عواصم عربية وكالات الأنباء: فيما تزداد سخونة الحلقات الأخيرة من مسلسل الانتخابات الرئاسية في مصر, يتابع العالم العربي التطورات علي المشهد السياسي في مصر عن كثب, واحتلت أخبار جولة الإعادة في الانتخابات المصرية مكانة بارزة في كتابات الصحف العربية الصادرة صباح أمس وربطت بينها وبين التطورات في المنطقة بصفة عامة وتأثير الأحداث في مصر علي قضايا الوضع الراهن. ورصدت الصحف العربية الأجواء التي يعيشها المصريون في إنتظار إعلان نتيجة جولة الإعادة في الانتخابات الرئاسية بين مرشح جماعة الاخوان المسلمين محمد مرسي والمرشح المستقل الفريق أحمد شفيق. وأجمعت هذه الصحف علي أن مصر بكل مكوناتها السياسية والعسكرية والمدنية أمام تحد مصيري بسبب التجاذبات السياسية التي أفرزها الخلاف علي نتائج الانتخابات الرئاسية, مؤكدة أن المخرج من المأزق الراهن يتطلب إدراكا عميقا من كل الأطراف بحساسية ودقة المرحلة. ففي دولة الإمارات العربية المتحدة, قالت صحيفة( البيان) إن دوران الزمن يتوقف قليلا ليكتب صفحة جديدة في تاريخ مصر السياسي.. وبغض النظر عن هوية الرئيس القادم سواء أكان مرسي أم شفيق فعلي الجميع احترام رغبة الشعب وصناديق الأقتراع, كما علي الطرف الخاسر تهنئة الفائز ودخول عصر جديد من الديمقراطية والاستقرار السياسي الذي افتقدته البلاد هونا. وأضافت الصحيفة قد لا تكون هناك حاجة للتذكير أن المرحلة المقبلة مرحلة بناء وعمل تتطلب تكاتف جهود كل المصريين علي اختلاف مشاربهم السياسية للوقوف في خندق واحد مع الرئيس الجديد التي تنتظره مهام جسام قطعا لا يستطيع الوفاء بها وحده, كما علي المصريين جميعهم الالتفاف حول القيادة الجديدة حتي تستطيع مع القوي السياسية العبور بهم إلي بر الأمان المنشود. من جانبها,أكدت صحيفة الدستور الأردنية أن ما يحدث في مصر يؤثر بشكل مباشر علي جميع الدول العربية نظرا لدور مصر القيادي التاريخي ومواردها البشرية والاقتصادية الهائلة, مشيرة إلي أن العالم العربي يحتاج في هذه المرحلة لدولة مصرية مستقرة وثابتة ذات توجه واضح نحو المستقبل وعلاقات إيجابية مع جميع الدول العربية والمجتمع الدولي وذلك لاستعادة دورها في التخطيط لمستقبل مزدهر للعالم العربي ومواجهة التدخلات الخارجية بخاصة من القوي الإقليمية الصاعدة. وقالت الصحيفة في الافتتاحية إنه في الأيام القليلة المقبلة ستظهر النتائج الرسمية لانتخابات الرئاسة المصرية وربما لن ترضي عنها الجهة التي لم يحالفها الحظ, ولكن الوقت الآن هو للتعاون والتوافق لبناء مصر جديدة تتجاوز جميع المشاكل التي عانت منها خلال السنوات السابقة والتحول من خطاب الثورة إلي خطاب بناء المستقبل ببنية اقتصادية قوية ودور سياسي مهم. وأضافت الصحيفة أنه من مصلحة مصر وكل العالم العربي وجود رئيس يمتلك شرعية تامة ويكون رئيسا لجميع المصريين وليس فقط لقاعدته الانتخابية وأن تكون لديه القدرة علي استعادة دور مصر الإقليمي والدولي بطريقة إيجابية تجعل من مصر لاعبا رئيسيا في جميع المبادرات الإقليمية والدولية المتعلقة بالتطورات المتسارعة في المنطقة. وفي دولة قطر, دعت صحيفة( الراية) المصريين إلي ضبط النفس والقبول بالنتائج التي ستعلنها لجنة الانتخابات مهما كان الفائز.. مشيرة إلي أن الفائز الحقيقي ليس مرشح الإخوان محمد مرسي أو المرشح المستقل أحمد شفيق وإنما هو الشعب الذي اختار من يحكمه بحرية تامة وإرادة نزيهة وأن من المهم احترام خيار الشعب. ورأت الصحيفة أنه ليس من المقبول اللجوء إلي التهديدات بإثارة الشارع والخروج عن القانون خاصة أن مصر تمر بظروف حساسة ودقيقة تتطلب التكاتف والاستشعار بالمسئولية الجماعية من الأحزاب والحكومة بمجلسيها العسكري والمدني والشعب لإخراج البلاد من عنق الزجاجة. وأكدت أن الأمر بيد المصريين أنفسهم وليس هناك خيار آخر أمامهم إلا الحوار الوطني المعمق والمسئول بمشاركة عسكريين ومدنيين وسياسيين من مختلف الأحزاب والشخصيات المستقلة يضع النقاط فوق الحروف حول جميع الملفات الخلافية ويقرر الثوابت الوطنية التي تحكم المرحلة المقبلة. وبدورها, أكدت صحيفة( الشرق) أن الخروج من نفق الخلافات والتجاذبات السياسية حول نتائج الإنتخابات يتطلب من كل المصريين تغليب ضبط النفس احتراما للحالة الثورية التي تسود البلاد واحترام مباديء الشرعية تحسبا لمخاطر الخروج عليها مع أهمية احترام خيار الشعب. ورأت أن الاحتقان السياسي الذي يسود البلاد وسط استمرار التجاذبات بين الأطراف الرئيسية علي الساحة هو ما دفع المؤسسة العسكرية إلي أن تعد بمثل هذا الحزم إزاء أي تحركات تنتظر الحسم ويمكن أن تضر البلاد مع تأكيد سيادة القانون وحماية الحقوق والحريات واحترامها تعبيرا عن مدي العمق الحضاري لشعب مصر.