أعلن ميخائيل بوجدانوف نائب وزير الخارجية الروسى ومبعوث الرئيس الروسى إلى الشرق الأوسط وأفريقيا، أن اتفاق «الهدنة» المعلن بين روسياوالولاياتالمتحدةالأمريكية فى سوريا لم يتطرق إلى مصير الرئيس السورى بشار الأسد، مشيرا فى الوقت نفسه إلى أن موسكو ما زالت تنتظر من واشنطن الضغط على فصائل المعارضة المسلحة من أجل الالتزام بالاتفاق. وقال بوجدانوف فى تصريحات لوكالة أنباء «سبوتنيك» الروسية إن «الاتفاق الروسى الأمريكى الذى تم التوصل إليه فى جنيف لا يتضمن أى إشارة إلى مصير الرئيس الأسد أو العملية الانتقالية فى البلاد لأن ذلك مسألة سورية بحتة». وأضاف أن «مجموعة دعم سوريا قد تبنت وثائق مهمة بهذا الشأن بمشاركة الدول الدائمة العضوية فى مجلس الأمن الدولى وستافان دى ميستورا مبعوث الأممالمتحدة لحل الأزمة». وأكد بوجدانوف أن «موسكو لا تملك أى خطط سرية بشأن حل الأزمة فى سوريا، وقال «على خلاف تصريحات علنية لبعض المسئولين الغربيين والعرب حول وجود خطة (ب) لديهم، نؤكد باستمرار عدم وجود أى خطط سرية لدينا». وأوضح أن روسيا تجرى مباحثات مع الولاياتالمتحدةالأمريكية من أجل الإعلان عن كامل الاتفاقيات التى توصل إليها سيرجى لافروف وزير الخارجية الروسى ونظيره الأمريكى جون كيرى خلال مباحثاتهما، حيث «من غير الصحيح طلب الشركاء دعم ما لا يعرفونه». وأشار بوجدانوف إلى أن «الاتفاقيات التى توصل إليها لافروف ونظيره كيرى حول سوريا يجب أن تحفز بدء الحوار الشامل بين الحكومة والمعارضة السورية، وأن روسيا تنتظر من الولاياتالمتحدةالأمريكية التحدث بشكل جدى مع المعارضة السورية المسلحة، التى ترفض الانضمام الى نظام الهدنة». جاء هذا فى الوقت الذى أكد فيه سيرجى لافروف وزير الخارجية الروسى أن الأولوية الرئيسية فى الاتفاق بين روسياوالولاياتالمتحدة حول سوريا هى فصل المعارضة عن الإرهابيين. وأضاف لافروف أن» لدى موسكو مخاوف جادة من أن هناك أحدا ما فى واشنطن يحاول تجنيب من تعتبرهم روسيا الإرهابيين الضربات». وفى السياق نفسه، قال اللفتنانت جنرال فلاديمير سافتشينكو رئيس مركز»حميم» الروسى للمصالحة فى سوريا إن «الجيش السورى بدأ سحب قواته ومركباته على مراحل من طريق الكاستيلو، فيما لم تنسحب بعد قوات المعارضة من الطريق». وأضاف سافتشينكو أن «القوات الحكومية فعلت ذلك لضمان وصول إمدادات الإغاثة الإنسانية إلى شرق حلب». وعلى صعيد متصل، عقد الرئيس الأمريكى باراك أوباما اجتماعا مع مستشاريه للأمن القومي، ومن بينهم وزير الخارجية جون كيرى ووزير الدفاع آشتون كارتر، لبحث تطورات الالتزام باتفاق «الهدنة». وصرح جوش إيرنست المتحدث باسم البيت الأبيض بأن «اتفاق الهدنة فى سوريا يقوم أساسا على إثبات روسيا قدرتها واستعدادها لاستخدام نفوذها لإقناع الحكومة السورية بخفض أعمال العنف والسماح بتوصيل المساعدات الإنسانية لمئات الآلاف من السوريين». ومن جانبه، قال مارك تونر المتحدث باسم وزارة الخارجية الأمريكية فى بيان صحفى إن «الولايات المتحة الأمريكية ترى أن اتفاق الهدنة ما زال متماسكا بشكل عام، وإن كان غير مثالي». وذكر تونر أن «مستوى أعمال العنف انخفض بصورة كبيرة عما كان عليه قبل الاتفاق، وذلك بالرغم من بعض الخروقات»، مشيرا إلى أن «تقييم المسئولين الأمريكيين والروس ما زال هو استمرار وقف الأعمال القتالية، رغم عدم تدفق مواد الإغاثة الإنسانية بعد مثلما يطالب الاتفاق». وأكد تونر أن «الولاياتالمتحدة ستواصل جهودها لإقناع المعارضة السورية بالالتزام بالاتفاق، وتسريع وتيرة وصول المساعدات الإنسانية إلى المناطق المحاصرة». ميدانيا، دارت اشتباكات عنيفة بالتزامن مع قصف مدفعى بين الجيش السورى وفصائل المعارضة المسلحة عند الأطراف الشرقية لدمشق. وقال مصدر عسكرى إن «الجيش السورى صد هجوما لمجموعات مسلحة حاولت التسلل من محور جوبر ومعمل كراش فى الغوطة الشرقية باتجاه شرق العاصمة، مما أدى لاشتباكات عنيفة وقصف صاروخى على المناطق التى حاولوا التقدم فيها». من جانب آخر، ذكرت مصادر عسكرية تركية أن زيارة فاليرى جيراسيموف رئيس هيئة الأركان الروسية إلى أنقرة، التى تعد الأولى من نوعها بهذا المستوى منذ 11 عاما، كانت «مثمرة وإيجابية». ونقلت وكالة «الأناضول» عن المصادر نفسها قولها إن الزيارة التى أجراها جيراسيموف، وجاءت تلبية لدعوة نظيره التركى خلوصى آكار، ستساهم فى تعزيز التعاون العسكرى بين البلدين، وتفسح المجال أمام تطورات إيجابية أكثر فى المرحلة القادمة.