دعا الرئيس الأمريكى المنتخب دونالد ترامب الشعب الأمريكى إلى الاتحاد بعد الحملة الانتخابية التى وصفها بأنها «طويلة وخلفت كدمات»، وذلك فى رسالة عبر الفيديو تم بثها ليلة عيد الشكر. وقال ترامب فى كلمة ألقاها من داخل منتجع الجولف الذى يمتلكه فى ولاية فلوريدا «أصلى كى نبدأ فى عيد الشكر هذا بمعالجة انقساماتنا والمضى قدما كبلد واحد، قوى بمشروع مشترك وبإرادة مشتركة حقيقية». وأضاف «لقد أنهينا لتونا حملة سياسية كانت طويلة وخلفت كدمات .. المشاعر لا تزال متأججة والتوترات لا تهدأ بين ليلة وضحاها». وأشار إلى أن تداعيات الحملة الانتخابية «لا تذهب بسرعة للأسف، ولكن أمامنا اليوم الفرصة لأن نصنع التاريخ سويا لإحداث تغيير حقيقى فى واشنطن وتحقيق أمن حقيقى لمدننا وازدهار حقيقى لمجتمعاتنا، بما فى ذلك الأحياء الفقيرة». يأتى ذلك فى الوقت الذى أعلن فيه ترامب عن مسعى حقيقى لمصالحة الأقليات بعد تصريحاته ضدهم فى حملته الانتخابية، وذلك من خلال ترشيح نيكى هيلى - الأمريكية من أصل هندى - حاكمة ولاية كارولاينا الجنوبية لتولى منصب سفيرة واشنطن لدى الأممالمتحدة، وهى التى قادت جهود المصالحة فى ولايتها فى مواجهة أسوأ مجزرة تشهدها كنيسة للأمريكيين من أصول أفريقية. وأكدت وكالة «أسوشيتدبرس» الأمريكية أن هيلى هى أول سيدة من الأقليات يرشحها ترامب فى إدارته الجديدة. وأوضح ترامب أن «هيلى تمتلك سجلا حافلا فى جمع شمل الناس بصرف النظر عن الانتماء الحزبى من أجل دفع السياسات المهمة للأمام لصالح ولايتها وبلدنا». ووقع اختيار ترامب أيضا على الجمهورية الثرية بيستى دى فوس لإدارة وزارة التعليم، والثانية بتسى ديفوس وزيرة للتربية. ومن المقرر أن يعلن ترامب أيضا خلال الساعات القليلة المقبلة اختيار الأسود بن كارسون منافسه السابق خلال الانتخابات التمهيدية للحزب الجمهوري، وزيرا للإسكان. ومن ناحيتها، كشفت وكالة «أسوشييتدبرس» الأمريكية للأنباء عن أن منتجع ترامب للجولف تحول إلى مزار للجنرالات السابقين المرشحين لتولى مناصب محتملة فى إدارة الرئيس المنتخب المرتقبة. وأوضح التقرير أنه بالرغم من أنه كان متوقعا أن تلجأ الإدارة الجديدة إلى جنرال سابق لقيادة جهاز المخابرات الأمريكية «سى آى إيه»، فإن ترامب على ما يبدو لجأ إلى العسكريين السابقين بشكل علنى وبأعداد ضخمة، مما يثير التساؤلات حول التوازن بين الاستشارات العسكرية والمدنية فى بيت أبيض يتزعمه قائد أعلى للقوات المسلحة ليست لديه أى خبرة فى السياسات الدفاعية أو الخارجية، على حد تعبير الوكالة الأمريكية. وحذر التقرير من أن هذا الميل الواضح نحو تعيين عسكريين، من شأنه أن يؤثر على الأماكن المتاحة للمستشارين المدنيين فى الحكومة الجديدة. يأتى ذلك فى الوقت الذى تم فيه الكشف عن معلومات تفيد بحصول المرشحة الديمقراطية المهزومة هيلارى كلينتون على مليونى صوت أكثر من ترامب الذى فاز بفضل أصوات كبار الناخبين. لكن هذا التقدم بفارق 1،5٪ للمرشحة الديمقراطية لا يغير شيئا فى نتيجة الانتخابات، حسب ما اوضح خبراء «كوك بوليتيكال ريبورت». وحصل ترامب على أصوات 290 من أصوات المجمع الانتخابى مقابل 232 لكلينتون التى أقرت بهزيمتها، ويفترض أن يحصل المرشح الفائز على أصوات 270 من كبار الناخبين من أصل 538 للوصول إلى البيت الأبيض.