دخلت المنافسة بين مرشحى الرئاسة الأمريكية الجمهورى دونالد ترامب والديمقراطى وهيلارى كلينتون مرحلة الحرب النفسية، كما وصفتها الصحف الأمريكية، وقد بدأ ترامب هذه الحرب ثم اتجهت النساء المناصرات لهيلارى كلينتون إلى الرد عليه بنفس طريقة انتقاله بالمنافسة إلى مرحلة الهجوم على الشخصية ذاتها وليس على السياسات. وطبقا لحوارات أجرتها صحيفة "نيويورك تايمز" الأمريكية مع ترامب ومستشاريه، فإن حملته تخطط للهجوم على شخصية الزوجين، هيلارى وبيل كلينتون، لإلقاء الضوء على الجوانب السلبية فى شخصية كل منهما، بالإضافة إلى هدف آخر هو كسب أصوات الجمهوريين المترددين، طالما لا يوجد ما يوحد الحزب الجمهورى أكثر من إنتقاد كلينتون، وأن مهاجمتهما ربما تقلل من لفت الأنظار إلى نقاط ضعف ترامب، مثل موقفه العدائى من النساء. وبالنسبة لهيلارى، فلإن المعركة القادمة لها مع ترامب تبدو معقدة، فهى لديها خبرة عشرات السنين فى العمل السياسى كعضو فى مجلس الشيوخ، وقبل ذلك بإعتبارها السيدة الأولى للرئيس الأسبق بيل كلينتون زوجها. ولكن تبقى أمامها كيفية التعامل مع الإهانات التى يوجهها إليها ترامب. ويرى بعض المحللين أن وصول هيلارى إلى البيت الأبيض سيتوقف على قدرتها على إضعاف الإتهامات المهينة لها من ترامب، خاصة وأن جزء من حملته ضدها يركز على أن إهتمامها الشديد بالوصول للسلطة جعلها تتغاضى عن فضيحة زوجها مع مونيكا لوينسكى، خاصة وأن التحقيقات التى أجراها المحقق الخاص الذى كلف بهذه القضية كادت أن تدفع الكونجرس، الذى كان يسيطر عليه الجمهوريون وقت القضية عام 1996، إلى تقديم بيل كلينتون للمحاكمة. بعض مستشارى هيلارى كلينتون قالوا، إنهم لا يقللون من قدرة ترامب على إصابة فرص هيلارى ببعض الأضرار، كما أن هناك أمريكيين يشعرون بالقلق تجاه إمكان الثقة بهيلارى، وهو ما أظهرته نتائج بعض الإستطلاعات، بعد أن فتحت ملفات خاصة بشخصيات تشغل مناصب فى مكتبها بوزارة الخارجية، وهذه الشخصيات كانت هناك شكوك حول توجهاتها السياسية، خاصة علاقاتها بمنظمات إسلامية متطرفة، بالإضافة إلى إستخدامها الإيميل الخاص بها فى إرسال معلومات تتعلق بعملها بالوزارة. تظهر الإستطلاعات أن الجانب السلبى فى مواقف ترامب فى نظر الذين أدلوا بأصواتهم يعتبر غير مسبوق، ولذلك لم يكن أمامه بديل غير محاولة تقليل معدل القبول لهيلارى لدى الناخبين، وهو ما دفعه للتركيز على شخصيتها. ومع ذلك فإن هيلارى من جانبها لم تلجأ إلى هذا الأسلوب، وإستمرت فى التركيز على نقص الخبرة لمنافسها، وأنه ليس واضحا أو محددا فى طرح أفكاره السياسية، إلا أن مجموعات من النساء بدأت من ناحيتهن فى الرد على ترامب بنفس طريقته، وفضح سلوكياته الشخصية، وهو ما نشر فى تحقيق لصحيفة "نيويورك تايمز". ومن ضمن ما قيل خلال اللقاءات مع سيدات يعرفن ترامب منذ سنوات مضت أشرن إلى أنه رجل إستفزازى وكان حريصا على إحاطة نفسه دائما بالنساء من حوله، وأيضا عندما إشترى المنظمة التى تقيم مسابقة ملكة جمال العالم، فكان يقدم نفسه إلى المتسابقات بطريقة حميمة ليست معتادة فى مثل هذه الحالات، . دائما كانت المنافسة بين المرشحين للرئاسة الأمريكية تدور حول قضايا السياسة الداخلية والخارجية، وكل منهم يحاول إظهار خبراته وقدراته ورؤيته لحل مشكلات إدارة السياسة الداخلية والخارجية، ولم يكن أحدهم يتطرق إلى الجوانب الشخصية لأى مرش ح منافس، إلا فى الإشارة إلى بعض السلوكيات التى لا تنتقص من قيمة منافسه أو تسبب إهانة له. لكن الانتخابات الرئاسية هذه المرة خرجت عن القواعد المألوفة ودخلت إلى طرق أخرى دفعت إلى وصفها بحرب نفسية بين المرشحين.