وجه مجلس الشوري في جلسته أمس انتقادات حادة لأجهزة الإعلام الفضائية بسبب ما وصفوه بأسفاف تقدمه هذه البرامج ينال من القيم الاخلاقية للمجتمع المصري تهدف الي تسطيح الشعب واشغاله عن قضاياه الأساسية. وهو مايمثل جرائم تخدش الحياء تتطلب تدخل النائب العام للتحقيق فيها, مطالبين الحكومة بوضع ضوابط صارمة لعمل تلك البرامج تعلي من قيم المجتمع وتحافظ علي حياء الأسر بعيدا عن أي أهداف ربحية أخري. جاء ذلك خلال جلسة المجلس برئاسة السيد صفوت الشريف والتي تقدم في بدايتها عدد من أعضاء المجلس بطلبات مناقشة حول مابثه برنامج مصر النهاردة الأربعاء الماضي والذي اعتبره النواب مساسا بالأسرة المصرية والاخلاق لإحداث فوضي وانحراف داخل المجتمع, مصرين علي مناقشة الموضوع خلال جلسة الأمس دون انتظار لعقد جلسات داخل لجنة الثقافة باعتبار ماحدث لا يحتمل أي تأخير وينال من القيم العليا للمجتمع من خلال برامج هايفة تطلب تدخلا سريعا ووقفة حاسمة من مجلس الشوري, وأمام اصرار النواب وافق الشريف علي عرض طلبات المناقشة وارجاء المناقشات حول الموضوع لحين دعوة وزير الاعلام ليوضح الاجراءات التي اتخذها لاعادة تصحيح مسار أجهزة الاعلام والتي حادت عن مسارها الصحيح بسبب الهرولة وراء مكاسب اعلانية. وأكد صفوت الشريف أن هذا الأمر لا يقبله أحد ويخالف ميثاق الشرف الاعلامي, مشيرا الي ان هذا الميثاق يمكن تغييره من خلال لجنة عليا لتوائم بين الميثاق والقفزات الديمقراطية الكبيرة التي تشهدها الحياة بمصر, وأوضح الشريف أن هذا السباق المحموم بين البرامج الفضائية يجب ان يتوقف, ولابد للميثاق الجديد أن يحدد ماهية البرامج التي يسمح ببثها داخليا وتلك التي يمكن بثها خارجيا أو تلك التي يجب ألا تذاع من الأصل. مؤكدا أن رسالة الاعلام واضحة لا يمكن النيل منها بسبب أي مكاسب مادية أو اعلامية. وأوضح الشريف انه يرفض التعميم علي جميع البرامج, مشيرا الي ان هناك برامج ايجابية وأخري سلبية وما حدث ببرنامج مصر النهاردة أثار حفيظة المجتمع إلا أنه لا يجب تعميمه. وأكد الشريف ان لجنة التقييم الاعلامي برئاسة الدكتور فاروق أبوزيد والتي أحال وزير الاعلام البرنامج لها ستصدر قرارات حاسمة لا يمكن ان توضع داخل الثلاجة والجميع عهد في أبوزيد انه رجل أمين وحيادي وجرئ, وأضاف أن قيم المجتمع ثابتة لا تتغير, مشيرا الي انه لا يمكن الحجر علي أي رأي أو التخلف عن معطيات العصر, وقد أحال الشريف طلبات المناقشة للجنة الثقافة لدعوة وزير الاعلام لمناقشته حول الواقعة. ومن جانبه, أكد الدكتور مفيد شهاب وزير الدولة للشئون القانونية والبرلمانية ان ماحدث في برنامج مصر النهاردة غير لائق ولا يرتقي الي اسلوب الحوار الاعلامي لافتا الي ان الحكومة ترفض ماجري في هذا البرنامج. وأشار شهاب الي ان هناك لجنة للتحقيق من الاعلاميين والشخصيات العامة وخبراء الاعلام في الواقعة ومحاسبة المسئولين, وتعد حاليا تقريرا لعرضه علي مجلس الوزراء, مشيرا الي ان لجنة التقييم الاعلامي ترسل بانتظام التقارير بالاداء الاعلامي المرئي الحكومي والخاص والقنوات الفضائية تعرض علي مجلس الوزراء والمجلس يتابع أولا بأول التقارير. وخلال عرض طلب المناقشة قال الدكتور شوقي السيد أن ماحدث يمثل تجاوزا يجب مواجهته خاصة وأن مثل هذه البرامج تخدش الحياء العام وتسهم في زعزعة الأمن والستقرار في البلاد. وقال النائب أحمد الضبع ان ماحدث في برنامج مصر النهاردة والذي استغرق ساعتين مع المتنازعين هو اسفاف وسقطة اعلامية لتعرض المشاهدين الي مشاهدة الفاظ غير مسئولة واستعراض الفضائح بين الطرفين. وتساءل لماذا يعرض التليفزيون المصري للدولة مثل هذه الخلافات والمنازعات غير المسئولة هل من أجل السبق الإعلامي أم من أجل الربح والمال. وقال النائب ناجي الشهابي ممثل حزب الجيل الديمقراطي إنه آن الأوان لاحالة البرنامج الي لجنة القيم الاعلامية وعمل تقرير عن البرنامج وعما يدور في القنوات الفضائية, وحذر النائب من هذه البرامج التي تؤدي البلاد الي زعزعة وأمن واستقرار البلاد فضلا عن تغيير الهوية والحضارة والثقافة المصرية. * ويواصل المجلس جلساته صباح اليوم. الموافقة علي اتفاقية مع الإكوادور وافق مجلس الشوري في جلساته المسائية برئاسة السيد صفوت الشريف علي قرار رئيس الجمهورية رقم39 لسنة2010 بشأن الموافقة علي الاتفاق الموقع في القاهرة بين حكومتي مصر والاكوادور حول حماية واستعادة الممتلكات الثقافية المسروقة والمنقولة بشكل غير مشروع. وأكد السيد صفوت الشريف أن عهد الرئيس مبارك هو اذهي عصور الديمقراطية وفيه شهدت البلاد علامات بارزة في تاريخها من بينها استرجاع الكثير من الاثار المسروقة والمهربة للخارج. ومن جانبه أكد فاروق حسني وزير الثقافة ان هذه الاتفاقية من الآليات الجديدة لحماية الاثار واستعادة المهرب منها, وأشار الي نجاح الجهود المصرية في استعادة17 ألف قطعة أثرية من إسرائيل و35 ألف قطعة من بريطانيا, ويجري العمل علي استعادة قطع أخري من العديد من الدول.