تحت شعار استعادة الثورة ومحاكمة قتلة الثوار والعزل السياسي شهد ميدان التحرير مليونية حاشدة أمس, دعا إليها ائتلاف شباب الثورة, وشاركت فيها الأحزاب والحركات الثورية, بالإضافة إلي جماعة الاخوان المسلمين التي أكدت انها تشارك بقوة في المظاهرات لاستكمال مطالب الثورة. وتوافدت مسيرات كبيرة وحاشدة من مناطق متعددة بالقاهرة واستقرت بميدان التحرير, حيث قاد الدكتور عبدالمنعم أبوالفتوح وحمدين صباحي مسيرة من ميدان مصطفي محمود متجهين إلي ميدان التحرير, رافعين لافتات وصور الشهداء مطالبين بضرورة تطبيق قانون العزل السياسي خاصة عزل شفيق وإبعاده من الانتخابات الرئاسية. ومن أمام مسجد الاستقامة اتجهت لميدان التحرير مسيرة أخري, مؤكدة ضرورة إعادة محاكمة من قتلوا المصريين وأسالوا دماء الشهداء في التحرير, رافضين المحاكمات التي وصفوها بالهزلية. كما انطلقت مسيرة ثالثة من ميدان رمسيس يقودها المرشح السابق خالد علي واتجهت إلي دار القضاء العالي مطالبة بإقالة النائب العام وتطهير القضاء ثم اتجهت إلي التحرير للانضمام للمليونية. ورفع المتظاهرون و40 حركة وائتلافا وحزبا سياسيا شاركوا في مليونية عدالة الثورة لافتات بمطالبهم بضرورة تشكيل مجلس رئاسي مدني يتولي إدارة البلاد, ورحيل المجلس العسكري وضرورة إنشاء محاكم ثورية عاجلة لكل رموز نظام مبارك وقتلة الشهداء وتطبيق قانون العزل السياسي علي رموز النظام السابق, وفي مقدمتهم الفريق أحمد شفيق المرشح لرئاسة الجمهورية وعزل النائب العام المستشار عبدالمجيد محمود, والمطالبة بالإفراج عن جميع المعتقلين ووقف المحاكمات العسكرية للمدنيين. وقد شهد الميدان منذ صباح أمس توافد آلاف المتظاهرين, بالإضافة إلي أنه تم تنظيم مسيرة طافت مختلف أرجاء الميدان للتنديد بالأحكام الصادرة ضد الرئيس السابق حسني مبارك ونجليه والعادلي ومساعديه الستة. وحمل المتظاهرون لافتات تعبر عن مطالبهم ومنها وجود مجلس رئاسي مدني, وإقامة محاكمات ثورية لرموز النظام السابق وإقالة النائب العام. وقد قامت حركة مقاطعون بتوزيع منشورات ولافتات خاصة بها, جاءت تحت عنوان مقاطعون.. لا مرسي ولا شفيق. وقد اختار الإخوان المسلمون مكان تمركزهم بالقرب من تمثال عمر مكرم والجبهة السلفية بجوار مجمع التحرير بالقرب من خيام القوي السياسية المتمثلة في حركة شباب من أجل العدالة والحرية, وكفاية و6 أبريل والجبهة الديمقراطية. وقد وقعت بعض المشادات بين المتظاهرين وأنصار الإخوان المسلمين بعد قيام متظاهر برفع إحدي اللافتات مكتوبا عليها العسكر ملهمش أمان والإخوان باعوا الميدان, هما اثنين ملهمش أمان العسكر والإخوان, فقام أنصار الإخوان بتقطيع اللافتة. كما شارك حزب النور في مليونية العدالة أمس وأعلن أنه سيشارك في المليونيات الحاشدة القادمة في كل ميادين مصر, ودعا الجميع للاتفاق علي مطالب محددة للخروج من رحم الأزمة الراهنة, ومن أهمها السعي الحثيث لنقض الحكم الصادم لمشاعر أبناء الوطن, والقيام بحملة لجمع الأدلة علي إدانة المسئولين عن الجرائم التي ارتكبت, ومساءلة ومقاضاة كل من شارك بأي وسيلة في حجب الأدلة لأنه بذلك اشترك في تضييع حقوق الشهداء والمصابين, وتنقية كشوف الناخبين وطرحها بسهولة أمام الجميع وخصوصا الملايين التي أضيفت بين انتخابات مجلس الشوري وانتخابات الرئاسة, والتأكد من هويتهم ووظيفتهم بشفافية وصدق وأن يتاح ذلك للجميع. لا للتطاول علي القضاء وشارك حزب الوفد بممثلين من شبابه في مليونية العدالة أمس. وقال طارق تهامي عضو الهيئة العليا لحزب الوفد ورئيس اللجنة النوعية لشباب الحزب إن مشاركة الوفد في المليونية رمزية وتأتي لرؤية محددة وهي ضرورة الإسراع في تقديم طعون مباشرة علي الأحكام التي صدرت بحق حسني مبارك ومعاونيه وخاصة مساعدي وزير الداخلية لأن حصولهم علي البراءة سوف يفتح المجال لبراءة مبارك والعادلي وبالتالي تضيع حقوق الشهداء الذين دفعوا حياتهم ثمنا لثورة لم تكتمل ولادتها. وأضاف تهامي أن الوفد يرفض التطاول علي القضاء, ولكن في نفس الوقت نؤكد ضرورة الدفاع عن حقوق الشهداء من خلال الوسائل القانونية المتاحة. وطالب تهامي الجهة التنفيذية بضرورة تقديم الجناة والقتلة وأدلة الاتهام للنيابة العامة والقضاء حتي يتم استكمال عناصر الاتهام بما لا يدع مجالا لوجود ثغرات تبرئ رموز نظام مبارك. كما دعت الجبهة الحرة للتغيير السلمي, في بيان وزعته بميدان التحرير أمس إلي الدخول في اعتصام مفتوح, للمطالبة بتشكيل مجلس رئاسي ثوري باعتباره الحل الأوحد لإنقاذ الثورة, والمشاركة في مليونية الجمعة المقبل.