كل ما يشغل تفكيرها هو أن تثبت لنفسها وللمجتمع أنها ليست "عالة" على أحد، بل هى إنسان فعال له حقوق وعليه واجبات، وهدفها فى الحياة هو إثبات أن الإعاقة إعاقة الفكر والأخلاق وليست إعاقة الجسد .. لذلك تفوقت سمية بهاء نصر ابنة مدينة ملوى بمحافظة المنيا فى العمل الاجتماعى والرياضى، وشاركت فى مبادرات تخدم المجتمع وحصلت على عدة تكريمات داخل مصر وخارجها. فى البداية تقول سمية: كنت طفلة طبيعية حتى بلغ عمرى 3 سنوات، ونتيجة إعطائى حقنة خطأ، تسببت فى إصابتى بشلل الأطفال فى القدم اليمنى، نتجت عنه إعاقة، ومع مرور الوقت نصحنا الأطباء باستخدام جهاز طبى حتى استطيع الحركة وممارسة حياتى بشكل أفضل. وتضيف: منذ ان وعيت على الدنيا لم يكن عندى مشكلة اسمها "إعاقة" ولا أعرف كلمة مستحيل ولا يأس، وكنت إنسانة اجتماعية من الدرجة الأولي، ولكن بدأ الإحساس والشعور بالإعاقة فى فترة المدرسة الابتدائية، حيث النظرة والتعامل مع الشخص ذى الإعاقة على أنه دائما يحتاج للخدمة والرعاية والشفقة. وتؤكد: كنت لا أشارك فى أى مجال مدرسى أو أنشطة، وللأسف كنت أرفض هذه النظرة، وعندما وصلت إلى المرحلة الإعدادية كانت نفس النظرة موجودة؛ لكن بسبب معاملة أسرتى العادية لى وعدم التفرقة بينى وبين أخوتى استطعت التغلب على هذه المشكلة، حتى وصلت للمرحلة الثانوية، وبعدها تم تحويلى لمدرسة التجارة لكى احصل على دبلوم من خلاله استطيع الحصول على وظيفة بدل مشوار الجامعة، وهذا كان رأى اسرتى، ومع أنى كنت أفضل أن أكمل دراستى لكن دخلت تجارة" قسم تأمنيات "، وبعد أن حصلت على الدبلوم، كان من المفترض أن يتم تعيينى ضمن نسبة ال 5%،لكن حتى الآن لم يتم؛ ورفضت الاستسلام للواقع وللمجتمع المعيق. وتوضح سمية: كان كل ما يشغلنى كيف اثبت لنفسى وللمجتمع انى لست عالة عليه وانى شخص فعال وألغى النظرة الدونية للشخص ذى الإعاقة؛ فبدأت أشارك فى منظمات المجتمع المدنى منذ 2005، وهنا كانت نقطة التحول فى حياتى، بدأت العمل مع الهيئة القبطية الإنجيلية، وكان لها الفضل فى أن أكون شخصا لا يعرف كلمة مستحيل، ومن ثم إلى جمعية الرؤية الجديدة التى من خلالهما بدأت أحصل على تدريبات فى مجال الإعاقة وأعرف يعنى أيه إعاقة؟ ويعنى أيه حقوق وواجبات؟ كيف أطالب بحقى من خلال منظور حقوقى وليس راع وبما يوافق القوانين والاتفاقيات الدولية، وحصلت على العديد من التدريبات "والكروسات" سواء بمصر أو خارجها، وشاركت فى أكثر من جمعية كمتطوعة سواء كانت خيرية أو حقوقيه، وشاركت فى مبادرات مجتمعية تخدم المجتمع وحصلت على عدة تكريمات فى هذا المجال، وكنت ممثلا لمصر فى أكثر من مؤتمر ورشحت فى 2007 بمؤتمر عالمى فى سويسرا خاصه بثقافه المعاق. وايضا جنيف 2009 وحصلت على مركز ثان على مستوى العالم وكان المشاركون من اكثر من عشردول من بينهما مصر. وحول علاقتها بالرياضة تقول سمية: اعشق الرياضة منذ الصغر، لكن لم تكن لى أى مشاركة لأن المجتمع كان يرفض وينظر للشخص ذى الإعاقة على أنه كثيرا ما يحتاج إلى المساعدة، وعندما أتيحت لى الفرصة لممارستها، وفقت أن أكون بطله فى هذا المجال، فمنذ عام 2010 حققت خلال هذه الفترة القصيرة هدفى الرياضي، وحصلت على العديد من البطولات كلاعبه فى نادى متحدى الاعاقة بالمنيا فى رياضة ألعاب القوى ( رمح وجلة)، وكنت أول الجمهورية وتم تكريمى من محافظين بالمنيا أكثر من مرة وأيضا من محافظ الإسكندرية. وتبعث سمية ثلاث رسائل مهمة، الأولي: لكل شخص لديه إعاقة أقول له "خلى عندك ثقه بقدراتك وبمهاراتك وانظر لنفسك نظرة رضا لو أنت شايف نفسك فوق؛ اكيد هتقدر تغير نظرة المجتمع ليك ومهما كنت صغير هتقدر تغير"، الثانية: لوزير الشباب والرياضة وأتقدم له بالشكر حيث فى عهده أصبح هناك اهتمام كامل بالأنشطة الرياضية الخاصة بالأشخاص ذوى الإعاقة بمختلف محافظات مصر، والرسالة الأخيرة: للمجتمع الذى أتمنى أن يعاملنى كإنسان عليه ما عليه من واجبات وله ما له من حقوق.