المفاجأة التى حدثت فى تصويت البريطانيين على الخروج من الاتحاد الأوروبى بنسبة 52% من مجموع من شاركوا فى التصويت والذين بلغوا 78% وهى أكبر نسبة تشارك فى استفتاء منذ عام 92. سيكون لهذا تأثيرات غير مسبوقة على وحدة الإتحاد الذى كان يضم 28 دولة قبل الخميس الأسود ،وربما سيكون لقرار البريطانيين مفعول الدومينو على مكونات الاتحاد. من صوتوا لصالح الخروج من الاتحاد الأوروبى تحدثوا عن ضرورة أن يكون قرارهم من بلدهم وليس من بروكسل، بينما من كانوا مع البقاء ضمن الوحدة الأوروبية يخشون من تفكك المملكة المتحدة بعد دعوة اسكتلندا للتصويت للخروج من تحت عباءة المملكة المتحدة، معتبرين أن بريطانيا اختارت أن تنفصل، وظهرت دعوات من اليمين المتطرف فى فرنسا للاستفتاء على غرار ما حصل فى بريطانيا. كاميرون هو من طالب بهذا الاستفتاء ومن دافع عنه وكانت اللطمة التى تلقاها رئيس الوزراء البريطانى من التصويت وبالتالى فقد منصبه. بعد أفول نجم كاميرون ربما يصعد اسم جونسون عمدة لندن السابق الذى كان أحد الصقور الذى قاد الدعوات للخروج من الاتحاد الأوروبي، وكان من أشد المعارضين لرئيس الوزراء كاميرون، ومؤشرات كثيرة تذهب الى بزوغ نجم جونسون لرئاسة الحكومة البريطانية ليتولى التقدم بطلب الانسحاب لرئاسة الاتحاد، وستؤدى نتيجة الاستفتاء الى إجراءات لترتيب العلاقة بين بريطانيا وباقى دول أوروبا التى ستتأثر كثيرا لأن هذا القرار معناه تراجع الثقة بين الشعب والحكومة وهو ما تخشاه باقى الدول من دعوات أخرى قد يكون نتيجتها تفكك هذا السوق الضخم اقتصاديا وسياسيا وعسكريا،وتحاول أكبر دولتين مؤثرتين حاليا وهما ألمانياوفرنسا لإعادة الثقة للشعوب الأوروبية وضرورة النمو الاقتصادى وتوفير فرص العمل للشباب، ومواجهة نبرات اليمين المتطرف الذى وضع أوروبا فى أزمة طاحنة. ستكون روسيا هى المستفيد من خروج بريطانيا وسعيدة بهذه النتيجة لتضاؤل قوة الاتحاد الأوروبى نتيجة للعقوبات بعد أزمة أوكرانيا وقد تدخل روسيا فى تفاوض مع كل دولة بمفردها، وأيضا تربح أمريكا بصعود الدولار وتحقيق مكاسب اقتصادية جراء الصدمة، والسؤال هل ستدفع ميركل الثمن ويصبح مستقبلها السياسى على المحك؟ هذا ما ستكشف عنه الأيام القليلة المقبلة. لمزيد من مقالات أحمد موسي