مجموعة عرقية فى جنوب السودان. موطنها الأصلى ينتشر من منطقة بحر الغزال، إلى ولاية جونقلي، ومناطق من ولاية جنوب كردفان، وولاية أعالى النيل ويعمل غالبيتهم بالرعى والزراعة، ويرعون ماشيتهم فى مراع قريبة من الأنهار خلال موسم الجفاف، ويزرعون التبغ والحبوب على المطر . والدينكا قبائل تتمسك بعاداتها وتقاليدها وممارساتها الدينية، لأن الدينكاويين ليس لديهم وسائل لتسجيل العادات والقوانين التى تنظم أمور حياتهم . وعند الزواج يدفع العريس الأبقار المطلوبة لوالد العروس، ويكون المهر ثمنا لشراء الفتاة، وتصبح ضمن ملكيته، هى وكل ما تلد من أطفال، وليس من الضرورى دفع المهر كاملا قبل احتفالات الزواج، ويحق لمجلس العائلة أن يقرر عدد الأبقار التى يتم دفعها مقدما، ومتى يتم دفع بقية المهر، ومتوسط المهر خمسة عشر بقرة، وخمسة ثيران توزع على والد الفتاة ووالدتها، وقد تُهدى واحدة لخال العروس، وكذلك أقارب الأب، وربما يُرد بعضها لأهل العريس، وفى حال عدم اكتمال عدد الأبقار المتفق عليه يظل أطفاله من مسئوليات أشقاء العروس الذين يتولون تربيتهم . ومقاييس اختيار العروس عندهم تبدأ بطولها، وبياض أسنانها، والفتاة التى تتوفر فيها هذه الصفات يكون مهرها أكبر من غيرها، كذلك مكانة أسرتها، ووضعها الاقتصادى والاجتماعي، ويكون سببا لارتفاع عدد أبقار المهر، وفى الآونة الأخيرة باتوا يعطون ميزة تعليم الفتاة أهمية كبري. ويؤمن الدينكا بتعدد الزوجات لكنهم لا يتزوجون من الأقارب، ويفضلون الأسر البعيدة حفاظا على التقاليد. ومراسيم الزواج عندهم بسيطة، فالرجل يبنى منزلا يتكون من كوخ للسكن، وآخر للطعام، وتقوم والدة العروس بدور كبير فى الترتيب لزواج ابنتها، حيث تجمع ما تستطيع من الخرز، وتصنع فراء مطرز الحواشى بالودع. وهناك عادة يحافظون عليها إلى الآن، وهى غعداد كأس لبن ليشرب منه الثعبان الأليف الذى يسكن معهم كما تسكن القطط فى المنازل . ويسمون الطلاق »كسر الزواج«، لأنه يعنى إعادة أبقار المهر كاملة إلى الزوج لتحرير الزوجة من ملكيته عند حدوث الطلاق النهائي، بما فيها الأبقار الصغيرة التى ولدت اثناء فترة الزواج، وتعود ملكية الزوجة إلى أبيها، ويمكن ترك بعض الأبقار لوالد الزوجة مقابل ضم الزوج لطفله أو أكثر لملكيته. وإذا تُوفيت الزوجة خلال أول عامين من الزواج أثناء الولادة، أو فشلت فى الحمل، يتفق الزوج مع والدها على استبدالها بإحدى أخواتها، أو يقوم الأب بإرجاع بعض الأبقار من مهر ابنته، كمساعدة للزوج فى الحصول على زوجة أخرى . وإذا توفيت الزوجة بعد ولادة طفل فلا تُعاد الأبقار إلى الزوج ولا يُعوض عنها . ومصطلح أرملة عندهم لا يطلق فقط على المرأة التى مات عنها زوجها، لكن أيضا يُطلق على المرأة التى يتم شراؤها لكى تلد طفلا، فهى أيضا تسمى أرملة، وإذا وصلت إلى مرحلة عمرية تمنعها من الحمل فإنها تشترى إحدى الفتيات، ويكون الأطفال الذين تلدهم يحملون اسم الزوج المتوفى بغض النظر عن مدة وفاته، وبغض النظر عن والدهم الطبيعى.