ضجت القاعة بالتصفيق الحار عندما وجه الرئيس السيسي تحية الي رجال الرقابة الادارية علي جهودهم في مكافحة الفساد ، فمكافحة الفساد لا تقل أهمية عن مكافحة الارهاب ، خاصة وأن تحية الرئيس تأتي عقب ضبط أكبر شبكة دولية للاتجار بالاعضاء البشرية ، وهي القضية التي صدمت الرأي العام وكشفت أن تجارة الاعضاء البشرية رائجة ، ضحاياها بسطاء وفقراء لم يجدوا لديهم ما يبيعونه سوي أجزاء من أجسادهم بسبب الفقر والعوز،.. والحقيقة أن شفافية الرئيس تجعله يعتبر أن « المجاملة « فساد رغم أننا شعب يهوي المجاملات التي قد ترقي الي مستوي الجرائم ، كما يعتبر عدم أداء العمل كما يجب فسادا ، والواقع يقول أننا لانعمل ونلجأ « للفهلوة والتزويغ « والنوم علي المكاتب وحل الكلمات المتقاطعة وأعمال « التريكو» ، كما يعتبر الرئيس أن المحسوبية في شغل الوظائف فساد ، رغم أن هناك الكثير من مسئولي المستويات الوسيطة والعليا لا يعملون بعيدا عن « الشلة « سواء كانت من الاقارب والاصدقاء أو أهل الثقة ، بينما يقسم الرئيس أنه لم يحاب أحدا حتي أولاده في « شغلهم» ، ولكن الفساد في بلدنا أصبح ثقافة حياة وسلوكا يوميا معتادا من صغار الموظفين ، بينما هو « خبطة « العمر ولهث وراء الثراء لكبار المسئولين ، والحل كما قال الرئيس أن يقتنع الجميع بأن « كلنا زي بعض كل واحد يأخذ حقه بس ، وهذه معضلة شاقة أشبه بالمستحيلة ، ..ناهيك عن الفساد المالي المتمثل في الرشاوي والتربح من الوظائف العامة وبيع الدعم والخدمات المجانية للمواطنين، وهي ظاهرة منتشرة في جهاز الدولة الاداري ، فبينما كان الرئيس يحيي رجال الرقابة الادارية خلال كلمته بمناسبة « المولد النبوي « كشفت الهيئة عن ثلاث قضايا مهمة في نفس اليوم وهي « ضبط العضو المنتدب لشركة « ايجوث « للفنادق متلبسا بتقاضي مليون جنيه رشوة ، كما ضبطت وكيل مصلحة خبراء وزارة العدل لتقاضيه « 350 ألف جنيه رشوة ، وأيضا ضبطت أمين سر بمحكمة قنا لاختلاسه أوراق ومستندات « 600 قضية « وتسليمها لاصحابها المتهمين نظير رشاوي كبيرة منهم ، فتحية لهؤلاء الرجال علي جهودهم في مكافحة الفساد ، والذي أعتقد أنه سوف يستشري في قادم الايام مع ارتفاع التضخم وجنون الاسعار وهذا يحتاج الي أضعاف ما تقوم به الرقابة الادارية ، للحد من سرطان ينتشر في جسد المجتمع بلا هوادة ..؛ [email protected] لمزيد من مقالات مريد صبحى