كثيرا ما تشتكي الأم من فقدان طفلها الشهية للأكل وخاصة بعد عمر السنتين..وهي حالة لها أسبابها المباشرة كما يقول د.أحمد جمال ماضي ابو العزايم مستشار الطب النفسي و رئيس الجمعية المصرية لحل الصراعات الأسرية والاجتماعية. إن هذه الحالة تتطلب تعلم وكيفية التعامل مع الطفل قبل اللجوء الي الطبيب فغالبية الأمهات يغيب عنهن حقائق كثيرة حول تغذية الطفل والتي تختلف تماما عن الكبار, فقد يكون الأمر انطباعا خاطئا من الأم أو استعجالا في الحكم علي طفلها بأنه فاقد للشهي. ولذلك علي الأم والأب ان يعرفوا ما هو دورهم في تغذية طفلهم.. حيث إن لهم دور كبير يأتي من منطلق أنهما يعرفان أكثر من طفلهما أنواع الأطعمه المناسبه له.. فهما اللذان يقرران ماذا و متي وأين يأكل الطفل. ومن جهه اخري الطفل هو الذي يقرر ايضا( لاإراديا) إذا كان يريد أن يأكل ام لا, وإذا أكل فهو الذي يتحكم في كمية الطعام الذي يأكله ولذلك.. فمسئولية الأبوين أولا تكمن في اختيار نوع الأكل الموجود أمام عيني الطفل, فمن المهم إن نقدم لأطفالنا الطعام الذي يحبونه... ولكن هذا لا يعني أن نقدم لهم أنواع من الأطعمه نعلم يقينا انه لا فائدة منها حتي ولو كانوا يفضلونها. كما انه من الخطأ ايضا الألتزام الدائم بنوع واحد وطريقه واحده علي الغداء أو العشاء فما الذي يمنع أن نقدم للطفل قطعة من الكيك وعصير بارد علي وجبة الغداء.. مرة في الشهر مثلا كنوع من التجديد المقبول... بعد ذلك الأبوين لهما القرار في وقت الوجبة الرئيسية وكذلك الوجبات الخفيفة.. هنا ننبه علي إن الأطفال بحاجه دوريه منتظمه للغذاء طول اليوم بمعني أنهم بحاجه لوجبات خفيفة بين الوجبات الرئيسية وذلك حتي يأتي وقتها والطفل جائع وليس( ميت جوعا). السبب في هذا إن معدة الطفل صغيره كما ذكرنا وفي نفس الوقت حاجته للطاقه كبيره, فمن الصعوبة علي الطفل استخلاص هذه الطاقه بالأقتصار علي الوجبات الرئيسيه بل هو في حاجه للغذاء مابين الوجبات, كما يخطيء الأبوين ايضا في عدم إعطاء الطفل الحلويات والمشروبات الغازيه لطفلهم فقط لأنه طلبها و لكن يأتي هنا دورهم في اختيارالوقت المناسب لتناولهم ويكون المقصود هنا أن يجلس الطفل لتناول الوجبة الرئيسيه وهو جائع.. ويمكن هنا أن يلجأ الأبوين لأسلوب الثواب.. فمثلا إذا أكل الطفل جيدا يمكن إخباره انه بإمكانه اختيار ما يحب من الشوكولاتة أو الحلوي لأنه أكل جيدا علي الغداء. أما عن مكان تناول الطعام يشير د. أحمد الي انه يجب التجديد والتغيير فيه, ففكرة تعود الطفل علي الأكل في مكان واحد(غرفة الطعام مثلا) أو علي صوره واحده( عل الطاولة مثلا) يجعله يأخذ الوجبه علي أنها شيئ جدي ورسمي ويبدأ في كره هذا الوقت وهذا المكان.. إذا لنجعل وقت ومكان الوجبة مختلف, كما أكدت الدراسات أن الطفل يأكل بصورة أفضل حينما يأكل معه شخص يثق فيه.. وليس هناك كالأبوين من هذه الناحيه.. ولذلك يجب عليهم ان يحرصوا علي تناول الطعام مع اطفالهم وليبتعدوا عن التهديد والوعيد وترك النصائح علي الوجبة حتي لا يكرهها الطفل.. وعن القدر المسموح به من الحرية للطفل فيما يخص تغذيته, يؤكد د.أحمد ان الطفل مع الوقت سيتعلم أن يحب أنواع أكثر من الطعام, فقد اثبتت البحوث والدراسات انه عند عرض نوع طعام جديد علي الطفل فأنه سيتذوقه فقط دون أن يبتلعه عشر أو خمسة عشر مرة, وبعدها يتعود عليه ويحبه.. بعدها تأتي الحقيقة الثانية أن الطفل قد يحب نوع من الطعام ثم فجأة لا يرغب في أكله لمدة شهر مثلا وتتنوع عادات الأطفال في الأكل فمنهم من يركز علي نوع أو اثنين من الطعام ومنهم من يكثر الأكل في الفطور أما في الغداء فيأكل قليلا, المهم أن نثق في إن أطفالنا يستطيعون تحديد ما يحتاجون من كمية الطعام لا أن نحدده نحن الكبار لهم, فلا داعي للأستعجال... وأخيرا..لابد و أن يحرص الأهل علي عدم إرغام الطفل علي الأكل فالعنف والإرغام لا يأتي بخير. وان يدركوا إن الطفل كلما كبر في العمر كلما اشتهي أنواع وأصناف أكثر من الأطعمه, ويعلموا ايضا أن الطفل يعلم تحديدا ما يكفيه من الطعام فإحساس الشبع عند الأطفال موجود كما أن معدة الأطفال اصغر من البالغين والكبار فمن الحكمه أن لانتوقع منهم أن يأكلوا نفس الكمية مثل الكبار.
