حالة من الخوف تنتاب الأوساط الرياضية بل والسياسية فى إسرائيل بعدما أصبحت فرق كرة القدم هناك مهددة بالشطب من جانب الاتحاد الدولى لكرة القدم «الفيفا». فقد كشفت صحيفة «هاآرتس» الإسرائيلية أن وزارة الخارجية الإسرائيلية، تتخوف من إقدام الفيفا خلال جلستها التى ستقام غدا على مطالبة إسرائيل بوقف نشاط الأندية الكروية التابعة للمستوطنات، وإدراج الموضوع على جدول أعمال المؤتمر السنوى للاتحاد فى مايو 2017. ونقلت الصحيفة عن بعض المسئولين أن الحكومة الإسرائيلية تبذل جهودا لإحباط هذا التحرك وإفشاله، عبر سلسلة من الاتصالات الدبلوماسية المكثفة مع عدد من الدول.ونقلت الصحيفة عن مسئول إسرائيلى رفيع المستوى قوله إن المعلومات المتوافرة لإسرائيل تشير إلى أنه من المقرر أن يطرح خلال اجتماع الفيفا المقبل تقرير أعدته اللجنة الخاصة بشئون إسرائيل- فلسطين والتى يرأسها وزير سابق من حكومة جنوب أفريقيا، هو توكويو سكسوالا، حيث تخشى إسرائيل من إقدامه على عرض التوصيات بشأن فرق كرة القدم الإسرائيلية التابعة للمستوطنات . وكان رئيس اتحاد كرة القدم الفلسطينى جبريل الرجوب قد عثر على بند فى لائحة عمل «الفيفا» ينص على أنه لا يجوز لدولة ما تشكيل فرق رياضية فى أراض محتلة، وإشراكها فى اتحادها الوطنى لكرة القدم دون موافقة الطرف الواقع تحت الاحتلال. وقد تبين أنه توجد فى المستوطنات الإسرائيلية فى الأراضى المحتلة ستة فرق كرة قدم تشارك فى مباريات الاتحاد الإسرائيلى لكرة القدم وتدخل ضمن الفئة التى يتحدث عنها البند المذكور، ويطالب الفلسطينيون بتطبيق هذا البند على هذه الفرق الإسرائيلية التابعة لمستوطنات معاليه أدوميم، أريئيل، كريات أربع، جفعات زئيف بقعت هايردين وأورانيت، وفى حالة رفض إسرائيل ذلك فينبغى طرد الاتحاد الإسرائيلى لكرة القدم من الفيفا. وكانت وزارة الرياضة الإسرائيلية قد وجهت رسالة لسكسوالا دعته فيها لعقد اجتماعات ولقاءات فى إسرائيل، قبل عرض توصيات اللجنة أمام مجلس الفيفا غدا. وتأمل إسرائيل أن تتمكن خلال زيارة كهذه، إذا ما تمت التأثير على مواقف سكسوالا، بغية تخفيف لهجة التوصيات. وكان الفلسطينيون حاولوا خلال مؤتمر الفيفا السابق فى عام 2015 تقديم مشروع قرار بإخراج إسرائيل من الفيفا، ولكن تم فى النهاية، وبفعل اتصالات دبلوماسية مكثفة قامت بها حكومة إسرائيل التوصل إلى تسوية تم بموجبها تشكيل اللجنة التى يترأسها سكسوالا، وتكليفها بمعالجة عدة قضايا منها رفع القيود الإسرائيلية على تحركات وحرية حركة اللاعبين الفلسطينيين فى قطاع غزة والضفة الغربية. ومما يزيد الأمر تعقيدا للجانب الإسرائيلى هو انضمام عدد من منظمات المجتمع المدنى والسياسيين الأوروبيين لهذه الحملة. فقد أرسل العشرات من أعضاء البرلمان الأوروبى أخيرا رسالة لرئيس الفيفا، طالبوه فيها بالعمل على إبعاد فرق المستوطنات من الدورى الإسرائيلى. ونشرت منظمة هيومان رايتس ووتش هى الأخرى أخيرا تقريرا أكد أن نشاط الفرق الرياضية للمستوطنات فى الاتحاد الإسرائيلى لكرة القدم يشكل خرقا لقوانين الفيفا ويتعارض والتزام «الفيفا» فى موضوع حقوق الإنسان. وترى التقديرات الإسرائيلية أن نشاط منظمات المجتمع المدني، ونشاط رجال السياسة الأوروبيين تم بالتنسيق مع العقيد جبريل الرجوب. وكان الرجوب قد أجرى أخيرا محادثات مع مسئولى الفيفا و التقى بحسب المعلومات المتوافرة لدى إسرائيل مع السكرتيرة العامة الجديدة للمنظمة فاطمة سمورة التى تعتبر ثانى أهم شخصية فى «الفيفا». حيث طالب الرجوب السكرتيرة العامة للاتحاد الدولى لكرة القدم بأن تعطى إسرائيل «كارتا أحمر» خلال جلسة المجلس العام للاتحاد غدا بسبب نشاط فرق المستوطنات ضمن الاتحاد الإسرائيلى لكرة القدم. وبحسب المعلومات التى وصلت إسرائيل فقط ساندت سمورة موقف الرجوب وقالت له إنه سيكون على الفيفا فى مرحلة ما أن تتخذ قرارا حاسما وقاطعا على ضوء الوضع المتواصل من انتهاك قوانين الفيفا . وفى المقابل طالبت وزارة الخارجية الإسرائيلية السفراء فى الدول الأعضاء فى مجلس الفيفا بالعمل على اقناع ممثلى هذه الدول فى الفيفا بمعارضة أى تحرك وأى مشروع قرار ضد الفرق الإسرائيلية خلال الاجتماع بحجة أنه لا يجوز الخلط بين السياسة والرياضة، وعليه فإن مناقشة ملف الفرق الرياضية فى المستوطنات مرفوض أصلا، وأن وظيفة الرياضة هى تخفيف التوتر وأن تكون أداة لتحقيق السلام.. ووزارة الخارجية الإسرائيلية من جانبها قالت انه يجب التأكيد على أن الفرق الرياضية التابعة للمستوطنات غير موجودة فى مناطق تحت سيطرة الفلسطينيين، كما يقول الرجوب، وإنما فى المنطقة «سي» فى الضفة الغربية والخاضعة بحسب اتفاقيات أوسلو للسيطرة الإسرائيلية الكاملة.