عقدت جامعة حلوان مؤتمراً موسعاً حول التنمية المستدامة، ضم العديد من العلماء والباحثين المهتمين بدراسة وحماية التنوع الحيوى من مختلف الجامعات المصرية، وقد تناول محاور المؤتمر استعراض آليات التنوع الحيوى لدى كل من النباتات والكائنات الدقيقة والحيوانات والحشرات وكل النظم البيئية، بالإضافة إلى عرض مؤشرات تهديد التنوع الحيوى ودواعى الحفاظ عليه، والجهود الدولية والوطنية لحمايته، وكذلك دور التقنيات الحيوية الحديثة فى مكافحة تلوث البيئة، ودور المعشبات والحدائق النباتية فى حماية التنوع الحيوى. بدأ د.عبد الفتاح بدر أستاذ الوراثة والتصنيف الحيوى بجامعة حلوان ورئيس المؤتمر باستعراض أحدث التقارير لمنظمة الأغذية والزراعة بالأمم المتحدة والتى تشير إلى تزايد القلق الدولى جراء تآكل الموارد الوراثية للمحاصيل، مما يستلزم ضرورة تنسيق الجهود الدولية لحماية التنوع الحيوى بها، وأشار إلى أهمية الأخذ بالمبادرات الدولية من أجل حماية الموارد الوراثية النباتية للأغذية والزراعة فى العالم، كما نوه د.عبد الفتاح إلى أهمية الدور الذى تتبناه أكاديمية البحث العلمى والتكنولوجيا ووزارة شئون البيئة وغيرها من المؤسسات العلمية والجامعات فى حماية التنوع البيولوجى من خلال تنفيذ مشروعات قومية لحصر وتوثيق وحسن استغلال الموارد الوراثية المصرية، لاسيما طرحهم للعديد من الدراسات والأبحاث فى مجال التنوع الحيوى وتحديث قواعد البيانات الوطنية، وكذلك تطوير وسائل توثيق الموارد الوراثية المصرية بشكل إلكترونى، بما يضمن حماية حقوق امتلاك الأنواع النباتية والحيوانية والكائنات الدقيقة، وأشاد بالجهود الوطنية الحثيثة فى حماية المحميات الطبيعية والتى تعد جزءا مهما من التنوع الحيوى، إذ يبلغ عددها نحو 30 محمية طبيعية تمثل 15% من مساحة مصر. وقد أصدر المؤتمرعدة توصيات أهمها إدماج موضوعات التنوع الحيوى ضمن المناهج التعليمية لتعليم الطلاب بأهمية حماية التنوع الحيوى، الذى يعد كنز مصر من الثروات الطبيعية، بما يعود بالنفع لمصلحة الحاضر وأجيال المستقبل، بالإضافة إلى دعم الرحلات العلمية إلى أماكن نمو النباتات والحيوانات البرية وزيارة الحدائق النباتية فى مصر والخارج، وتشجيع حضور المؤتمرات وورش العمل عن التنوع الحيوى وزيادة مشاركة مصر فى المؤتمرات الدولية العديدة التى تناقش قضايا البيئة والتنوع البيولوجى وتنمية الثروات الطبيعية لتحقيق التنمية المستدامة.