيع عمر خيرت، ويلفت النظر فيه الكوبليه الذى يقول : « جوه الميدان أجراس / تنده لكل آدان».
يعود «الحجار» ويؤكد هذه الحالة فى ألبومه الوطني الثالث الذى طرحه عام 2012 « ضحكة وطن»، من خلال أغنية « مسلمين ونصارى» ألحان فاروق الشرنوبي، توزيع محمد حمدي رؤوف، و كلمات عبدالرحمن الأبنودي وفى عام 2013 وفى ذروة حكم الإخوان كتب مدحت العدل رائعته الوطنية الخالدة التى تفضح حقيقة الإخوان الإرهابيين « إحنا شعب وانتوا شعب» التى لحنها فاروق الشرنوبي، وقام بغنائها المبدع علي الحجار، والتى يقول فى أحد كوبليهاتها:
إحنا بنشوف الحقيقة، والعقيدة فى أي دين
كنت قبطي أو يهودي، ولا ضمن المسلمين
رب واحد ومعنى واحد، الرسالة يا مؤمنين»
البابا شنوده يكتب ترنيمة لثروت
في السنوات الأخيرة نذر المطرب «محمد ثروت» نفسه لإعلاء شأن الأغنية الوطنية والدينية، فقدم أكثر من أغنية دينية وطنية لاقت استحسان وإعجاب الجماهير المصرية والعربية، منها الأغنية التى تخص موضوعنا اليوم وهى أغنية «برب طه والمسيح» التى كتبها ولحنها بنفسه ويقول في مطلعها : «برب طه والمسيح / أحموا مصر يا مصريين)
كما قدم «ثروت» ترنيمة رائعة مع المرنم «أنطوان عياد» ، من كلمات البابا شنوده الثالث، توزيع الموسيقار أشرف محروس، بعنوان «نلتم الأمجاد» من إخراج إبنه أحمد محمد ثروت، وقد قام بغنائها كابتهال فى نفس وقت الترنيمه مع «عياد»
وماتزال هناك مياه تجري في نهر الإبداع الغنائي المصري الذي يواكب الأحداث على مر الأيام، ليؤكد دوما أن «هذا الوطن يسكننا لا نسكنه نحن» بتعبير الراحل الكبير البابا شنودة، وفي ذات الوقت يثبت أن الوحدة الوطنية ستظل ترنيمة حب على لسان المصريين من مسلميها ومسيحيها حفاظا على هذا التراب المقدس.


انقر هنا لقراءة الخبر من مصدره.