من منا لا يعرفها.. إنها القناطر الخيرية، صاحبة التاريخ العريق، والجمال الفريد التى ارتبط بها المصريون، وشكلت جزءا عزيزا من ذكرياتهم، إذ تعتبر أشهر المتنزهات التى عرفوها، وتجولوا بين أشجارها الباسقة والنادرة، وشاهدوا على صفحة النيل بها تاريخا يروى وجمالا أخاذا، لولا أنها تعانى الآن من الإهمال، وقطع الأشجار. لم تكن القناطر «مناظر» فقط.. لكنها من أهم مشروعات التنمية المعاصرة فى مصر. فعندها يتفرع منها النيل ليحتضن الدلتا بين ذراعيه، وقد نظمت القناطر الري، وأضافت مساحات خضراء كبيرة إلى سلة الغذاء المصرية، وتميزت بمساحات كبيرة جدا من الحدائق والمنتزهات، بلغت نحو 500 فدان. الإهمال يضربها فى السنوات الماضية تدهورت القناطر تدهورا سريعا ففقدت جمالها بل أصبحت قبيحة، بسبب الإهمال، وسوء الإدارة، وطغيان الأنشطة العشوائية داخل نطاقها، كما يمكن اعتبارها ضحية محافظة القليوبية، ووزارة الري، وهيئة الآثار المصرية، جميعا. يقول المهندس هشام عبد الرسول، نائب مدير حدائق القناطر الخيرية، إنه منذ إسناد مسئولية «كبارى محمد على» إلى هيئة الآثار أصبحت الكبارى فى طى النسيان والإهمال الذى أدى إلى سوء حالتها، بل أصبحت مرتعا للباعة الجائلين والبلطجية وانتشار المخلفات. ويضيف أن المشاهد القبيحة تعكس تدمير بعض القطع من كبارى محمد على، وتكسير بعض شرفات الكوبرى المطلة على النيل، وكذلك تكسير أرضية الكوبري، المصنوعة من حجر البازلت. مشاهد مؤلمة وتحتفظ ذاكرة سكان منطقة القناطر بمشاهد مؤلمة للتدمير الذى شهدته. وأكد زكريا عبدالغنى (من سكان المنطقة، ويعمل مدرسا): أحد المحافظين قام بهدم الشاليهات المميزة للمنطقة، وأقام مركزا للمؤتمرات، ولا جدوى من هذا المركز، إذ لم يستفد منه أحد. ويضيف أنه تم تدمير نحو 15 شاليها أصبح مكانها مرتعا للحيوانات الضالة، وكذلك تم إعدام عدد كبير من الأشجار النادرة التى استجلبها »محمد على« من معظم دول العالم، وكانت شريان الحياة لساكنى القناطر الخيرية. أما المهندس ناجى ظريف، فيقول إنه من المحزن تدمير كبارى محمد على بدلا من استغلالها لتنشيط السياحة؛ لأنها تحفة هندسية ومعمارية، ويصعب تكرارها، فعلى الرغم من مرور الزمن لم يتكرر مثل هذا الصرح الفنى والمعمارى بالغ الدقة والجمال، لذلك لابد من إعادتها لما كانت عليه، وعلى الحكومة أن توليها الاهتمام المطلوب لتحقيق ذلك.