ضربت " سماح أنور " نموذجا رائعا لما ينبغي أن تكون عليه فنانة تتعرض لأسوأ أزمة نفسية بعد أن تم حذف دورها بأكمله , ومع ذلك تقبلت الأمر بصدر رحب وبضبط نفس وقدر كبير من الحكمة والعقلانية! بل وقالت بالحرف الواحد إذا كان حذف دوري يأتي في مصلحة الفيلم فأنني أرحب بذلك وأتمنى له أن ينجح ويكسر الدنيا ! والحكاية بدأت أثناء عرض " يوم للستات " وهو فيلم الافتتاح لمهرجان القاهرة السينمائي الدولي الذي ينعقد حاليا في دورته ال 38 , ويعد الفيلم من نوعية البطولة الجماعية النسائية كما هو واضح من أسمه , ويشارك فيه كل من الهام شاهين وهي بالمناسبة منتجته أيضا , وكذلك نيلي كريم وهالة صدقي ومحمود حميدة وفاروق الفيشاوي وإياد نصار وغيرهم . وكان من المفترض أن تكون " سماح " ضمن هؤلاء الأبطال ولكن يبدو أن المفروض شيء والواقع شيئا أخر مختلف تماما , حيث فوجئ جميع الحاضرين في العرض أنها غير موجودة علي الإطلاق في أحداث الفيلم ! هذا علي رغم أنها قامت بتصوير دورها كاملا منذ فترة وقد تم الإعلان عنه بالفعل من أسرة صناع الفيلم أنفسهم . ويبدو أنه وكما قالت " أنور " تعليقا علي ما حدث معها بأن هناك تعمد واضح لتجاهلها وعلي مرتين , وكانت الأولي في حذف دورها , وثانيا لأنه لم يهتم أحد بإبلاغها بذلك الأمر سواء من مخرجة الفيلم " كاملة أبو ذكري " أو منتجته الهام شاهين ! أما الذي أحزنها بحق وكما أكدت في تصريحاتها بأنها قامت بمجهود كبير في الدور , إذ ظلت تصور فيه لمدة 3 سنوات قدمت فيهم تضحيات كبيرة منها " حلاقة شعرها زيرو " مما جعلها لا تخرج من بيتها إلا مرات قليلة ومتخفية , وكل ذلك من أجل دور لا يتعدي أكثر من 12 مشهدا , ولكن كانت التوقعات تشير إلي ما سيحدثه من تأثير إيجابي كبير عليها وعلي الفيلم ! لذلك كان طبيعي بعد هذا الموقف الغريب والدخيل علينا وعلي الفن عموما أن يتعاطف الكثيرون مع " سماح " ويشاركونها أحزانها . خاصة وأنه لا يوجد عذر قهري أو مبرر منطقي ل " أبو ذكري " لاتخاذ مثل هذا الموقف ! وقد نتفهم رؤيتها كمخرجة كبيرة ومتميزة بأن هناك مشاهد تجاوزت الوقت الأصلي للفيلم ! ولكن الغير مفهوم ولا مقبول أن يكون هذا سببا قويا يضطرها لحذف دور كامل لنجمة بحجم سماح لها رصيد كبير في البطولات الفردية قبل الجماعية ومنهم مثلا بيت القاصرات ! وبالتالي ومن وجهة نظري المتواضعة كان الأولي بها أن تحذف بعض المشاهد من جميع الأبطال المشاركين حتى تحافظ علي دور فنانة تعبت واجتهدت من أجل دور ثم وبدلا من فرحتها بخروجه للنور تجده تبخر في الهواء وكأنه لم يكن من أصله ! وبالتالي فإذا كان هناك خاسرا في تلك الواقعة فلن تكون سماح , هي قد تكون خسرت دورا , ولكنها كسبت احترام الجميع عندما تقبلت الأمر ولم لم تصعد ولم تهدد ولم تتوعد , رغم أنها كانت تملك الدفاع عن حقها بكل الوسائل بعد أن تم اغتيالها معنويا . [email protected] لمزيد من مقالات علا السعدنى;