المنصورة من عطية عبدالحميد: فى الوقت الذى تهتم فيه الدولة بإقامة مسارح قومية جديدة وتطوير القائم منها فإن مسرح المنصورة القومى الذى كان يعد من أفضل مسارح الجمهورية فى يوم من الأيام قد أغلق أبوابه بالضبة والمفتاح وتوقفت العروض المسرحية العالمية والمحلية التى كانت تقدم على خشبته قبل 13 عاماً وحتى الآن. ويرجع ذلك إلي عدد من الأسباب يأتي في مقدمتها تهالك المبني الذي يرجع تاريخ انشائه إلي عام1884, وكذلك الخلاف في الرأي بين وزارة الثقافة من ناحية ومحافظة الدقهلية من ناحية أخري, حيث يري المسئولون بوزارة الثقافة ضرورة تخصيص كامل المبني الذي يضم المسرح ورئاسة مركز ومدينة المنصورة وجمعية الأسر المنتجة وأحد البنوك الخاصة لإقامة مركز عالمي للفنون باستثمارات تصل إلي27.5 مليون جنيه, بينما يري المسئولون بالدقهلية أن تطوير المسرح القومي لا يحتاج إلا إلي ضم الجزء الذي يشغله المسرح وجمعية الأسر المنتجة. في البداية يؤكد مصطفي طلبة مدير عام المسرح وعضو هيئة المسرح القومي بالقاهرة أن مسرح المنصورة القومي كان واحدا من أفضل مسارح مصر والذي شهد تقديم أعمال مسرحية عالمية ومحلية عظيمة خاصة بعد عام1964, ووقف علي خشبته مشاهير مصر من الممثلين مثل فريد شوقي ومحمود المليجي وأمينة رزق وسعد أردش وعبد الغفار عودة ويونس شلبي وأحمد عقل وإبراهيم عبد الرازق وعثمان عبد المنعم وكثيرون غيرهم, وكان يضم أكبر فرقة مسرحية في الوجه البحري ومصر وقامت سيدة الغناء العربي أم كلثوم وموسيقار الأجيال محمد عبد الوهاب بإحياء عدد كبير من الحفلات الغنائية عليه, وقد تم تسجيل مسرح المنصورة القومي بهيئة الآثار المصرية, وقام البيت المصري للمسرح التابع لوزارة الثقافة باستلامه من محافظة الدقهلية في عام1997 لتطويره إلا أن شيئا من ذلك لم يحدث حتي جاء عام2007 عندما كلفه الوزير فاروق حسني بأن يلتقي مع عدد من مهندسي الإدارة الهندسية بوزارة الدفاع والذين قاموا بعمل رفع مساحي لكامل المبني الذي يقع في أجمل موقع بالمنصورة من شارع البحر حتي العباسي بغرض تحويل كل هذه المساحة إلي مركز عالمي للفنون. وقامت الإدارة الهندسية بإعداد التصميمات لهذا المركز وشملت التصميمات الأجزاء التي يشغلها مجلس مدينة المنصورة وجمعية الأسر المنتجة وأحد البنوك الخاصة إلي جانب المسرح, وذلك لإقامة قاعة عرض رئيسية تسع500 مقعد واستطرد مصطفي طلبة أن محافظة الدقهلية ومديرية الاسكان تسلمت صورا من هذه التصميمات, كما أوصت اللجنة المشكلة برئاسة اللواء فيصل المصري سكرتير عام المحافظة السابق بتسليم كامل المبني لوزارة الثقافة حتي يمكن تحويله إلي مركز عالمي للفنون, وكان ذلك في أغسطس من عام2008. ويضيف سعد رزق طه مدير عام دار العرض بمسرح المنصورة القومي أن اهتمام الوزير فاروق حسني بهذا المسرح لا يأتي من فراغ, وإنما يأتي لأهميته التاريخية والثقافية في قلب عاصمة الدقهلية. فيما يؤكد المحافظ سمير سلام أنه قام بزيارة المسرح القومي بعد توليه مسئولية العمل بالدقهلية, ووقف علي مدي أهميته كمركز تنوير ثقافي وابداعي في المنصورة, وأبدي اعجابه البالغ بهذا الصرح العظيم, كما أبدي اهتمامه بأن تتم أعمال التطوير والتحديث بالاتفاق مع الدكتور زاهي حواس رئيس المجلس الأعلي للآثار حتي يأتي العمل متكاملا من جميع الجوانب, وأمر بتشكيل عدد من اللجان لدراسة المشروع حتي يتسني تخصيص المبني لبدء العمل.