وسط توتر العلاقات بين أنقرةوبروكسل في الأسابيع الأخيرة بعد اعتقال عدد من الصحفيين والمعارضين السياسيين الأتراك، ألقت السلطات التركية القبض علي صحفي فرنسي خلال إعداده تقريرا في محافظة غازي عنتاب جنوب شرق البلاد. وأوضحت إيزابيل روبرتس رئيسة موقع «لي جور» الإليكتروني أن الصحفي أوليفييه برتران تم «اعتقاله بلا سبب»، مضيفة أن إدارة التحرير لم تتلق أنباء عنه حتي الآن. وأكدت روبرتس أنه «تم أيضا اعتقال مصور تركي رافق الصحفي الفرنسي، إلا أنه أفرج عنه بعد بضع ساعات»، مشيرة «نطالب بالافراج الفوري عن برتران .. نحن قلقون جدا، وننتظر أخبارا عنه». ومن جانبه، قال آرول أوندروغلو ممثل «منظمة مراسلون بلا حدود» في تركيا إن «اعتقال برتران قد يستمر أياما عدة في انتظار قرار محافظ غازي عنتاب». وأضاف أنه تمكن من الاتصال بالصحفي الفرنسي، موضحا أنه «كان في سيارة للشرطة تقله إلي المستشفي لإجراء فحص طبي» كما هي العادة قبل احتجازه. في السياق نفسه، ذكرت السفارة الفرنسية في أنقرة أنها علي اتصال مع الصحفي والسلطات التركية من أجل الإفراج عنه». من جهته، كتب كريستوف دولوار الأمين العام لمنظمة «مراسلون بلا حدود» علي تويتر إن «الاعتقال غير القانوني لزميلنا الفرنسي أوليفييه برتران هو ترهيب واضح». ويأتي القبض علي برتران بعد يوم واحد فقط من القبض أيضا علي أكين آتالاي رئيس مجلس إدارة صحيفة «جمهوريت» التركية المعارضة، إلي جانب عدد من الصحفيين العاملين فيها. في سياق متصل، ذكرت صحيفة «جمهوريت» أن وزارة الداخلية أغلقت 370 جمعية ومنظمة مجتمع مدني وأوقفت أنشطتها بدعوي علاقتها بمنظمات إرهابية مثل جماعة فتح الله جولن وحزب العمال الكردستاني وداعش وجبهة التحرير الشعبية الثورية المحظورة. علي صعيد آخر، أشارت صحيفة «صباح» إلي أن رئيس الوزراء بن علي يلدرم اتهم زعيم حزب الشعب الجمهوري المعارض كمال كيلتش دار أوغلو بالتحريض وبدعم المنظمات الإرهابية خلال كلمة له في طرابزون بمنطقة البحر الأسود شمال البلاد، مشيرا إلي أن حزبه اتفق مع حزب الحركة القومية بشأن التعديلات المرتقبة بالدستور وإحلال النظام الرئاسي بدلا من البرلماني. جاء هذا في الوقت الذي ذكر فيه مسئول في الاتحاد الأوروبي أن مسألة تعليق محادثات عضوية تركيا في الاتحاد قد تثار خلال اجتماع وزراء خارجية الدول الأعضاء المقرر عقده في بروكسل غدا - الاثنين - 14 نوفمبر الجاري. ونقلت وكالة «رويترز» عن المسئول قوله إن «تعليق محادثات العضوية مع تركيا ليس مدرجا بشكل رسمي علي أجندة الاجتماع، إلا أن هناك أمورا مقلقة جدا تحدث في تركيا، وهو ما يستدعي طرح الأمر». واتهم تقرير صادر عن الاتحاد الأوروبي الأسبوع الماضي تركيا بالتراجع في طريقها نحو العضوية منذ محاولة الانقلاب التي وقعت في يوليو الماضي، والتي أعقبها اعتقالات أو إيقاف أو طرد من العمل لأكثر من 110 آلاف شخص من الجنود والقضاة والمعلمين والصحفيين بسبب شكوك حول تأييدهم للانقلاب.