تقدم الأوبرا المصرية علي خشبة مسرح الجمهورية التابع لها أوبرا الوسيط الروحاني وهي أول أوبرا نشاهدها هذا الموسم باللغة الإنجليزية, فمعظم الاوبرات تقدم باللغة الإيطالية أو الألمانية. هي تراجيديا من فصلين التي شاهدتها لك هذا الأسبوع, ولعل النص يعد من أقرب النصوص التي تعرض من خلال عمل أوبرالي فهي عن جلسة ما يسمي بالوسيط الروحاني الذي يستجلب الأرواح وهي خرافة بدأت تأخذ حظها في النشر وأيضا الإنتشار بين الناس منذ فترة لتنتهي بعد ذلك. تجلس المجموعة علي مائدة مستديرة ويضعون إناء به مادة ثم يحاولون بعد ذلك النداء عي الأرواح التي يريدون التحدث اليها ولكن بالطبع لا يوجد شيء فالمسألة كلها خرافة. الأم فلورا تقيم هذه الجلسات مع ابنتها مونيكا ولكنها تعتقد أن يدا لمستها فتنهي الجلسة وتطرد الضيوف. وفي الجلسة الثانية تقوم بضرب الشاب الأبكم الذي يعيش في النزل, معتقدة أنه هو الذي لمس رقبتها لتنتهي التراجيديا بقتل هذا الشاب. هو نص يقدم لنا أن الوهم إذا ما سيطر علي أي شخص فسوف يعتقد في النهاية أنه حقيقة وهو ما ينتاب بعضا من الناس عندما يسيطر عليهم الوهم بشيء ما خاصة بالأشياء المرعبة أو المؤذية. نشاهد ديكورا بديعا لا يتغير خلال الفصلين.. هو منزل فقط توحي جدرانه بأنه من الزمن القديم وبالمثل أزياء الفنانين. الإخراج لهشام الطلي بسيطا وكان العامل المهم في نجاح هذا العرض هو أنه يقدم بمصاحبة البيانو لأحد من أبرع عازفيه جورج مارتن, بالإضافة لعامل آخر مهم وهو الإضاءة التي قربت جو العمل الغامض لنا. لدينا أصوات جيدة.. لدينا بالفعل مواهب جادة تعمل في هذا الفن الذي يقدره العالم حق قدره. لدينا سوبرانو جيدة هي جاكلين رفيق وميتزو سوبرانو هالة الشابوري وعماد عادل باريتون والسوبرانو أمين خيرت وجيهان الناصر. أشعر بمنتهي السعادة أن في استطاعتنا أن نقدم هذه المواهب البديعة التي حتي الآن لا تحصل علي حقها الذي تستحقه.