بانتهاء شهر رمضان تكون المعدة قد اعتادت على نظام غذائى معين، وقد يعتبر البعض إجازة عيد الفطر فرصة للإفراط فى تناول الطعام والراحة والاسترخاء مما يؤدى إلى عسر الهضم والانتفاخ.. لذا ينصح الدكتور مجدى نزيه أستاذ التغذية بالمعهد القومى للتغذية بضرورة عدم المبالغة فى تناول الحلويات والأطعمة ذات السعرات الحرارية المرتفعة والمشبعة بالدهون كالكعك والبسكويت حتى لا تؤدى إلى الإصابة بالاضطرابات الهضمية، وكذلك ارتفاع نسبة الكولسترول والدهون والسكر فى الدم. ولأن المعدة تعودت على الصيام ما يقرب من ست عشرة ساعة يومياً، يجب ألا نصدمها فجأة فى أول أيام الفطر بكميات كبيرة من الأطعمة، ولابد أن نراعى فيما نأكل ليس فقط الكمية بل النوعية أيضاً، فيفضل أن نبدأ إفطارنا فى أول أيام العيد بتناول كمية قليلة من الطعام، تزداد هذه الكمية تدريجيا فى أثناء فترات اليوم، وأن نأكل ببطء مع المضغ الجيد، ونقلل من الأطعمة التى تهيج المعدة وتزيد من حموضتها كالمقليات والمعجنات وتلك التى تحتوى على بهارات، مع الإكثار من شرب المياه خاصة قبل تناول الوجبات، للإحساس بالشبع والمساعدة على التخلص من السعرات الحرارية الزائدة. ويفضل كذلك أن تحتوى وجبة الإفطار على الفاكهة كالتمر لاحتوائه على نسبة السكريات الطبيعية التى تمد الجسم بالطاقة اللازمة له وينصح بالإقلال من المكسرات والحلويات الدسمة كالكعك والبقلاوة كما ينصح بتناول وجبة غداء العيد فى وقت العصر وليس فى وقت مبكر، وتكون الوجبة خفيفة سهلة الهضم، أما العشاء فيمكن تناوله فى ساعة متأخرة من الليل.. النظام الغذائى فى اليوم التالى يكون بتأخير الفطور وتقديم العشاء حتى نصل فى اليوم الثالث إلى المواعيد العادية السابقة قبل رمضان للوجبات اليومية وهكذا نتجنب عسر الهضم.. كما يمكن إتباع نظام آخر لتنظيم تناول الطعام بعد رمضان، وهو صوم الأيام الستة خلال شهر شوال، كمرحلة انتقالية تدريجية من الصوم إلى الإفطار خلال شهر شوال. وينفى د.مجدى أن المشروبات الغازية تساعد على الهضم لأنها تزيد من امتلاء المعدة وتكوين الغازات كما تساعد فى زيادة نسبة الحموضة التى تؤدى إلى خلل فى الترسيب الطبيعى للكالسيوم فى الأسنان والعظام، لذلك يجب تقليلها واستبدالها بالعصائر الطبيعية، وكذلك تناول السلاطة الخضراء قبل كل وجبة لاحتوائها على الفيتامينات ومضادات الأكسدة والألياف التى تقلل الأضرار التى يسببها الإفراط فى استهلاك اللحوم وتجنب عسر الهضم والتقليل من امتصاص الدهون. ويحذر المصابين بالسكر، والسمنة وأمراض القلب والشرايين من الإكثار من الحلويات (كالكعك والبسكويت) مع الاعتدال فى تناول الدهون عمومًا، وذلك لما لها من أضرار صحية، سواء كانت دهونًا نباتية أو حيوانية، فالسمن الطبيعى يزيد من ارتفاع دهون الدم، مما يتسبب فى تصلب الشرايين، أما السمن النباتى فهو الأكثر خطرًا، لأنه عبارة عن زيوت مشبعة ترتفع فيها نسبة الأحماض الدهنية غير المشبعة، مما يعرض الجسم لأخطار تحول كل الصور النشطة الفعالة فى الزيت من الصورة الطبيعية إلى صورة غير طبيعية وكذلك لاحتوائها على متبقيات النيكل وهو عنصر سام. ومنعا للمخاطر يمكن إعداد بعض الأصناف التى تتناسب معهم كتقديم الشاى والعصير بدون سكر كذلك توفير الحلويات المخصصة لمرضى السكرى التى لا تؤدى إلى ارتفاع سكر الدم لديهم. العادات السيئة فى العيد - يفضل البعض بدء يوم العيد بالتدخين أو تناول الشاى أو القهوة على معدة خاوية مما يؤدى إلى زيادة نسبة حموضة وعسر الهضم وزيادة ضربات القلب وفقدان الشهية. - الإكثار من المكسرات والأطعمة الدسمة كما يكثر الأطفال من الحلويات ولذا على الأم إعطاء طفلها عدداً محدداً منها. وأخيرا يحذر د.مجدى الذين يقضون أيام العيد فى رحلات خارج المنزل من تحضير الأطعمة قبل موعد تناولها بساعات طويلة مما يجعلها عرضة للفساد، وكذلك الامتناع عن تناول الوجبات السريعة، والاهتمام بالنظافة وغسل اليدين قبل الأكل لتجنب حدوث تسمم أو نزلات معوية.