فى ظل عمليات التهويد والاستيطان التى تقوم بها سلطات الاحتلال الإسرائيلى فى المسجد الأقصى والقدس الشريف جاء قرار اليونسكو باعتبار الأقصى تراثا إسلاميا خالصا وعدم وجود أى ارتباط دينى بين المسجد الأقصى فى مدينة القدس واليهود، معتبرةً إياه مكاناً مقدساً للمسلمين، وأن «الحرم القدسي»، هو من المقدسات الإسلامية الخالصة. فما آليات التحرك العربية والإسلامية للحفاظ على هوية الحرم القدسى الشريف؟ وهل تتبخر الآمال التى عقدها ملايين المسلمين حول العالم فى الحفاظ على هوية وعروبة القدس والمسجد الأقصي، أم أن القرار سيبقى حبيس الأدراج فى ظل صمت العالم الإسلامى وانشغاله بقضاياه وهمومه الداخلية؟! علماء الدين يطالبون الدول والحكومات العربية والإسلامية بسرعة التحرك على الساحة الدولية بعد صدور هذا القرار والاستفادة القصوى منه فى وقف عمليات التهويد والاعتداءات الإسرائيلية المتكررة على المسجد الأقصي. وطالبوا بتكثيف الزيارات الشعبية وشد الرحال الى المسجد الأقصى من مشارق الأرض ومغاربها إلى ثالث الحرمين الشريفين لأداء الصلاة ودعم المقدسيين. وطالب الدكتور شوقى علام، مفتى الجمهورية، بضرورة التحرك الإسلامى والعربى العاجل للاستفادة القصوى بقرار منظمة «اليونسكو» وتأكيد أحقية امتلاك المسلمين للقدس والمسجد الأقصى والدفاع عن قضية الأمة الإسلامية الأبدية وهى القدس الشريف وإقامة الدولة الفلسطينية وعاصمتها القدس . ودعا المفتى كل منظمات المجتمع الدولى وعلى رأسها الأممالمتحدة ومجلس الأمن وكذلك كل المنظمات والهيئات الإسلامية والعربية إلى العمل الجاد لحل القضية الفلسطينية وإنهاء عقود من الصراع بين الشعب الفلسطينى وقوات الاحتلال الإسرائيلى بما يحفظ عودة الحق لأصحابه وإقامة الدولة الفلسطينية وإنهاء مأساة ملايين الفلسطينيين من النساء والأطفال والشيوخ. من جانبه قال الدكتور محمد مختار جمعة، وزير الأوقاف، إن قرار اليونسكو هو إحقاق للحق ووضع للأمور فى نصابها الصحيح ونقطة أمل فى ظل تحديات كثيرة تمر بها المنطقة العربية انه وبعد هذا القرار المنصف يجب أن نعمل جاهدين وبكل قوة على دعم وحدة الصف العربى والإسلامي، فالقرار هو تأكيد أن المتطرفين لا يمكن أن يسودوا الصفحة البيضاء النقية للدين الإسلامى السمح وفى ساق متصل يرى الدكتور محمد نجيب عوضين، أستاذ الشريعة الإسلامية بكلية الحقوق بجامعة القاهرة، أن هذا القرار ثقافى ينقصه الجانب السياسى وان قرار هيئة اليونسكو باعتبار المسجد الأقصى من التراث الإسلامى الخالص وليس لأحد غير المسلمين اى حق فى الارتباط به من الناحية الدينية هو قرار مؤكد بما نادى به العالم والعرب والمسلمون بصفة خاصة فى ظل الاعتداءات الإسرائيلية المتكررة وزيادة الحفريات التى تقوم بها تحت المسجد بحجة وجود هيكل سليمان مما يعرض هذا البناء التراثى العظيم للانهيار وقيامهم بمنع المصلين من المسلمين من الصلاة الدائمة بالمسجد وقصر الصلاة على المسنين فقط مما يؤجج مبدأ التميز والعنصرية ومحاولة الاستئثار بهذا المسجد العظيم الذى كان المسلمون فى صدر الإسلام يتوجهون فى الصلاة إليه قبل أن يستقر الأمر إلى التوجه فى صلاتهم إلى الكعبة كما أن النبى صلى الله عليه وسلم جعله واحدا من أهم المساجد لدى المسلمين لقوله: ( لا تشد الرحال إلا إلى 3 مساجد المسجد الحرام ومسجدى هذا، والمسجد الأقصي)، ولا يوجد اى نوع من الحرج لدى المسلمين إذا وضع أمر هذا المسجد بأيديهم ان يقوم غير المسلمين بزيارته كأثر إسلامى وتاريخى كبير كما هو الحال فى المسجد الأزهر وما حوله من المساجد التراثية، إلا إن المشكلة بالرغم من الأثر الطيب الذى قررته وأثارت غضب اليهود بصدور هذا القرار تحتاج إلى دعم من الناحية السياسية لأن الحيازة الفعلية للقدس والسيطرة على المسجد الأقصى هى لسلطة الاحتلال، لذلك يجب العمل على إقصاء الاحتلال الإسرائيلى لمدينة القدس باعتبارها العاصمة لدولة فلسطين والتى تضم تراثهم الديني، وبإمكاننا أن نعتبر هذا القرار صحوة ويقظة من هذه المنظمة بلفت نظر العالم إلى حقيقة كان اليهود يشوهونها ويلفقون الأكاذيب نحوها وهى منظمة لها قيمتها الثقافية والفكرية العالمية فهى خطوة لا بأس به. من جانبه يرى الدكتور حامد أبو طالب، عميد كلية الشريعة والقانون الأسبق وعضو مجمع البحوث الإسلامية، أن القرار الصحيح الذى أصدرته اليونسكو يمثل اعترفا بأحقية المسلمين دون غيرهم فى الإشراف على هذه المناطق، ومن هنا أصبح واجبا على المسلمين إحياء هذه المناطق ومساعدتها ومساعدة أهلها لتحيا حياة كريمة، ومن هنا فإننى أؤيد الزيارات لبيت المقدس للتواصل مع الصامدين هناك من الفلسطينيين.