في اليوم السابع من انطلاق المظاهرات بالعاصمة السودانية احتجاجا علي قرارات الحكومة السودانية برفع الدعم عن المحروقات وارتفاع أسعار السلع والأغذية, اتسع نطاق المظاهرات في أم درمان وعدد من المدن والولايات الأخري من بينها القضارف ومدني وسنار وكردفان وكسلا وذلك إثر تعرض المظاهرات التي تواصلت علي مدي أمس الأول في مختلف أنحاء الخرطوم للعنف المفرط من جانب قوات الأمن السوداني. وكشفت مصادر بالمعارضة السودانية لالأهرام عن تعرض عدد كبير من قيادات وكوادر المعارضة السودانية للاعتقال, حيث اقتحمت قوات الشرطة أمس الأول مقر حزب المؤتمر السوداني واعتقلت الأمين السياسي للحزب مستور أحمد وثمانية آخرين من أعضائه, إضافة إلي اعتقال القياديين بحزب البعث السوداني ساطع الحاج ومحمد ضياء الدين, واقتحام دار الحزب الوطني الاتحادي ومصادرة صحيفة ألوان المعارضة. وأضاف ناشطون بالمعارضة أن المتظاهرين تعرضوا للضرب المبرح وتكسير العظام والرصاص المطاطي ما أدي إلي سقوط عدد كبير من المصابين الذين تم نقلهم للمستشفيات بالخرطوم ومستشفي حوادث أم درمان. ومن جانبها, أعلنت الاذاعة الرسمية السودانية ان قوات الأمن ظلت تلقي قنابل الغاز المسيل للدموع طوال الليلة قبل الماضية علي عشرات المتظاهرين الذين شنوا هجوما علي مجموعة من رجال الشرطة في الخرطوم. وأهاب اللواء محمد أحمد علي مدير دائرة الجنايات بشرطة ولاية الخرطوم بالمواطنين عدم الالتفات للشائعات التي تؤدي لزعزعة الامن وتعريض الممتلكات للخطر. وأشار في بيان صحفي الي أن شرطة الولاية احتوت يوم الجمعة تظاهرات محدودة في بعض مناطق الولاية, وأن عددا من المواطنين لا يتجاوز عددهم150 فردا قاموا بالاعتداء علي قوة الشرطة المكلفة بالتأمين واتلفوا احدي المركبات الشرطية مما اضطر الشرطة لاستخدام الغاز المسيل للدموع لتفريقهم دون حدوث أي إصابات وسط المواطنين أو الشرطة. وفي سياق مقابل, أدان مبارك الفاضل المهدي القيادي البارز بحزب الأمة بشدة العنف المفرط وغير المبرر من جانب أجهزة الأمن السودانية في مواجهة المتظاهرين العزل بالعاصمة ومختلف الولايات احتجاجا علي تردي الأوضاع المعيشية واستشراء الفساد بين منسوبي النظام وفشله في إيجاد مخرج لأزمات البلاد بفعل سياساته العرجاء. كما ندد بضرب المصلين بمسجد الإمام عبد الرحمن بود نوباوي بالغاز المسيل للدموع واستعمال الرصاص المطاطي في تفريق المظاهرات داعيا نظام الخرطوم للاحتكام لصوت العقل وتسليم السلطة للشعب سلميا للحفاظ علي البلد من التمزق. ومن جانبها, دعت الجبهة الوطنية العريضة القوي المدنية والمسلحة إلي التوحد لإسقاط النظام والاتفاق علي البديل الديمقراطي, ودعا ما يسمي تنظيم الضباط الوطنيين القوات النظامية للانحياز للشعب في مواجهة جلاديه. ومن جانبها, قالت حركة التغيير الآن إن المقاومة مستمرة وستنتصر وأن الهبة الشعبية لجماهير الشعب السوداني في نواحي العاصمة السودانية لهي أكبر تعبيرا عن الرفض الشعبي الواسع لسياسات الحكومة. وعلي الصعيد الدولي, دعت منظمة العفو الدولية السلطات السودانية إلي إنهاء حملتها الوحشية ضد الاحتجاجات ووقف مضايقة الصحفيين المتابعين لها.