أصبح ارتفاع ضغط الدم المعروف باسم "القاتل الصامت" يهدد حياة 16 مليون مصري، ويتسبب في وفاة 21 ألفا و300 مريض سنويا، وتوضح الإحصائيات العالمية أن أكثر من بليون إنسان علي مستوي العالم يعانون من المرض. ومن المنتظر أن يزيد هذا الرقم بنسبة 60%، خلال السنوات العشر المقبلة، وبالتالي يؤثر علي الشرايين ويسبب تضخما في عضلة القلب، مما يعجل بالإصابة بضيق الشرايين التاجية وجلطة القلب، خاصة في وجود عوامل مؤثرة وتكون النتيجة ضعف عضلة القلب، وعدم قدرتها علي الانقباض وضخ الدم بطريقة طبيعية. ويؤكد ذلك أهمية تنويع سبل علاج ضغط الدم وطرق تشخيصه تبعا لدرجة عوامل الخطورة ومدي تأثيرها علي الجسم مع التركيز علي طرق الوقاية والحد من المضاعفات عند كبار السن والحوامل ومرضي الفشل الكلوي. وقد أسهمت الجمعية المصرية لارتفاع ضغط الدم بالتعاون مع احدي شركات الأدوية العالمية في إنشاء وتجهيز 50 عيادة متخصصة بالمستشفيات العامة والمركزية علي مستوي الجمهورية. لتشخيص وعلاج ارتفاع ضغط الدم، فضلا عن تدريب أطباء وزارة الصحة على أدلة العمل السريري الموحدة لعلاج هذا المرض،. وتشير إحصائيات منظمة الصحة العالمية إلي أن مرض ضغط الدم يحتل المركز الرابع بين أكثر الأسباب المؤدية للوفاة بين المصريين، حيث يبلغ عدد الوفيات الناجمة عن الإصابة بارتفاع ضغط الدم في مصر نحو 21 ألفًا و300 مواطن بما يمثل 4.6% من إجمالي عدد الوفيات سنويا. وتأتي مصر المركز ال 13 في قائمة الدول الأعلى في معدلات للوفاة في العالم نتيجة الإصابة بارتفاع ضغط الدم. وللوقوف علي أبعاد هذا المرض القاتل، يقول د.محمد محسن إبراهيم أستاذ القلب بجامعة القاهرة ورئيس الجمعية المصرية لضغط الدم إلي إن ارتفاع ضغط الدم يعد من أكثر الأمراض المزمنة غير المعدية انتشارا بمصر، ويوضح أن المرض يؤدى لمضاعفات خطيرة مثل تضخم وهبوط عضلة القلب وقصور الشرايين التاجية والجلطة القلبية والدماغية ونزيف المخ والفشل الكلوي وتمدد الأورطى وشرخ بطانته، إذا أهمل علاجه. من اجل ذلك بدأت الجمعية المصرية لضغط الدم في إطلاق البرنامج القومي للتحكم في ارتفاع ضغط الدم بإنشاء 50 عيادة متخصصة لتشخيص وعلاج المرض، ويسعى البرنامج لتقديم الرعاية الصحية المتميزة للمرضى وتقديم الدعم التقني لمقدمي الخدمة وتنفيذ نظام يختص بجمع البيانات حول المرض بجميع العيادات المتخصصة بمصر. وتشير الإحصائيات إلى أن أكثر من 26% من المصريين البالغين يعانون من ارتفاع ضغط الدم، وأن ثلثي المرضى لا يعرفون حقيقة إصابتهم به. ولا يستطيع الأطباء السيطرة على المرض إلا في 8% فقط من الحالات.وتزداد نسبة الإصابة مع التقدم في العمر وزيادة الوزن وكثرة استهلاك ملح الطعام إضافة للاستعداد الوراثي، مؤكدا أن الطريقة الوحيدة للتشخيص هي قياس ضغط الدم بدقة عدة مرات على مدى أسابيع وربما شهور، بالإضافة لمعرفة التاريخ المرضى التفصيلي والفحص السريري الدقيق بجانب الفحوص المعملية. ومن جانبها توضح د.وفاء العروسي أستاذ القلب بطب قصر العيني والمشرف العام لمشروع العيادات التخصصية لضغط الدم، أن ارتفاع ضغط الدم ومضاعفاته يعدان أكثر أمراض القلب والدورة الدموية شيوعا، لكونهما مسئولين عن 50% من وفيات أمراض القلب والأوعية الدموية.ويمثل قياس ضغط الدم بدقة عدة مرات على مدى أسابيع وربما شهور الطريقة الوحيدة لتشخيصه، ومعظم حالات الارتفاع الأولي لضغط الدم ليس لها سبب محدد، وتشمل مضاعفات ارتفاع ضغط الدم تضخم وهبوط عضلة القلب وقصور الشرايين التاجية والجلطة القلبية والدماغية ونزيف المخ وفشل الكلى وتمدد الأورطى وشرخ بطانة الأورطي. وفي نفس السياق، أكد د.خالد عاطف رئيس إحدى الشركات العالمية للدواء بمصر أنه سيتم تجهيز العيادات بكافة الأجهزة اللازمة لقياس ضغط الدم طبقا للمعايير الدولية والأجهزة اللازمة لتسجيل بيانات المرضي لإنشاء قاعدة البيانات اللازمة للعمل البحثي. وأضاف إن هذا المشروع العلمي يقدم نموذجا عمليا لتعاون الجهات الحكومية والجمعيات الطبية مع صناعة الدواء من أجل خدمة المجتمع وتحسين حياة المرضى، إضافة لتطبيق توصيات الجمعية المصرية لارتفاع ضغط الدم بشأن التشخيص والعلاج بغرض توحيد طرق التشخيص والعلاج على مستوي المراكز المشاركة.
