دوما تدور رحى الموت وتلوح نذر الحرب على قطاع غزة لأسباب تخص الدولة العبرية وإعتبارات تتعلق بالشأن الداخلى الإسرائيلى فيهرب نيتانياهو من خصومه فى الداخل بشن حرب على غزة ويستعد للانتخابات بطرح برنامج امنى من خلال جولة على جبهة غزة، ويدعم الاقتصاد الإسرائيلى بدق طبول الحرب على القطاع المنكوب ليمارس عمليات الابتزاز للولايات المتحدة والتجمعات الصهيونية ورجال المال اليهود حول العالم، بجمع الملايين لدعمه فى إدارة آلة الموت على النساء والأطفال الأبرياء، ومن جديد مع وصول المستوطن اليمينى المتطرف ليبرمان الى منصب وزير الدفاع تطفو على سطح الأحداث فى إسرائيل دعاوى من العسكريين بتعاظم قدرة حماس والفصائل الى الحد الذى يمثل خطرا على سكان الجنوب الإسرائيلى بما يستلزم جولة موت وخراب وتدمير رابعة على اهالى القطاع، وروجت الصحافة الإسرائيلية الى ان حماس منذ انتهاء الحرب الاخيرة تعيد بناء قوتها وان الجيش الإسرائيلى استخلص العبر من الاخطاء السابقة وان خطته نحو تطبيق رؤية وزير الحرب الجديد ليبرمان بضرورة الحسم فى اى معركة مع حماس والا تعود الامور الى نقطة الصفر كما فى الحروب الثلاثة السابقة والتى انتهت دون نتائج حقيقة. ورغم ان كلا من حماس وإسرائيل يدركان ان مسألة الحسم فى اى مواجهة عسكرية امر مستبعد فلا تستطيع حماس ان تنهى وجود إسرائيل ولا تستطيع ايضا افكار ليبرمان المتطرف ان تنهى سلطة حماس فى قطاع غزة، بما يجعل اى مواجهة مجرد جولة موت وخراب للأبرياء، ونشر الموقع الالكترونى لصحيفة يديعوت احرونوت العبرية تقريرا مطولا عن سيناريوهات الحرب القادمة مع حماس وفصائل المقاومة بغزة اشار الى ان كلا من حماس وإسرائيل تدركان جيدا بان الحرب قادمة لا محالة وانها مسالة وقت فقط وفى سبيل ذلك تعد حماس وباقى الفصائل الانفاق وتطور منظومة الصواريخ ترقبا للجولة الحتمية ويبين التقرير ان الاستخبارات تقوم بجهد كبير فى تحديد اماكن الصوريخ والتخزين مشيرا الى فشل كبير خلال الحرب الاخيرة فى تحديد اماكن اكثر من نصف الصواريخ التى اطلقت على اسرائيل، وقال ان جيش الاحتلال يعد العدة لمواجهة وحدات النخبة فى حماس والتى من شانها نقل المعركة الى داخل اسرائيل وهى نظرية عسكرية اسرائيلية طبقها جيش الاحتلال خلال كافة حروبه السابقة، وقال انه كما فى كل حرب فان سلاح الجو سيبدأ العمليات بقصف مراكز إطلاق الصواريخ، يتبعه سلاح المدفعية الذى يمهد الطرق للتوغل البري، ويتم استدعاء الاحتياط حسب ودفع كتائب المشاة والدبابات الى داخل غزة، وقال ان اى تاخير فى اعطاء الضوء الاخضر للمقاتلين بالدخول لغزة سيعطى افضلية لحماس لتجهيز نفسها وأوضح تقرير يديعوت ان قيادة المنطقة الجنوبية انهت الاستعداد لكافة السيناريوهات المحتملة وان الامر يتعلق بأوامر المستوى السياسى حتى لا يكون هناك حالة من عدم الوضوح كما حدث فى الحروب السابقة. ولم يستبعد محللون ومسئولون إسرائيليون اندلاع المواجهة الرابعة، حيث ذكرت ايضا صحيفة معاريف عن خبير امنى إن خيار الحرب مع الفلسطينيين أمر قائم فى ظل احتمال خروج الأمور عن السيطرة وتطورها إلى مواجهة أكثر اتساعا، بما فيها الحرب الشاملة، وأشار إلى أن الأحداث الأخيرة التى شهدتها إسرائيل كادت تدفعها بقوة لمواجهة عسكرية مع غزة لأنه فى ظل 30 ساعة فقط وقعت أربع عمليات فلسطينية فى الضفة الغربية أسفرت عن مقتل إسرائيليين وجرح آخرين، بالتزامن مع إطلاق صاروخ من غزة باتجاه سديروت على حدود القطاع، كما نقلت الصحيفة عن وزير شئون الاستخبارات الإسرائيلية يسرائيل كاتس أن ما يحصل فى المناطق الفلسطينية مؤخرا يزيد من احتمال تنفيذ عملية عسكرية إسرائيلية كبيرة فى غزة، وذلك عقب إطلاق الصاروخ من غزة، والذى قال إنه استهدف روضة أطفال فى سديروت، وأضاف كاتس أن إسرائيل لا تريد الدخول فى معركة إن لم تكن ملزمة بها، إلا أنها لن تسمح باستمرار الوضع الأمنى المتدهور جنوب إسرائيل. حرب لإصلاح الفشل وجمع نيتانياهو لعدة ساعات المراسلين العسكريين ليوضح لهم أنه خلافاً لما يشاع عن عدم مناقشة الحكومة مراراً مشكلة الأنفاق الهجومية التى أدت إلى مقتل 67 جندياً فى الحرب الأخيرة، احتل الموضوع مكاناً بارزا فى نقاشات الحكومة قبل الحرب، وقال إن الجيش عمل لإيجاد حلول عملية لتدمير الأنفاق، وجاء هذا ردا على طلب عائلات 32 من الجنود الإسرائيليين القتلى فى الحرب الأخيرة على قطاع غزة بإنشاء لجنة تحقيق رسمية يرأسها قاض لفحص أداء الحكومة فى فترة الحرب التى استمرت 50 يوماً وما قبلها وعواقبها، ووجهت العائلات رسالة لنيتانياهو ولوزير الجيش أفيجدور ليبرمان، تضمنت وجوب تشكيل لجنة تحقيق مستقلة لفحص الأحداث التى قادت إلى مقتل 67 جندياً إسرائيلياً وخمسة مدنيين. ويرى معلقون أن هذه الدعوى إضافة إلى تقرير مراقب الدولة الذى سيصدر قريباً عن الحرب، والمتوقع أن يتضمن انتقادات شديدة لأداء الحكومة ورئيسها، دفعت نيتانياهو إلى المبادرة للدفاع باتخاذ خط الهجوم، واعتبر مراقبون مسارعة نيتانياهو إلى استخدام القصف المدفعى على غزة فى الأيام الماضية وسيلة لمنع نشوب عاصفة سياسية جراء مطالبة عائلات الجنود القتلى بتشكيل لجنة تحقيق رسمية وبسبب قرب نشر تقرير مراقب الدولة الانتقادي، ورجح معلقون أن يكون الهدف إسكات المعارضين ودفع مراقب الدولة إلى تلطيف لهجته الانتقادية، عندما يكون الجيش فى مواجهة حقيقية على جبهة الجنوب، وسعى نيتانياهو لتفجير الموقف لوأد فشله فى مواجهة الجرف الصامد 2014. جاهزية المقاومة وجاء الرد من غزة على ما اثارته الصحافة العبرية فى بيان اعلامى من حركة الجهاد الإسلامى على لسان المتحدث باسم الحركة فى فلسطين داوود شهاب، الذى اكد إن احتمالات قيام إسرائيل بشن حرب جديدة على قطاع غزة فى ظل تولى ليبرمان وزارة الجيش تزداد، مشيرا إلى أنه لا يوجد فرق بين ليبرمان و سابقه موشيه يعالون فى العمل الإرهابى ضد الشعب الفلسطيني، وأضاف شهاب إن ليبرمان ربما يفكر أن يحقق لنفسه ولحزبه مكسبا سياسيا من خلال عدوان جديد على غزة أو الضفة الغربيةالمحتلة، ولكن المقاومة الفلسطينية دائما على جاهزية تامة، ومستعدة لأى طارئ وتعد العدة وتطور إمكاناتها للدفاع عن الشعب الفلسطينى من أى عدوان صهيوني، غير ان العدوان قائم اصلا فى ظل بقاء الحصار، وعمليات إطلاق النار اليومية على الحدود التى تستهدف المزارعين، وكذلك فى ظل استمرار الاحتلال فى ملاحقة الصيادين واعتقالهم، وفى ظل الهجمة الإرهابية التى تشنها إسرائيل ضد الضفة الغربيةالمحتلة.