جاء فوز مصر علي غينيا3-2 أمس الأول علي ملعب28 سبتمبر بكوناكري,ليمنح الجهاز الفني للمنتخب الوطني واللاعبين دفعة معنوية, كانت هي الأهم بالنسبة لهم قبل النقاط والحسابات المرتبطة بمبارياتهم بالمجموعة السابعة بالتصفيات الافريقية المؤهلة الي نهائيات كأس العالم المقبلة بالبرازيل2014. وتلك الدفعة هي المكسب الحقيقي, من وجهة نظرهم ذ بعد هذه المباراة والتي جلبها الفوز بالتأكيد. لم تشغل التحليلات الفنية والحديث عن السلبيات والايجابيات أحدا, في ظل نشوة الفرحة, وكما نعرف جميعا أن الفوز يطغي علي كل شئ, ولاسيما إنه جاء في ظروف صعبة يعيشها الفريق مسبقا وفرضتها طبيعة هذه المباراة الدراماتيكية أمام منافس يلعب علي أرضه ووسط جماهيره ولديه الطموح نفسه بعد أن جاء لهذه المباراة بظروف حسابية مشابهة لظروف منتخب مصر من حيث الفوز بالنقاط الثلاث في الجولة الأولي من هذه التصفيات, إلي جانب إمتلاكه زمام المبادأة بالتسجيل في مرمي عصام الحضري, وحتي برغم تفوق منتخب مصر وتقدمه عليه بهدفين بعدها, لم يستسلم ونجح في إدراك التعادل في توقيت قاربت فيه المباراة علي النهاية وظن الجميع أن نتيجتها تتجه نحو التعادل قبل أن يحسمها الهدف الثالث لمصر, وذلك ما ترتب عليه انفجار براكين الفرحة لدي الجميع, وجعل البعثة تعيش ليلة سعيدة سواء خلال الساعات القليلة التي بقيت خلالها في كوناكري حتي موعد طائرة المغادرة الي المغرب, أو أثناء الساعات التسع التي قضتها بعد ذلك في الترانزيت قبل اللحاق بالطائرة المتجهة من كازابلانكا الي القاهرة حتي وصلت مساء أمس. وفي ظل تلك الفرحة العارمة التي سيطرت علي الجهاز الفني واللاعبين, كان الأمريكي بوب برادلي يلقي بتصريحات حرص أن يعبر في بدايتها عن مدي فخره بلاعبي منتخب مصر, وهذه الحالة التي ظهروا عليها خلال المباراة من عدم اليأس بعد التعادل حتي تحقق الفوز,ولم ينس الاشادة كذلك بالمنافس ومدربه الفرنسي ميشيل دوسييه,ولم يتوقف برادلي كثيرا عند النواحي الفنية لمنتخب مصر خلال مواجهة غينيا,وإكتفي بالقول:أن هناك أمورا فنية كثيرة لن يأخذنا الفوز من العمل عليها, وهو ما أكده أيضا ضياء السيد المدرب العام للمنتخب الذي قال: إن لدينا مباراتين مهمتين في ملف أخر هو تصفيات كأس الأمم الإفريقية وهي مباراة إفريقيا الوسطي ذهابا وإيابا التي جعلتها الظروف تأتي مسرعة بعد يومين مباشرة من العودة والانتقال الي مدينة الاسكندرية,ولهذا دعونا للعمل والحديث الفني, أما عصام الحضري حارس المرمي والذي يرتدي شارة كابتن الفريق حاليا, فكان تركيزه بعد المباراة في توصيل رسالة بعينها وهي طلب المساندة والدعم من الجميع حتي يكتمل المشوار بنجاح والا يلتفت أحد الي ما يسمي الصفحات الباهتة في كرة القدم والمتمثلة في رغبة البعض نحو اثارة النفوس أو البحث عن مشكلات وهمية فيما يسمي بتذمر لاعب أو آخر لعدم المشاركة في مباراة, واعتبار النواحي الفنية حقا خالصا للجهاز الفني مادام في النهاية يحقق الهدف المرجو,مشيرا الي ان الغيرة من الجلوس احتياطيا والرغبة في اللعب هي ظاهرة صحية لابد ان تكون موجودة لدي جميع لاعبي الفريق, ولكنها لا تؤثر علي الترابط والحب الموجودة بين الجميع,وهو ما وضح جليا في الفرحة والسعادة الغامرة التي انتابت الكل عقب الفوز علي غينيا, الحديث عن مباراة مصر وغينيا في تصفيات كأس العالم لايستحق الكلام الكثير, خاصة بعد الفوز, وبعد ان اغلق الجهاز الفني للمنتخب واللاعبون تلك الصفحة بإيجابياتها وسلبياتها, وبدأوا فتح صفحة إفريقيا الوسطي,لا سيما أن المنتخب الأن يتأهب لبدء مرحلة مختلفة خاصة بتصفيات كأس الامم الإفريقية التي تبدأ بمباراتي افريقيا الوسطي ذهابا وايابا قبل أن يأتي الدور الثاني بمنافس جديد تحمل مواجهته مباراتين جديدتين يتحدد بها المتأهل الي نهائيات البطولة المقررة بداية العام المقبل بجنوب افريقيا, أما تصفيات كأس العالم فستعود ثانية في شهر مارس من العام المقبل.. وبالتالي فقد دخل منتخب مصر سريعا الي البحث عن العودة للبطولة التي حملت نجاحاته لثلاث مرات متتالية قبل أن يغيب عنها في النسخة الماضية.