رسائل مهمة بعثتها وقدمتها الزيارة الأخيرة التي قام بها سامح شكري وزير الخارجية لبيروت في مقدمتها التأكيد على دعم مصر للبنان وعلى أهمية الحفاظ على الدولة اللبنانية واستقرارها السياسي والاقتصادي والاجتماعي لاسيما في ظل التحديات الإقليمية المتزايدة وما تشهده منطقة الشرق الأوسط والمشرق العربي على وجه الخصوص من بزوغ النزاعات الطائفية وإضعاف دور الدولة المركزية كما أظهرت الزيارة أن مصر تتابع عن قرب الجهود المبذولة لتجاوز الأزمة السياسية في لبنان ويقلقها استمرار حالة فراغ منصب الرئاسة لفترة طويلة وأن اهتمامها بالوضع الداخلي في لبنان ينبع من واقع الانتماء العربي لمصر وحرصها علي دعم وتعزيز الأمن القومي العربي ونزع فتيل المزيد من الأزمات في منطقة الشرق الأوسط . وخلال الزيارة التقى وزير الخارجية في برنامج لقاءات مكثف مع تمام سلام رئيس وزراء لبنان ونبيه برّي رئيس مجلس النواب اللبناني و العديد من الرموز السياسية اللبنانية وممثليهم من مختلف المكونات والتوجهات في مقدمتهم العماد ميشال سليمان رئيس الجمهورية اللبنانية السابق والرئيس أمين الجميل رئيس الجمهورية اللبنانية الأسبق وفؤاد السنيورة رئيس الوزراء الأسبق وعلى حسن خليل وزير المال ممثلاً للرئيس نبيه بري والعماد ميشال عون رئيس تكتل التغيير والإصلاح والدكتور سمير جعجع رئيس حزب القوات اللبنانية وجبران باسيل وزير الخارجية وريمون عريجي وزير الثقافة ممثلاً للوزير سليمان فرنجية ثم تم عقد لقاءات ثنائية مع عدد من قيادات التيارات السياسية المختلفة في لبنان . وثمن الوزير شكري خلال حديثه الحوار على القائم بين مختلف القوى السياسية اللبنانية مؤكداً أهمية استمراره واستعداد مصر لتقديم كل أشكال الدعم لضمان نجاحه ووصوله لأهدافه المبتغاة مشيراً إلى أن مصر ستواصل مشاوراتها حول سبل دعم لبنان ومعرباً عن سعادته بالأجواء الإيجابية التي سادت طاولة الحوار المصرية -اللبنانية وتطلعه لإنهاء الفراغ الرئاسي في وقت قريب ومؤكداً أن مصر لن تألو جهداً في العمل على تحقيق كل ما فيه الخير لدولة لبنان ولشعبها الشقيق. الدكتور اكرام بدر الدين أستاذ العلوم السياسية بكلية الاقتصاد والعلوم السياسية بجامعة القاهرة ومقرر لجنة العلوم السياسية بالمجلس الأعلى للثقافة كشف ل «الأهرام» ان مصر على الرغم من انشغالها بقضاياها الداخلية بعد ثورتين الا انها لم تنفصل عن محيطها العربي ولم يتراجع اهتمامها بالملفات والقضايا العربية لارتباط الأمن القومي المصري بالامن القومي العربي مشيرا الى التحركات التي تقوم بها الدبلوماسية المصرية على محاور مختلفة في الملفات المختلفة ويمكن النظر لزيارة وزير الخارجية سامح شكري الى لبنان في هذا الإطار فلبنان يعاني منذ سنوات سابقة نتيجة وجود فراغ مؤسسي ودستوري نتيجة لعدم شغل منصب الرئيسي اللبناني . واشار إلى ان الزيارة جاءت في إطار الجهود التي تبذلها مصر لمساعدة لبنان لتخطي هذه المرحلة كما ان الزياره شملت لقاءات مع الأطراف المختلفة المؤثرة سياسيا سواء قادة او زعماء احزاب وسياسيين ويرى أن هذه اللقاءات تؤدي الى الحد الأدني من التوافق بين هذه الاطياف لتخطي الفراغ المؤسسي مؤكدا ان لبنان لها وضعية خاصة ان الأوضاع في المنطقة تنعكس على لبنان الى حد كبير ويتأثر به ونفسر ذلك بالتركيبة الطائفية في لبنان، كما ان لبنان نظرا لصغر مساحته ومجاورته لإسرائيل وسوريا فإنها تكون عرضة للتداعيات السياسية . واكد ان الزيارة استهدفت تدعيم مؤسسات الدولة اللبنانية ومحاولة الخروج من هذا الفراغ السياسي والدستوري وربما وجهه النظر المصرية هي الحفاظ على وحدة واستقرار لبنان وهو مبدأ ثابت في الدبلوماسية المصرية في اي ملف ومصر تحاول إيجاد نوع من الاستمرارية لحوار وطني بين كل الأطراف اللبنانية وان نقطة البداية في حل المشكلة هو الوصول الى توافق بين الأطراف وبدون ذلك لا يمكن العبور فوق ذلك. واعتبر ان مصر لها وضعية خاصة ومتقبلة من جميع الأطراف اللبنانية وغير معروف عن مصر انها تناصر فريقا على آخر وإنما هي تهدف لتحقيق المصلحة اللبنانية في هذا الشأن مؤكدا انه يعتبر ان ما قام به وزير الخارجية يمثل دعوة او مبادرة على حد وصفه للوصول الى حل وخصوصا ان ذلك يتوافق مع التركيبة اللبنانية