كتبت:ملكة بدر أفكار محببة للتخلص من الغضب لدي من الغضب ما يكفي لأحرق مدينة وأغتال سكانها. كل بطريقة مختلفة وعلي حدة وبمتعة جذلة لا يشوبها ذنب. لدي من الغضب ما يجعلني أتمني الأذي للأطفال المزعجين, والعجائز والموتي الأحياء, والمحبطين المصممين علي التبشير برسالتهم. لدي من الغضب ما يكفي لأخلع بلاطات الأرصفة وأركل القطط في بطونها وأفجر البثور الموجودة في وجه جارتي وأكسر لمبات الأعمدة تلك التي لا تنير أبدا حين نحتاجها. لدي من الغضب ما يجعلني أستمتع باختراع وسائل جديدة وشاذة للقتل, أجرح طلاء السيارات بمفتاحي حتي تنز وتتوسل إنذاراتها لأتوقف, أبعثر كل الأوراق الموجودة علي مكتب المدير, أسكب قدح القهوة الساخن فوق رؤوس الزملاء, وأصوب حجارتي نحو الكاميرات المثبتة فوق رؤوسنا جميعا. لدي من الغضب ما يكفي لأن أشتم العالم بأقذع الألفاظ, وأخبر كل شخص بحقيقته, أقطع علاقتي برفيقي, وأمثل بجثث الأصدقاء علي أبواب عمارات وسط البلد الأثرية, وأنا أحتسي قهوتي أمام الدماء المتخثرة. لدي كل الغضب الذي يكفي لأدمر العالم, وكل الجبن كي لا أقتلني أولا. هذه القصيدة غير صالحة للاستخدام الآدمي فسدت لأني لم أضعها في ثلاجة الموتي ولم أزينها بشرائط وردية أو ألصق عليها ورودا وفراشات. قصيدتي لا تتكيف مع أحد, لا تهادن أو تربت بهدوء علي مشاعرك, لا تجعلك تبتسم, أو تصل بك لأي غاية فلسفية. ليست ورق تواليت, ولا نشافة زيت, لا تساعد المدمنين علي لف السجائر فوقها لأنها سوداء جدا, لن توصلك للحقيقة أو إلي أي مكان آخر. قصيدتي لا تصلح للحكي أو الاختزال, لا تصلح كجرافيتي علي أحد الجدران لأنها لن تقبل أن يتبول عليها أحد, أو يطمسها بقصيدة جديدة انظيفة مهذبةب... هذه قصيدة تجادلك حتي تفقد آخر أنفاسك وتضعك أمام نهاية ملتبسة لا تعرف بعدها أتصفق أم تملأ يدك بطماطم فاسدة وتلقيها في وجه صاحبتها..