بعد يوم واحد من الاتفاق التركي الإسرائيلى على تطبيع العلاقات واعتذار الرئيس رجب طيب أردوغان لروسيا على إسقاط المقاتلة "سوخوى"، هز انفجاران مساء أمس مطار أتاتورك الدولى فى إسطنبول تلاهما إطلاق نار، مما أسفر عن مقتل 28 أشخاص وسقوط عشرات الجرحى، وهرعت أكثر من 10 سيارات إسعاف وأفراد الشرطة إلى محطة الرحلات الدولية فى المطار. وفى الوقت الذي رجحت السلطات التركية أن الهجوم إرهابى، أكدت وسائل الإعلام مقتل انتحارى أثناء العملية، وأشارت الشرطة إلى وجود انتحارى آخر فى المطار عقب الهجوم، وأغلقت المطار لمنع الدخول إليه. ووسط محاولات تركيا لإعادة تقييم سياستها الخارجية، وبعد ساعات من تطبيع علاقاتها مع إسرائيل، ظهرت أمس بوادر تقارب من جانب أنقرة تجاه موسكو لإزالة التوتر الناجم عن حادث إسقاط المقاتلة الروسية "سوخوي" على يد القوات التركية فى نوفمبر الماضي. وقد أصدر رئيس الوزراء التركى بن على يلديرم أمس ما قال إنه توضيح لتصريحات نسبت إليه مساء أمس الأول بشأن اعتذار تركى لروسيا عن الحادث، مؤكدا أن رسالة الرئيس التركى رجب طيب أردوغان لنظيره الروسى فلاديمير بوتين لم تكن "اعتذارا" ولكنه "أسف" فقط. وأكد يلدريم لشبكة "سي.إن.إن تورك" وأمام البرلمان أن تطبيع العلاقات مع روسيا بدأ بالفعل، غير أنه أشار إلى أنه "من غير الوارد دفع تعويضات لروسيا" عن هذا الحادث، وقال : "عبرنا لهم فقط عن أسفنا"، ومن جانبه، قال مصدر فى الرئاسة التركية لوكالة الأنباء الفرنسية ليست لدينا موافقة لدفع تعويضات متحدثا عن "التباس" ساد المقابلة التى أجريت مع يلديريم أمس الأول والتى قال فيها أن أنقرة مستعدة لدفع تعويضات إذا لزم الأمر. كما أكد متحدث باسم أردوغان أن الرئيس التركى لم يشر بشكل مباشر فى رسالته إلى بوتين إلى تقديم اعتذار، ولكنه أبدى أسفه وطلب من أسرة الطيار أن "تلتمس لنا العذر". وأمام هذا اللغط، أعلن ديمترى بيسكوف المتحدث باسم الكرملين أن الرئيس الروسى فلاديمير بوتين سيتصل بنظيره التركى اليوم الأربعاء، لكن "تطبيع" العلاقات بين البلدين سيستغرق وقتا. وقال إن رسالة الرئيس أردوغان تعتبر خطوة مهمة جدا لتطبيع العلاقات بين روسياوتركيا، لكنه أضاف "أنه من غير المتصور أن تنصلح العلاقات المتوترة بين روسياوتركيا فى بضعة أيام". وقال متحدث باسم وزارة الخارجية الروسية أن تركيا اتخذت خطوات جدية فى الاتجاه الصحيح.