«أنا صنايعي فوانيس» يقولها بكل فخر «عم رشوان» متوسطا ورشته ببركة الفيل، يساعده أولاده الثلاثة «المتعلمين»، الذين فضلوا «الفن» على «الوظيفة». عم رشوان-63عاما- لا يعترف بأي فانوس سوي الفانوس المصري التقليدي المصنوع من الصفيح والقصدير والزجاج، ويقول: « ظهرت الفوانيس الصيني التي تغني « رمضان جانا»، والفوانيس الخشبية ، وتلك المصنوعة من السلك ومغطاة بقماش الخيامية، لكن « المصري » هو الأصل بأحجامه المختلفة، بدءا من « المخمس » وهو فانوس الأطفال ذو الشمعة، حتي «النجمة » الذي قد يصل ارتفاعه إلى ثلاثة أمتار، ويفخر بلقبه في الوسط « ملك النجمة » باعتباره الأمهر والأشهر في صناعته، إذ يقوم بتوريد أكثر من 100 فانوس نجمة لتزيين محيط قصر عابدين، فضلا عن الفنادق والأماكن السياحية، ويصل سعره إلى ألفي جنيه. عم رشوان عمل في مهن أخرى خاصة في فترة نكسة 67 حيث اختفت الصناعة تماما، إلى أن تفرغ لها فيما بعد، وهي -باعترافه -صنعة مربحة ، وإلا لما استمر بها، مشيرا إلى أن سوق الفانوس المصري مستمرة طوال العام من خلال مستورديه في السعودية والبحرين والأردن، وهو ما يعني أنهم يعملون طوال أشهر السنة وليس فقط قبل رمضان كما يتصور البعض. لكن ما يسوء عم رشوان هو ارتفاع أسعار «المون »، فبعد أن كان يشتري كيلو «الصفيح » ب12 قرشا أصبح الآن بعشرة جنيهات، وكذلك القصدير الذي ارتفع من 23 جنيها إلى 350 جنيها، لكن في المقابل دخلت المكابس التي سهلت العمل، فأصبح بإمكانه أن « يدق ويقطع » 100 فانوس بالأسبوع، لكن يظل العمل يدويا في معظمه، لا تتقنه إلا أنامل تستحق الحرير.