اهتمت وسائل الاعلام العالمية ، والأوساط العلمية برحيل أحمد زويل فقد حصل علي جائزة نوبل في الكيمياء عام 1999 لابتكاره نظام تصوير سريع يعمل بالليزر ، كما نالها علي ابحاث غير مسبوقة في علوم الفيمتو، فأتاح بذلك مراقبة تحركات الذرات اثناء التحولات الجزئية . لقد كرم بعد وفاته كما كرم في حياته عندما اتاحت له مصر تأسيس مدينة زويل للعلوم والتقنية التي قررت اطلاق اسمه علي الدفعة التي ستتخرج في جامعة زويل عام 2017 ، كما انهالت برقيات العزاء من أنحاء العالم . أحمد زويل كما كان مثالاً للعالم الذي قدم خدمة للإنسانية ، فهو مثال أيضاً للمثقف الحقيقي ، لأن المثقف ( هو من أرَّقته المعرفة فاستيقظ وجدانه لقضايا أمته ) فهو لم يفضل البقاء في الغرب ويترك بلده وأمته ، بل عاد لينهض بها نهضة علمية تمثلت في جهوده التي بذلها من خلال التدريس ، والمحاضرات ، واللقاءات ، وجاهد حتي أسس مدينة زويل ، فعند وصوله إلي مصر عائداً بعد استلامه جائزة نوبل ، ألقي محاضرة عن تجربته أمام رواد معرض الكتاب العالمي في القاهرة ، فعجت أرض المعرض بالحضور حتي لم إن القاعات تتسع لهم ، وكان من حسن الطالع أن القيت محاضرة بعده حول (تحديث الفكر القومي في عصر العولمة ) استضافنا بعدها المرحوم الدكتور سمير سرحان علي العشاء . لم أكن اعلم أن الفقيد احمد زويل مفكر سياسي من الدرجة الاولي ، إلا عندما استمعت اليه في لقاء علي التليفزيون وسأله مقدم البرنامج في نهاية الحلقة قائلاً : ماهي نظرتك الاستشرافية للصين والولاياتالمتحدةالأمريكية بعد خمسين عاماً ؟ اَجابه قائلاً : لقد زرت الصين مرتين بينهما خمس سنوات فوجدت تطوراً لم اشاهده من قبل في بلد ، ونظرت إلي الولاياتالمتحدة فوجدتها تتعثر في العراق ، وتتعرض لضائقة اقتصادية ،لكن المستقبل لا يتحدد بالصناعة ، ولا الإقتصاد ، ولا القوة العسكرية ، بل يتحدد بالعمل المؤسساتي : الولاياتالمتحدة عبارة عن نظام متكامل سيستم system قادر علي تجاوز الأزمات . وقتها أدركت أنني اََمام مفكر حضاري ، وهنا أستطيع أن أقول بأننا خسرنا قامة فكرية كما خسرنا قامة علمية نسأل الله له الرحمة ولنا جميعا الصبر والسلوان لمزيد من مقالات أنور عشقى