«الانفجار السكانى الذى تعتبرونه نقمة فى مصر نحن نراه نعمة, فانتم لديكم الخبراء, والأيدى العاملة المدربة فى جميع المجالات التى تحتاجها إفريقيا لكنكم تركتم الساحة للصين,وغيرها, فقط صدروا لنا خمسة ملايين مصري, وانتظروا كيف سنحسن توظيف مهاراتهم.» بهذه الكلمات بدأ الشيخ صالح أبيمانا سفير رواندا بالقاهرة حديثه مع السفير محمد نصر الدين رئيس الجمعية الافريقية خلال زيارة الأول لمقر الجمعية التى احتضنت 38 حركة تحرر افريقية فى ستينات القرن الماضي. وقال الشيخ صالح ابيمانا: «إن مصر لديها إمكانات, وخبرات بشرية هائلة بلاده فى حاجة اليها, وفى المقابل افريقيا ورواندا بصفة خاصة يمكن أن تمد مصر بالعملة الصعبة التى تحتاجها. وكشف عن ان الهند تحقق مكاسب هائلة من السياحة العلاجية الإفريقية حيث تنفق القارة مليونا ونصف المليون دولار شهريا على علاج الكلى وحدها فى حين أن مصر يمكن ان تستفيد فهى أولى من غيرها لافتاً الى ان القاهرة قدمت الكثير لإفريقيا فى الماضي، فمن ناحية ستحل مشكلة نقص العملة الصعبة, ستحقق مكاسب اقتصادية وسياسية تنعكس على المواطن المصري، ومن ناحية اخرى تحقق التكامل القارى بدلا من اللجوء للخارج. وأوضح ابيمانا أن بلاده سبق ان عرضت على مصر قطعة ارض مجانا وسط العاصمة كيجالى واقترحت د. نميرة نجم السفيرة المصرية لدى رواندا استغلالها فى إقامة مستشفى مصريا عسكريا لعلاج أمراض الكلى لكن حتى الآن لم يتحرك احد من المسئولين فى مصر,و تساءل: لست ادرى ما هى أسباب عدم تفعيل هذا المقترح؟! وضرب ابيمانا مثلا بأحد أطباء النساء المصريين الذى جاء للعمل فى بلاده قبل سبعة أعوام- من خلال الصندوق المصرى للتعاون الفنى مع إفريقيا - وكيف حقق شهرة واسعة، وذاع صيته فى كيجالى والآن يأتى إليه النساء ليس فقط من رواندا وإنما من الكونغو و بوروندى ايضاً. وقال ابيمانا: «لو أرسلتم 100 طبيب مصرى لرواندا لن يسدوا حاجتنا فنحن متعطشون لخبرة مصر فى مجالات الصحة، والدواء, والزراعة, و المقاولات فضلا عن النسيج» مشيرا الى ان المنتج المصرى يجد رواجا فى السوق الرواندية لدرجة أن الصينيين يتحايلون أحيانا و يعرضون بضائعهم كالسيراميك على أنها صناعة مصرية حتى يقبل الروانديون عليها. ومن جانبه استعرض السفير محمد نصر الدين رئيس الجمعية تاريخ المكان، والاحداث التى عاصرها منذ احتضان الجمعية لحركات التحرر الافريقية وحتى الآن، واوضح ان الهدف من انشاء الصندوق المصرى للتعاون الفني - الذى حل محله وكالة الشراكة من اجل التنمية - هو مساعدة دول القارة على تنمية انفسها من خلال إمدادها بالكوادر البشرية المصرية فى مختلف التخصصات التى تحتاجها إلا ان تطبيق الفكرة مع مرور الوقت لم يكن على القدر المطلوب بسبب عدم وفاء الجانب الافريقى بتوفير الاقامة المناسبة لهؤلاء الخبراء. وأعرب السفير الرواندى عن استعداد بلاده لتوفير السكن الملائم للخبراء المصريين فى جميع المجالات مشيراً الى ان الكوادر المصرية تتمتع بسمعة طيبة وكفاءة وان الرئيس الرواندى بول كاجامى اشاد بمهارة و دقة المقاولون العرب التى كلفها ببناء مبنى وزارة الدفاع إلا انهم انسحبوا ولم يقدموا على اية مشروعات اخري. واستطرد: اول طلب كلفنى به رئيسي، هو الاتصال بالمهندس ابراهيم محلب - مساعد الرئيس للمشروعات القومية - لاوصل تحياته الحاره له، لانه قام بعمله على اكمل وجه خلال تولى شركة المقاولون العرب بناء وزارة الدفاع بكيجالى لذلك فإن الرئيس كاجامى يقدره ويعتز به،مشيرا الى انه يبحث عنه منذ وصوله القاهرة قبل عام وحتى الان فشل فى التوصل اليه، ليبلغه رسالة حملها له رئيسه. فهل من مجيب!