شهدت الأسابيع الماضية حالة من الحراك والنشاط الدولي والاقليمي على صعيد وضع حلول للقضية الفلسطينية والعودة بين الجانبين الفلسطيني والإسرائيلي الى طاولة المفاوضات بعد فترة طويلة من التوقف واستمرار التعنت الإسرائيلي والانشقاق الفلسطيني، وكانت التحركات الفرنسية نحو عقد مؤتمر دولى للسلام بباريس وتم تأجيله عدة ايام لضمان مشاركة وزير الخارجيه الامريكي وكانت دعوة الرئيس عبد الفتاح السيسي للجانبين الفلسطيني والاسرائيلي لإحياء هذا الملف في ظل الدعم المصري المتواصل لهذه القضية . وتعتبر مصر القضية الفلسطينية هى قضية العرب الأولى وتستمر في تحركاتها الفاعلة على كل الساحات الاقليمية والدولية من أجل الحل العادل لتلك القضية ولا يخلو اجتماع رئاسي او وزاري او قمة إلا وكانت تلك القضية في مقدمة الطرح المصري وخلال الفترة الماضية شهدت لقاءات مكثفة لوزير الخارجية سامح شكري مع ممثلين عن منظمة التحرير الفلسطينية بجانب مبعوث الأممالمتحدة لقضية السلام حيث تأكدت الحاجة الى تهيئةالأجواء بين الفلسطينيين والإسرائيليين. المبادرة الفرنسية .. واتهام إسرائيلي بعدم الحياد وباستعراض الجهود الدولية والإقليمية لحل الأوضاع بين الجانبين فبين عواصم ومدن العالم منها القاهرةوباريس و رام الله وتل ابيب كانت المشاورات تجري على قدم وساق لوضع النقاط فوق الحروف وطرح مبادرة فرنسية جديدة تضمن عودة الفلسطينيين والإسرائيليين الى المفاوضات مرة اخرى من خلال تنظيم مؤتمر دولي بباريس نهاية الشهر الحالي حيث تم تعيين بيير فيمون مبعوثا للتواصل مع القادة والمسئولين لعرض الأفكار الفرنسية بشأن المبادرة . وعلى الرغم من التأييد الدولي الذي حظيت به المبادرة والدعوة لعقد المؤتمر الدولي للسلام بباريس فإنه منذ أيام أعلن الرئيس الفرنسي فرانسوا أولاند انه تم ارجاء عقد المؤتمر وأن الموعد الجديد للمؤتمر سيكون بحلول الصيف المقبل ثم كان الإعلان مرة اخرى ان المؤتمر سيعقد يوم 3 يونيو المقبل بباريس ومن المفترض حضور عشرين بلدا إلى جانب الاتحاد الأوروبي والأممالمتحدة، لكن دون الإسرائيليين والفلسطينيين، وفي حال نجاح هذا الاجتماع سيتم التمهيد لقمة دولية تعقد في النصف الثاني من 2016 بحضور القادة الإسرائيليين والفلسطينيين. في الوقت الذي قال رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نيتانياهو إنه أبلغ وزير الخارجية الفرنسية جان مارك إيرولت بأن إسرائيل مازالت تعارض المبادرة الفرنسية لعقد مؤتمر دولي في محاولة لإنعاش محادثات السلام مع الفلسطينيين منتقدا دعم فرنسا تأييد قرار في اليونسكو لمصلحة الفلسطينيين يدين بشدة الاعتداءات الإسرائيلية والتدابير غير القانونية التي تتخذها إسرائيل والتي تحد من حرية العبادة التي يتمتع بها المسلمون ومن إمكان وصولهم إلى الموقع الإسلامي المقدس المسجد الأقصى الحرم الشريف مما يلقي بظلاله على حياد فرنسا في الوقت الذي رحب الفلسطينيون بالمبادرة وأبدى الرئيس الفلسطيني محمود عباس لدى لقائه وزير الخارجية الفرنسى جان مارك إيرولت دعمه لجهود باريس لعقد مؤتمر دولي للسلام لحل القضية الفلسطينية. الموقف الرسمي المصري منذ البداية كان واضحا حيث أكد وزير الخارجية سامح شكري أن مصر تدعم المبادرة الفرنسية لعقد مؤتمر دولي للسلام من أجل إيجاد حل للصراع الفلسطيني الإسرائيلي وان عقد مؤتمر دولي للسلام في الشرق الأوسط لحل القضية الفلسطينية يحقق الطموحات المشروعة للشعب الفلسطيني ويعمل على إنهاء الصراع على أساس حل الدولتين وأكد شكري أن مصر ترعى جهود السلام من خلال قدرتها على التواصل مع كل الأطراف ودعمها لكل المبادرات التي تهدف إلى إحلال السلام بما في ذلك المبادرة العربية التي تعمل على الترويج لها على المستوى الدولي كما تتفاعل مصر مع الطرح الفرنسي، كما انه من المهم تأكيد دور المجتمع الدولي في مساعدة الأطراف على تجاوز المرحلة الحالية من خلال طرح حلول مبتكرة تطمئن الأطراف بأن الخطوات التي يتخذونها سوف تكون مدعومة من قبل دول لها تأثيرها وقدرتها على الساحة الإقليمية والدولية. دعوة السيسي .. وإيجابية الأطراف في التجارب معها وفي اليوم الذي أعلن فيه الرئيس الفرنسي ارجاء مؤتمر باريس كانت الدعوة الذهبية التي أطلقها الرئيس عبد الفتاح السيسي بدعوة الفلسطينيين والاسرائيليين لإعادة احياء عملية السلام للتوصل الى حل للقضية الفلسطينية، حيث رحبت الأطراف المختلفة بالدعوة. ورحب الرئيس الفلسطينى محمود عباس أبو مازن بجهود ومواقف الرئيس السيسى واستعداده لبذل الجهود من أجل تحقيق السلام العادل وإقامة دولة فلسطينية وفق قرارات الشرعية الدولية ومبادرة السلام العربية معربا عن تقديره لدور مصر التاريخى فى دعم القضية الفلسطينية، وتضحياتها التاريخية للحفاظ على حقوق الشعب الفلسطينى. أما حركة حماس فقد رحبت بتصريحات الرئيس السيسى لتحقيق المصالحة الفلسطينية وتؤكد الحركة جاهزيتها للتعاطى مع كل الجهود لإنجاز المصالحة واستعادة الوحدة الوطنية. من جانبه رحب بنيامين نيتانياهو رئيس الوزراء الإسرائيلى بمبادرة الرئيس لإحياء عملية السلام بين الفلسطينيين والإسرائيليين. وان تل أبيب مستعدة للعمل مع مصر والدول العربية الأخرى لمصلحة عملية السلام ودفع الجهود الدبلوماسية وتحقيق الاستقرار فى المنطقة مضيفا أرحب بالخطوة التى اتخذها الرئيس السيسى وأدعم أسلوب قيادته بما فى ذلك هذه القضية المهمة . وفي اول رد فعل أمريكي على الدعوة كانت خلال الزياره السريعة التي قام بها وزير الخارجية جون كيري للقاهرة حيث أشاد بالدعوة التى أطلقها الرئيس إلى الفلسطينيين والإسرائيليين لإعادة إحياء عملية السلام، مثمناً الدور القيادى للرئيس السيسي وحرصه على المساهمة فى التوصل لحل للقضية الفلسطينية، ومشيداً فى هذا السياق بدور مصر التاريخى واسهاماتها فى تحقيق الاستقرار بالشرق الأوسط بوصفها دعامة رئيسية للسلام والأمن بالمنطقة. خبراء اعتبروا دعوة الرئيس السيسي لإحياء عملية السلام تمثل مرحلة من مراحل الدعم المصري المتواصل للقضية الفلسطينية وتمثل خطوة في طريق احلال السلام بين الجانبين وإقرار حل الدولتين.