فى الوقت الذى تتزايد فيه وتتشعب الأزمات سواء إقليميا أو دوليا وظهور مناطق صراعات جديدة خلال الأعوام الماضية ومنها ليبيا وسوريا واليمن لاتزال القضية الفلسطينية تمثل المحور الرئيسى لاجتماعات ومباحثات القادة والساسة والدبلوماسيين وتتصدر جميع الاجتماعات أو القمم سواء الأممية أو القارية أو التجمعات الاقليمية المختلفة. وشدد البيان الختامى للقمه العربية الأخيرة فى نواكشوط على تأكيد القادة العرب مجدداً مركزية القضية الفلسطينية فى العمل العربى المشترك وعلى المضى قدماً فى دعم صمود الشعب الفلسطينى فى وجه العدوان الإسرائيلى الممنهج وعلى تكريس الجهود كافة فى سبيل حل شامل عادل ودائم يستند إلى مبادرة السلام العربية ومبادئ مدريد وقواعد القانون الدولى والقرارات الأممية ذات الصلة وفى كلمة الرئيس عبد الفتاح السيسى أمام القمة التى ألقاها المهندس شريف إسماعيل رئيس مجلس الوزراء قال إن المستقبل الذى نبتغى تحقيقه لشعوبنا، يتطلب فى المقام الأول تهيئة البيئة المناسبة لبنائه، والتى لن تتأتى دون التوصل إلى تسويات سياسية للأزمات التى تواجه عدداً من دوله، وفى مقدمتها القضية الفلسطينية التى تحتفظ بأولوية متقدمة فى السياسة الخارجية المصرية والتى لا تدخر مصر جهداً من أجل تسويتها وفى هذا الإطار جاءت جهودها الأخيرة، التى تحذر من عواقب تفاقم الأوضاع، وتؤكد أهمية إحلال السلام العادل والشامل وآثاره الإيجابية على مستقبل المنطقة وأجيالها القادمة . وجاءت كلمة وزير الخارجية سامح شكرى فى اجتماع وزراء الخارجية قبل انطلاق القمة لتؤكد أن مصر تحركت مع أشقائها العرب على مدى رئاستها فى القمة الماضية ونجحت فى الحفاظ على صدارة القضية الفلسطينية على الساحة الدولية وقد تفاعلت الجامعة العربية بشكل إيجابى مع كل المبادرات والتحركات التى قدمت على هذا الصعيد وآخرها المبادرة الفرنسية التى أسهمت لجنة إنهاء الاحتلال التابعة للجامعة فى إثرائها وتوفير الدعم اللازم لها، كما أن تحركاتنا للبحث عن حل عادل يُنصف إخواننا الفلسطينيين ويُعيد الأمل للشعب الفلسطينى عبر تخفيف القيود التى تعرقل سير حياته اليومية بشكل نرفضه جميعاً، واتسقت تحركاتنا هذه مع رؤية الرئيس عبد الفتاح السيسى التى عبر عنها فى أسيوط فى مايو الماضى والهادفة إلى إيجاد حل حقيقى لقضية فلسطين. وقبل القمة شهدت التحركات الدبلوماسية المصرية زخما واسعا من اجل إيجاد حل للقضية الفلسطينية عقب دعوة الرئيس السيسى للطرفين الفلسطينى والإسرائيلى لإنهاء الصراع حيث كانت الفترة الماضية قد شهدت زيارات لوزير الخارجية سامح شكرى الى رام وإسرائيل بجانب استقبال صائب عريقات كبير المفاوضين وأمين سر منظمة التحرير الفلسطينية فى القاهرة وكذلك المبعوث الفرنسى لعمليه السلام. كان لقاء سامح شكرى وزير الخارجية وصائب عريقات أمين سر اللجنة التنفيذية لمنظمة التحرير الفلسطينية وكبير المفاوضين الفلسطينيينبالقاهرة مهما حيث بحثا الجهود الإقليمية والدولية المبذولة بهدف التوصل إلى أرضية مشتركة تسهم فى استئناف عملية السلام، وفى مقدمتها الجهود المصرية التى أعلن الرئيس عبد الفتاح السيسى عن استعداد مصر للقيام بها للوصول الى تسوية نهائية تحقق حل الدولتين وإقامة الدولة الفلسطينية وعاصمتها القدسالشرقية. وكانت زيارة وزير الخارجية الى إسرائيل ولقائه رئيس الوزراء الإسرائيلى نيتانياهو حيث أكد أن زيارته تأتى فى توقيت مهم وحرج تمر به منطقة الشرق الأوسط، فيما بين صراع فلسطيني - إسرائيلى وتأتى فى إطار جهد مصرى نابع من شعور بالمسئولية تجاه تحقيق السلام لنفسها وجميع شعوب المنطقة وفى إطار الرؤية التى عبر عنها الرئيس عبد الفتاح السيسى لتحقيق سلام شامل وعادل بين الجانبين الفلسطينى والإسرائيلي، ووضع حد نهائى لهذا الصراع . وخلال زيارة وزير الخارجية الى رام الله ولقائه الرئيس الفلسطينى محمود عباس أبو مازن ورئيس الوزراء رامى الحمد الله ووزير الخارجية رياض المالكى كان هناك تقييم نتائج اجتماع باريس الوزارى الخاص بدعم عملية السلام فى 3 يونيوالحالى، والتشاور حول الخطوات المستقبلية، فضلا عن إحاطة الأشقاء فى السلطة الفلسطينية بنتائج اتصالات وزير الخارجية مع عدد من المسئولين الدوليين مؤخراً حول الأفكار المطروحة على الساحة لدفع عملية السلام الفلسطينية الإسرائيلية إلى الأمام.