زماااااااان قبل الزمان بزمان، قبل أن يُخلق فيس وتويتر وانستجرام، كان هناك يوم يُدعي خميس، ينتظره المصريون بفارغ الصبر والعرفان، لأنه يجمع شتات الأسرة، وبينهم يكون الشاتُ على الطبيعة، لا رسائل ولا مسدجات، ضاع منا الخميس. وبالبحث والتحري مصادفة يوم الخميس الفائت، كانت المفاجأة، جلست ممتطيا الكيبورد رافعا الشاشة لأعلي، فإذا بي أفاجأ بعدد غير قليل من الأصدقاء الأعزاء، والصديقات الفضليات، فلستُ وحدي إذن المسئول عن فقدان خميس.. سألتهم: أليس اليوم بخميس؟ قالوا: نعم، أعدت السؤال: مالي أراكم تلتفون حول شاشات لاباتكم وكمبيوتراتكم رحمكم الله، فقالوا ضاحكين ، مات خميس من زمن بعيد، ومنهم من قال ذهب ولم يعد، ثم لماذا تسألنا عنه اليوم؟ فقلت كان خميس سابقا يعني اللمة بين أفراد الأسرة بعد عناء أسبوع كامل، كان خميس يجمع بين البسمة والسهرة الحلوة واللمسة الدافئة، صرنا نتندر على خميس رجالا ونساء، فمن ظلمه إذن؟ أعتقد أن هزيمة خميس المدوية جاءته من تبلد المشاعر وكثرة المشاغل، وقلة الاحساس، وموت الرغبة في لقاء من كانوا في الماضي أحبابا، رحم الله خميسا شهيد فيس وتويتر وانستجرام، لقى حتفه حزنا وكمدا ليصبح ذكري من زمن الجمال، لم يعد خميس يمثل شيئا، مثله ممثل جمعة وسبت وتلات، الجميع يبدوأنه إلى زوال، تساوت المسميات، وخرجت من بين زماننا عوالم أخري جافة، مملة، ومتراصة الكلمات، حتي جمالها هذه العوالم براقٌ بلا روح وبلا كيان، سألت أصدقائي: ما المانع في أن نحاول أن نُعيد خميس كي تعود للأسرة لمتها، ويكون شاتُها علي الواقع لا في الدردشة ع الفيس، فيا أيها الساهرون ع الفيس والساهرات، ويا كل امرأة تمتلك تاب أو لاب، ويا كل رجل يملك في تليفونه المحمول باقة أو باقتين، ويا أبناءنا وفتياتنا من أصحاب التويتة والتويتات، تعالوا نكُف أيدينا عن هذا العالم الافتراضي البديل، ونعود جميعا إلى خميس فإنه في انتظار... [email protected] لمزيد من مقالات أيمن عثمان